منذ تسع سنوات، بدأت الإهانات وحفلات التعذيب، فهى شعار حياتى مع زوجى المفترى لجأت إلى أهلى كثيرًا وطلبت منهم مساعدتى على الخلاص منه، لكن بكل أسى لم يستمع إلى أحد الأمر الذى أسفر عن ثلاثة أبناء وعندما قررت الاعتماد على نفسى وتركت له المنزل وطلبت منه الطلاق حرمنى من أبنائى وبدأ فى إقامة حفلة تعذيب يومياً لهم والاتصال بى يصرخون للضغط على حتى أتنازل عن طلب الطلاق.. بهذه الكلمات بدأت الزوجة الثلاثينية كلامها لم أتخيل يوماً أن أكون حكاية من ضمن حكايات محكمة الأسرة، خاصة أنى تربيت أن الزوجة هى عماد البيت وبأسلوبها تتمكن من استمرار الأسرة من عدمها وعلى هذا المبدأ ارتبطت بزوجى ومنذ أيام زواجى الأولى اكتشفت أننى تزوجت رجلاً بلا قلب عديم الرحمة والإنسانية وبالرغم من محاولاتى المستميتة أن أبتعد عن أسباب غضبه كان دائم الاعتداء على بالضرب... كان يعود من عمله ويبدأ فى البحث داخل البيت لافتعال المشاجرات التى ستؤدى إلى طريقها المحتوم وهو الضرب والإهانة. ولأن شخصية والدى كانت متنافية تماماً مع زوجى كرهت حياتى معه، خاصة بعد أن تيقنت أن طباع زوجى لن تتغير وذلك عن طريق صديقه والذى أكد لى أن زوجى امتاز بالطبع الحاد منذ نعومه أظافره.. لجأت إلى أسرتى فى إحدى المرات التى تعرض لى خلالها بالضرب المبرح مما أدى إلى إصابتى فى كسر بالساق.. توقعت أن ينصفنى أهلى على هذا الوحش لكن خاب أملى وظنى بهم.. فرفض والدى فكرة الطلاق خشية كلام الناس وطالبنى بالصبر.. وحتى لا يشعروا بالذنب تجاهى اشترطوا عليه معاملتى بالرفق.. عدت إلى منزلى الكئيب كنت أنتظر أول خلاف له معى واتصلت بوالدى حتى يعلم أنه لن يحافظ علىَّ ولا وعوده معه.. وبالرغم من ذلك طلب منى ضرورة الصبر والاحتمال لأن الحياة هكذا ليست سعيدة على طوال الأيام.. مرت السنوات كئيبة خالية من السعادة والرحمة والإنسانية وأنجبت ثلاثة من أطفال كتب الله عليهم أن يكونوا أبناء لرجل مريض بداء العنف، ونالهم ما نالهم من الضرب والإيذاء البدنى والنفسى. وأضافت كريمة: «كنت أحرق بالنار وأضرب بالخرطوم وبعدها يعاشرنى مثل الحيوانات ويعاقبنى إذا اعترضت بالحرمان من الطعام بسبب إحكام الإقفال على كل شىء قبل خروجه من المنزل وأفضل الجوع خوفاً من الضرب. وصل وزن جسدى الهزيل ل44 كيلو بسبب بخله وجبروته، وكانت حالتى سيئة لدرجة تدفع الجيران أثناء غيابه للعطف علىّ ودعوتى لديهم لتناول الطعام فى حين أن أهلى رغم حالتهم المادية الجيدة يرفضون مساعدتى. تابعت الزوجة التى قدمت عشرات المستندات وشهادة الشهود على صحة وقائع التعذيب لها وأطفالها: «عندما كنت أترك المنزل بعد أن يفيض بى الكيل كان زوجى يرفض أن آخذ أطفالى معى وإذا أخذتهم دون علمه يأتى ويستردهم بالقوة بسبب عدم تصدى أهلى له حتى يجبرنى على العودة لهم والعيش معه».. بدلاً من أن يكون بديلاً لى.. كان يعذبهم بالحرق واستخدام الصعق بالكهرباء ويغرقهم بالمياه وبعدها يجعلهم يحدثونى فى الهاتف ليستغيثوا بى وفى كل مرة أعود له لأعيش نفس المأساة إلى أن قررت اللجوء للقانون لعقاب زوجى ورحمة أبنائى وكل أملى أن أحصل على حكم قضائى بخلعى منه ومنعه من رؤيه أبنائه، خاصة أنه لا يمكن أن يؤمن على أطفال صغار. حتى لو كان سيراهم لمجرد ساعات قليلة.. أنهت كريمة حديثها ولملمت أوراقها وأخفت وجهها عن الجميع وغادرت القاعة بعد سؤال حاجب المحكمة عن موعد الحكم وهل سيطول انتظاره.. تعاطف معها العجوز وطمأنها أن الحكم سيكون لصالحها وأنها ستحصل عليه قريبًا، خرجت مسرعة ابتسمت ابتسامة لا تعرف لها معنى، ولكن ربما بصيص من الأمل تسرب إلى داخلها يخبرها أن الفرج والخلاص قريبان!