اختبار الحمى الروماتيزمية يطلق عليه خطأً تحليل الحمى الروماتيزمية، ويقيس التحليل نسبة الأجسام المضادة التى يكونها الجسم ضد سموم يفرزها الميكروب السبحى. يقول الدكتور أشرف محمود عقبة، رئيس أقسام الباطنة العامة بجامعة عين شمس: يعتبر من الأخطاء الشائعة إطلاق هذا الاسم على الميكروب السبحى نفسه حيث أن التحليل خاص بقياس الأجسام المناعية المضادة لسموم الميكروب وليس قياساً للميكروب نفسه بعد الإصابة بالتهاب ناتج عن الميكروب السبحى مثل التهاب اللوزتين أو الجلد وفى هذه الحالة تبدأ النسبة فى الزيادة 7-14 يوماً بعد الإصابة ثم تزداد النسبة تدريجياً وتصل أعلى معدل لها بعد حوالى 4 أسابيع من الإصابة ثم تبدأ فى النزول تدريجياً ويمكن أن تظل النسبة مرتفعة لأربعة أو ستة أشهر حتى بدون مشاكل أو مضاعفات، وعليه توجد نسبة مقبولة عند كل الأطفال والكبار، حيث إنهم جميعاً كونوا هذه المناعة على مدى سنوات من الإصابة بهذه البكتيريا ولكن وجود هذه النسبة الطبيعية لا يمثل مشكلة وقد كانت النسبة المقبولة فى البداية حتى 200 وحدة، ولكن وجد أن هذه النسبة غير مناسبة لأطفال مصر الذين يمكن أن ترتفع النسبة المقبولة لديهم لتصل إلى 400 وحدة وعلى هذا فالطفل الذى لديه نسبة أجسام مناعية لسموم الميكروب السبحى أقل من 400 لا يحتاج إلى أى علاج، أما إذا تخطت الأجسام المناعية أكثر من 400 وحدة فيجب أن تقاس أكثر من مرة وإذا وجدنا ارتفاعاً متزايداً فى هذه النسبة مع ملاحظة وجود أى من هذه العلامات الخمسة المهمة: التهاب حاد بالمفاصل وورم وعدم القدرة على الحركة وليس مجرد الشكوى من المفاصل ووجود خلل فى صمامات القلب أو التهاب فى عضلة القلب وحركات سريعة لا إرادية بالأطراف والرقبة والوجه ووجود طفح جلدى تظهر وتختفى ووجود تورمات تحت الجلد. ويضيف الدكتور أشرف عقبة: تعتبر كل علامة من هذه العلامات أساسية لتشخيص الحمى الروماتيزمية حتى لو كان التحليل طبيعياً أما إذا كانت نسبة التحليل عالية فوق الطبيعى وليس هناك أى من هذه العلامات السابق ذكرها فليس هناك داع للقلق ولن يلتفت إلى التحليل، هناك مفهوم خاطئ بأن ارتفاع نسبته تكفى لإثبات وجود روماتيزم بالقلب أو المفاصل ومفهوم آخر خطأ بأن ارتفاع النسبة معناه أن اللوزتين بحاجة لاستئصالهما. ومن أشهر الأخطاء الشائعة فى هذا الموضوع وإعطاء حقن بنسلين طويل المدى لأى حالة بها زيادة فى التحليل فوق المستوى المسموح به بدون وجود أى عرض من الأعراض السابق ذكرها وتشخيص آلام العظام والعضلات والنمو على أنه من علامات الحمى الروماتيزمية وإعطاء بنسلين أو أى مضادات حيوية أخرى لأطفال نسبة الأجسام المضادة للميكروب السبحى لديهم أقل من 400 وحدة واستئصال اللوزتين بدون داع ومعدل التحليل عندهم طبيعى ولكن من هم الأطفال الذين يجب أن يعالجوا بحقن البنسلين لمدة طويلة، والإجابة هى المريض الذى ينطبق عليه هذه الشروط والإصابة السابقة بالحمى الروماتيزمية التى ظهر فيها وجود أحد العلامات الكبرى السابق ذكرها للحمى الروماتيزمية ووجود عيوب تكوينية بالقلب أو فى الصمامات والاستمرار فى الارتفاع المتزايد فى نسبة التحليل، وبالتالى يظلم كثير من الأطفال بإعطائهم حقن بنسلين طويل المدى بدون داع، حيث إن معظمهم لا يعانى من دواع حقيقية لهذا العلاج ولذلك يرجى مراجعة الأطباء المتخصصين فى هذه الحالات.