روى عبد الرحمن جليلى صاحب مطعم بيتزا بوسط طرابلس تفاصيل أشهر وأجرأ محاولة اغتيال للعقيد معمر القذافى فى مايو 1984 والتى شارك فيها شقيقه سالم أحد الجثث الستة عشر التى احتفظ بها القذافى فى غرفة سرية بمشرحة طرابلس على مدى 27 عاما . أشار عبد الرحمن أن العملية كان مخططا لها اشتراك 18 شابا فى تنفيذها لكن تم تقليص العدد فى ليبيا بسبب الأوضاع الجارية وقتها . ويتذكر فريد جبلاوى صديق سليم منذ الطفولة, أن سالم جاءه فى يوم وطلب الحصول على مفتاح شقته وكان لم يره منذ نفيه إلى الولاياتالمتحدة وأراد تخزين بعض السلاح بها . وأشار أن الشقة تقع بالقرب من المركز الدولى للمعارض الذى كان سيفتتحه القذافى فى مايو حيث المفترض أن يتم اغتياله . كان المفترض أن يصل أحمد حواس قائد الفريق قبل التنفيذ لكنه قتل أثناء عبوره الحدود التونسية لذلك اضطر المشاركةن فى العملية الارتجال لأدراكهم أن نسبة خروجهم من البلد أحياء شبه منعدمة . واضطر ستة أو سبعة الاختباء داخل المبنى وآخرون فى صفائح القمامة ووصلوا حتى مكتب القذافى لكنه هرب من نفق وأطلق الكوماندوز وابلا من الرصاص . نجحت مجموعة فى الهروب بسيارة تركوها فى الطريق وآخرون أختبأوا فى شقة مؤجرة سرا قاوموا لأربعة ساعات متواصلة حتى قتلوا . ويروى عبدالرحمن أن شقيقه سليم ظل مختبأ لأحد عشر يوما متنقلا بين عدة شقق حتى عثرت عليه الشرطة فى 17 مايو مشيرا إلى أن صاحب الشقة هو من أبلغ عنه وحاول سالم الهروب لكنه لم يتمكن سوى لعدة أمتار . ومن لم يقتل بالرصاص تم إعدامه . وتم تشريد أسرهم وأبنائهم وفصل أبناؤهم من المدارس وأشقاؤهم من الحكومة . ويتساءل أبناء المتوفين الستة عشر عن أسباب ترك أبائهم معلقين بين السماء والأرض وعدم دفنهم كما تقتضى الشريعة الإسلامية.