استنكر فنانون ومخرجون قيام المطربين تامر حسني وشيرين عبد الوهاب بإحياء حفلين غنائيين خارج مصر خلال فترة الحداد الرسمي التي أُعلنت في البلاد عقب وقوع مجزرة بورسعيد. وانصبت الانتقادات إلى جانب حملات مقاطعتهما على "فيس بوك وتويتر" بدافع وطني، متهمين إياهما بالبحث عن المال رغم فترة الحداد. كان تامر قد قام بإحياء حفلة غنائية في ولاية نيوجيرسي في أمريكا وطردته الجماهير الغاضبة منها، فيما أحيت شيرين الحلقة الختامية لأحد برامج الغناء في لبنان؛ الأمر الذى استهجنه الكثير من الفنانين. وقال المخرج الكبير داود عبد السيد إن قيام الفنان بممارسة نشاطه الفني في أعقاب مذبحة بورسعيد وخلال فترة الحداد الرسمي التي أعلنتها الدولة يعني أن هذا الفنان ليس لديه إحساس ببلده ومعاناة شعبه، موضحا أن إحياء تامر حسني حفلات غنائية حتى ولو خارج الوطن يأتي في إطار عدم إحساسه بما يدور في مصر التي تعاني أزمات عديدة . وأكد أن عبد السيد الفنان الحقيقي هو من يملك الشعور ويتحمل المسئولية ويشارك أبناء وطنه علي أقل تقدير الحداد على الشهداء الذين راحوا ضحية لمؤامرة دنيئة؛ كما دعا المخرج تامر حسنى إلي أن يُعيد النظر في مواقفه ويعلم أن الشعب المصري تغير وأصبح يُقدر الأمور جيدا ويفرق بين من يستغل الظروف للكسب المادي فقط وبين الفنان الحقيقي الذي يحترم أبناء شعبه خاصة خلال الظروف الصعبة التى يشهدها، مؤكدا أن حسنى واجه استنكارا شديدا من قبل الجاليات العربية والجمهور لبشاعة تصرفه الذي ينم عن عدم تقدير لدماء الشهداء، وأنقذته الشرطة من بين أيدي الجماهير. وعن ظهور المطربة شيرين عبد الوهاب في أحد البرامج الغنائية بلبنان وتأكيدها على أنها فكرت كثيرا في عدم المشاركة غير أن حبها للغناء أجبرها على المشاركة، قال عبد السيد: "هذا أيضا يأتي في إطار عدم تحمل المسئولية، لافتا إلي أن الأغانى الوطنية التي يرددها هؤلاء المطربون مجرد كسب ود الجمهور وكذلك لجمع المال دون النظر لقيمة الرسالة التي يؤدونها". أما المخرج السينمائي عمر عبد العزيز وكيل أول نقابة المهن السينمائية فقال: "إن لم تستحِ فافعل ما شئت هذا ما ينطبق على أي فنان يُمارس عمله في ظل حداد رسمي أعلنته الدولة ومن قبلها الشعب المصري"؛ مؤكدا أن ما حدث في ستاد بورسعيد ليس حادثة بسيطة بل كارثة قومية بكل ما تحمله الكلمة، وكان أولى بالفنان الذي يُمارس نشاطه في ظل هذه الظروف أن يعي معنى الوطنية ويحترم حزن الشعب المصري الذي فقد أكثر من 70 شهيدا والمئات من المصابين. ويُضيف أن نقابة المهن السينمائية أصدرت عقب مذبحة ستاد بورسعيد العديد من البيانات التي تنعي الضحايا وتؤكد على ضرورة القصاص من القتلة وكشف أبعاد المؤامرة، كما شكلت النقابة عدة وفود من قبل الفنانين لتأدية واجب العزاء للنادي الأهلي وجماهيره ووسط كل هذا لا يصح أن يمارس الفنان أي نشاط فني على أقل تقدير انتظارا لانتهاء فترة الحداد حتى لا يفقد احترام الجمهور. بينما يرى الموسيقار حلمي بكر أن الفنان مرآة للمجتمع وللوطن وأنه سفير لوطنه في الخارج، ومن ثم ينبغى أن يتمتع الفنانون بحسن الظن والنية، حيث يمثل وطنه في الخارج وينبغي أن يعلم من يصدر أي اتهام أن المشاركات الخارجية عبارة عن التزامات، تفرض على الفنان الحضور وإلا يتعرض للمساءلة القانونية نظرا لأن الجهة المنظمة أوالرعاة قد تتعرض لخسائر مادية فادحة فضلا عن الخسائر الأدبية التى قد تلحق بها والتي تتمثل في سمعتها، الأمر الذي يعرضها بعد ذلك إلى التراجع. واضاف بكر: "الحداد لا ينبغي أن يقتصر على العزوف عن المشاركة في أي حدث أو التضامن وإنما قد يأخذ الحداد أشكالا أخرى من بينها المشاركة في فعاليات يتم تخصيصها للمصابين والشهداء مثل مباريات كرة القدم التى تخصص إيراداتها لصالح الشهداء أو المصابين أو المتضررين في أي حادث، وقد يأخذ شكل الحداد المشاركة في فعالية من أجل طرح وجهة نظر أو نقل رأي محدد". يذكر أن المتحدث الرسمي لنقابة الموسيقيين طارق مرتضى أكد أن النقابة لا يمكنها معاقبة تامر وشيرين على الغناء في حفلات خلال تلك الفترة، وقال: "النقابة منعت الغناء داخل مصر خلال فترة الحداد، ولا يمكن إلزام الفنانين بعدم الغناء في الحفلات المُبرمة بها عقود خلال فترة الحداد، مؤكدا أن قرار الإلغاء في هذه الحالة يجب أن يكون نابعا من الفنان نفسه". وكان عدد من الشباب المصري قد أطلقوا حملات على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" لمقاطعة المطربين شيرين عبد الوهاب وتامر حسني احتجاجا على ما وصفوه بعدم احترام الحداد والظروف السيئة التي تمر بها مصر على خلفية مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 70 شهيدا ومئات الجرحى؛ حيث غنت شيرين بفستانٍ ملون كضيفة في برنامج "عرب أيدول" الذي يُبث مباشرة على قناة "أم بي سي "، وغناء تامر في حفلته في ولاية نيو جيرسي الأمريكية.