تتعامل إسرائيل بأنانية شديدة تجاه قضية الحرب على إيران، وتتصرف بإصرار على توريط الولاياتالمتحدة في مثل هذه الحرب. ولا يكاد يمضي أسبوع دون أن نسمع عن زيارة لمسؤول إسرائيلي كبير إلى واشنطن بهدف «التشاور» مع الأميركيين بشأن امكانية توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الايرانية. وكانت آخر هذه الزيارات واحدة قام بها «تامير باردو» رئيس الموساد الإسرائيلي إلى الولاياتالمتحدة الشهر الماضي لسؤال الأميركيين عن ردة فعلهم إذا قامت الدولة العبرية بضرب إيران عسكريًا. وقد تسربت تفاصيل هذه الزيارة بعد أن تحدث أكثر من مسؤول أميركي عن مشاركة باردو في سلسلة اجتماعات بواشنطن بعضها جلسات استماع في مجلس الشيوخ. وخلال جلسة لإحدى اللجان التشريعية التي تعنى بالشؤون المخابراتية والتي حضرها كل من مدير«سي.آي.إيه» ديفيد بترايوس ومدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر، تم توجيه سؤال إلى كلابر حول ما إذا كانت إسرائيل تعتزم ضرب إيران، لكن كلابر رد بالقول إنه يفضل التحدث حول هذا الموضوع في جلسة سرية. وأشار أعضاء بارزون في اللجنة إلى أنهم التقوا باردو، كما أكد بترايوس اجتماعه مع رئيس الموساد الذي كشف له قلق إسرائيل المتصاعد تجاه طموحات إيران النووية. ورغم أن تفاصيل الجلسة أذيعت حية على التلفزة الأميركية، ذكرت صحف محلية في واشنطن أن بعض المسؤولين الأميركيين ألقوا الضوء على أهداف زيارة باردو التي علم أنها تستهدف التعرف على كيفية تصرف الولاياتالمتحدة إذا هاجمت إسرائيل الأهداف النووية الإيرانية رغم اعتراض واشنطن. وطبقًا لأقوال مسؤولين أميركيين وردت أسماؤهم في هذه المسألة، سأل باردو كبار المسؤولين عن موقفهم تجاه إيران وعما إذا كانت هناك استعدادات لقصف إيران وماذا ستفعل الولاياتالمتحدة إذا لجأت إسرائيل إلى ضرب الدولة الفارسية عسكريًا؟ وجاء في تقارير الصحف الأميركية المحلية أن إسرائيل أوقفت إشراك الولاياتالمتحدة في المعلومات الاستخبارية اللازمة للاستعداد العسكري. وكانت مصادر إيرانية قد ذكرت أن وزارة الخارجية في طهران استدعت السفير الأذري واتهمت بلاده بلعب دور في عمليات للموساد استهدفت اغتيال علماء إيرانيين والتجسس على إيران. ويتضح من مثل هذه التقارير المتكررة بشأن تمسك إسرائيل بالخيار العسكري في مواجهة إيران، أن الدولة العبرية تستغل علاقاتها التحالفية مع الدولة الأعظم لاجتذابها نحو مربع الحرب، رغم أن الولاياتالمتحدة تميل هذه الأيام إلى مجابهة طهران بالعقوبات أو الحملات الدبلوماسية من منطلق اعتقادها بأن إيران لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة النووية التي تتحدث عنها إسرائيل. ويميل كثير من المحللين إلى الاعتقاد بأن إسرائيل ستشغل جميع أجهزتها ولوبياتها اليهودية على امتداد العالم لدفع أميركا إلى مؤازرتها أو مشاركتها في شن الحرب على إيران هذه السنة. نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية