الحمى الروماتيزمية أحد أهم أمراض القلب المكتسبة عند الأطفال بل هى أهمها جميعاً خاصة فى الدول النامية حيث تنتشر بصورة كبيرة. يقول الدكتور هانى أمين استشارى القلب وقلب الأطفال بطب عين شمس أن الحمى الروماتيزمية مرض يسبب خللاً فى جهاز المناعة بالجسم ويمتاز بأعراض ناتجة عن إصابة القلب والمفاصل والجلد وكذلك الجهاز العصبى، ويعتقد أن هذا الخلل يأتى بعد التهاب الحلق واللوزتين بالميكروب السبحى ويؤدى هذا إلى استثارة جهاز المناعة لدى الطفل المصاب الذى يهاجم بدوره أعضاء الجسم السالف ذكرها. ويعد التهاب القلب من الصفات الرئيسية للحمى الروماتيزمية وإذا لم تعالج علاجاً فعالاً قد تحدث مضاعفات تظهر بعد سنوات بمشاكل فى الصمامات والتشخيص الدقيق للحمى الروماتيزمية هام جدا، فالتشخيص الزائد اعتماداً على ارتفاع نسبة مضادات الميكروب السبحى فى التحاليل وإعطاء البنسلين لمدد طويلة دون فائدة وإعادة عمل هذه التحاليل دورياً دون طائل لأنها تصلح فى حالة الالتهاب بالميكروب السبحى بغير وجود حمى روماتيزمية حقيقية وأيضاً إهمال التشخيص يؤدى إلى تلف صمامات القلب، وتبدأ أعراض الحمى الروماتيزمية عادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التهاب الحلق واللوزتين، وتسبب ارتفاعاً فى الحرارة وآلاماً والتهاباً وانتفاخاً فى عدد من المفاصل وتبدو المفاصل المصابة حمراء منتفخة ساخنة ومؤلمة عند الحركة ويبدو المريض متعرقاً وشاحباً، وأكثر المفاصل إصابة هى مفاصل الرسغين والركبتين والكاحلين، ونادراً ما تصاب مفاصل أصابع اليدين أو القدمين وإذا كانت إصابة الحمى الروماتيزمية خفيفة فقد لا تبدو أية أعراض خاصة تشير إلى إصابة عضلة القلب ولهذا قد تمر الحالة دون تشخيص أما إذا كانت إصابة الحمى الروماتيزمية شديدة فتكون الأعراض أكثر وضوحاً وسوف نستعرض باختصار التهاب غشاء التامور وهو الغشاء المحيط بالقلب من الخارج وقد يؤدى هذا إلى زيادة حجم القلب ونهجان شديد وسرعة فى ضربات القلب وهبوط فى ضغط الدم والتهاب عضلة القلب وهذا يؤدى إلى اتساع حجم القلب مع هبوط فى وظائف عضلة القلب، مما يؤدى إلى نهجان شديد وسرعة فى ضربات القلب وتورم بالقدمين والتهاب غشاء القلب الداخلى، وهذا يؤدى إلى تلف بصمامات القلب وظهور لغط جديد أو تغير فى صيغة لغط قديم موجود أصلاً. ويرى الدكتور هانى أمين أن الوقاية من المرض تكون وقاية أولية تعتمد على تشخيص وعلاج التهابات الحلق بمضاد حيوى مناسب ولمدة كافية ووقاية ثانوية وهى للمرضى المصابين بالفعل بالحمى الروماتيزمية بإعطائهم "بنسلين" طويل المفعول لمدد كافية بعد عمل اختبار حساسية، وتختلف هذه المدة من طفل إلى آخر بحسب تكرار عدد مرات الإصابة السابقة والوقت الذى مر على المريض منذ آخر إصابة والاحتمالات الحالية للتعرض للإصابة بالميكروب السبحى وسن المريض ووجود إصابة بالقلب من عدمه والوقاية الثانوية مهمة جداً لأن الأشخاص المصابين بالحمى الروماتيزمية عرضة أكثر من غيرهم للإصابة مرة أخرى.