خلال بحث الحكومات العربية والغربية عن استراتيجيات للتعامل مع الأزمة السورية، فإنها تنظر في كيفية دعم المعارضة بما في ذلك الجيش السوري الحر. وقد أدى استخدام الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن إلى إضعاف الفرص الضعيفة أصلاً في الوصول إلى نهاية متفاوض عليها للأزمة السورية. لكن الدبلوماسيين والمحللين الغربيين يحذرون من أن الانقسامات الحادة في صفوف المعارضة السورية وقوة نظام الأسد وصعوبة تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة ضد النظام تسبب في حدوث الكثير من المشكلات. وكما تقول الصحف الغربية فإن مجلس الأمن القومي الأميركي يعكف على صياغة «أمر إداري» لتنفيذ عمليات سرية ضد النظام السوري وذلك كخيار سياسي للمرحلة القادمة، غير أنه ليس معلوماً حتى الآن ما إذا كان الرئيس أوباما سيوقع هذا الأمر. وحسبما تعتقد صحيفة «الغارديان» فإن الأمر سيتسرب بسرعة إلى الصحافة ولا يصبح سراً على الإطلاق، غير أن افتضاح المسألة سيسبب الحرج للولايات المتحدة على امتداد العالم. وكانت فرنسا وبريطانيا قد أرسلتا قوات خاصة سراً إلى ليبيا العام الماضي لتدريب الثوار غير أنهما ليستا مستعدتين لتكرار التجربة مع سوريا. ولم يخطئ ذلك الضابط البريطاني الكبير حين قال إن أي تدخل خارجي في سوريا سيرتدي وجهاً عربياً إضافة إلى الوجه الدولي. ولعل تركيا ستكون اللاعب الأجنبي الأكثر حضوراً على صعيد التدخل في سوريا خاصة وأن أنقرة تستضيف كلا من المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر. ويقول «إميل حكيم» محلل الشؤون الشرق أوسطية في معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن إن من المهم معرفة حجم السرية أو العلنية في الدور التركي تجاه الأزمة السورية. ويعتقد المطلعون على التوجهات السياسية التركية أن الخيار الذي تفضله أنقرة هو تقديم الدعم للجيش السوري الحر وتزويده بالسلاح الذي يمكنه من تنفيذ عمليات ضد النظام السوري. وفي الوقت نفسه تفضل تركيا التي أحرقت كافة جسورها مع دمشق أن تلجأ دول العالم إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً للشعب السوري وسحب الشرعية من نظام الأسد. وستعطى الأولوية في المرحلة القادمة لإقناع المعارضة السورية السياسية والعسكرية برص صفوفها والتوافق على حد أدنى من المواقف المشتركة في مواجهة الصراع من نظام الأسد. ولفتت بعض المصادر المطلعة إلى أن أفراد الجيش السوري الحر ما زالوا يستخدمون أرقام هواتف خلوية سورية مما يسهل اكتشافهم من قبل الحكومة. وهذه واحدة من ثغرات يعاني منها الجيش السوري الحر مما يدل على حاجته الشديدة إلى التنظيم والترتيب في مواجهة جيش قوي ومحترف كالجيش السوري. نقلا عن صحيفة الوطن القطرية