تنسيق الدبلومات الفنية 2025 دبلوم سياحة وفنادق نظام 3 سنوات (الشروط والحد الأدنى للدرجات)    «تعليم القليوبية» تكرم المتميزين بمسابقة تحدي القراءة العربي    وزير الشئون النيابية يلتقي عددا من صحفيين بعد فض دور الانعقاد الخامس للبرلمان    الطعون الانتخابية تتصدر مشهد انتخابات الشيوخ بدمياط    «النقل» تنفي صحة تصريحات «الوزير» بشأن هشاشة البنية التحتية المصرية    بعد آخر انخفاض.. سعر الذهب اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 وعيار 21 الآن في الصاغة    موعد صرف معاشات شهر أغسطس 2025 بعد تطبيق الزيادة الأخيرة (احسب معاشك)    رئيس الوزراء يكلف بحصر الأراضي لإنشاء 60 ألف وحدة بديلة للعمارات الآيلة للسقوط بالإسكندرية    تداول 13 ألف طن بضائع عامة بموانئ البحر الأحمر    التصريح بدفن جثمان لاعب "فلاي بورد" الشهير.. وموعد الجنازة بالغردقة    وزير الزراعة يفتتح فعاليات الاجتماع الأول للجنة الفنية بمشروع التنمية الريفية المتكاملة    رئاسة طائفة الدروز: نرفض دخول الأمن العام إلى السويداء ونطالب بحماية دولية    ندى ثابت: كلمة السيسي بقمة الاتحاد الأفريقي عكست التزام مصر بدعم منظومة الأمن في القارة    الخارجية الإيرانية: لن نعود للمفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة إلا بعد التأكد من نتيجتها مسبقا    عمره 92 عامًا.. الرئيس الكاميروني بول بيا يعلن ترشحه لولاية ثامنة    بيراميدز يتفوق على الأهلي في تصنيف جديد.. ومركز الزمالك    الخطيب يتفاوض مع بتروجت لضم حامد حمدان.. ومدرب الزمالك السابق يعلق: داخل عشان يبوظ    نجم الزمالك السابق يفجر مفاجأة: فاروق جعفر أهلاوي    مرعي: وقعت للقطبين 3 مرات.. وكنت أطمح في الانتقال للأهلي    نتاج علاقة غير شرعية.. حبس بائع خردة وزوجة شقيقه بتهمة التخلص من رضيع بالمنوفية (تفاصيل)    موجة حارة جديدة.. بيان هام يكشف طقس الأيام المقبلة وأماكن سقوط الأمطار الرعدية    موعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025 وآخر أخبار التصحيح.. مصدر يوضح    تفاصيل ضبط قائد سيارة اعتدى على فتاة وصديقتها بالتجمع    محمد رياض يشهد ختام ورشة «التذوق الموسيقي» ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح    قبل «درويش».. 3 أفلام جمعت عمرو يوسف ودينا الشربيني    وائل كفوري يطرح "بعتذر منك" و"أنتي بعيوني" من ألبومه الجديد    رمضان عبد المعز: النبي غرس العقيدة في سنوات مكة.. والتشريعات نزلت في المدينة    رئيس الوزراء يتفقد مشروع تطوير مركز القسطرة وجراحة القلب والصدر بمستشفى شرق المدينة بالإسكندرية (صور)    محافظ الشرقية يفاجئ العاملين بمستشفى ههيا المركزي (تفاصيل)    «الصحة»: دعم وتدريب مجاني لأسر الأطفال حديثي الولادة ضمن «الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية»    مهرجان للفنون والحرف التراثية في قنا    ضبط 10 أطنان من الدقيق في حملات لشرطة التموين خلال 24 ساعة    المدينة الإنسانية تثير غضب نتنياهو.. تفاصيل جلسة مغلقة للكابينت    تفاصيل زيارة المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب في دمياط لمتابعة تنفيذ برنامج "المرأة تقود"    بدء البرنامج التأهيلي لمعلمي مدارس هيئة الشبان العالمية ببنها    فليك يبدأ الإعداد للموسم الجديد ببرنامج بدني مكثف في برشلونة    مستشفى الكويت الميداني يحذر من توقف وشيك خلال 48 ساعة    مفاوض أوروبي: الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على واردات الاتحاد الأوروبي ستعيق التجارة    محافظ سوهاج يوجه بخفض مجموع القبول بمدارس التمريض بنات مع بدء التنسيق    هشام جمال: "سمعت صوت حسين الجسمي أول مرة وأنا عندي 14 سنة"    قبل الإعلان الرسمي.. تسريب صفقة الأهلي الجديدة من ملعب التتش (صورة)    موعد شهر رمضان المبارك 2026: فاضل فد ايه على الشهر الكريم؟    سجل 54 هدفا.. أرسنال يقترب من التعاقد مع مهاجم جديد    ضبط سائق بشركة نقل ذكي بتهمة التعدي على سيدة وصديقتها بالسب والضرب بالقاهرة    7 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا تجارة العملة خلال 24 ساعة    مستشار الرئيس للصحة: الالتهاب السحائي نادر الحدوث بمصر    الصحة توزع 977 جهاز أكسجين منزلي لمرضى التليف الرئوي    بعد غياب 4 أعوام.. محمد حماقي ونانسي عجرم يجتمعان في حفل غنائي بمهرجان ليالي مراسي    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 14-7-2025 للمستهلك الآن    استقرار سعر الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 في البنوك المصرية    ترامب يعرب أن أمله في التوصل إلى تسوية بشأن غزة خلال الأسبوع المقبل    بداية فترة من النجاح المتصاعد.. حظ برج الدلو اليوم 14 يوليو    «انت الخسران».. جماهير الأهلي تنفجر غضبًا ضد وسام أبوعلي بعد التصرف الأخير    15 صورة جديدة من حفل زفاف حفيد الزعيم عادل إمام    دعاء في جوف الليل: اللهم اللهم أرِح قلبي بما أنت به أعلم    "عندي 11 سنة وأؤدي بعض الصلوات هل آخذ عليها ثواب؟".. أمين الفتوى يُجيب    الطب الشرعي يُجري أعمال الصفة التشريحية لبيان سبب وفاة برلماني سابق    هل يجوز المسح على الحجاب أثناء الوضوء؟.. أمينة الفتوى تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لوجه الله:
الدماء الزكية.. وسياسة الأيدي المرتعشة
نشر في الوفد يوم 08 - 02 - 2012

لا ينكر أحد أن دماء المصريين دماء زكية وغالية علينا جميعا، وأن دم المسلم وروحه أغلى من كنوز الدنيا كلها، وأن من خلق هذه الروح وأجرى الدم في عروق صاحبها، قد ثمّنها وغلاها، وجعل زوال الدنيا كلها أهون عنده من دم مسلم يراق بغير حق.. وأن الله سبحانه خالق هذه الأرواح والأبدان، قد جعل من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
ومن أجل ذلك فرض القصاص في القتلى، وجعل فيه حياة الناس، فقال تعالى: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون»، نعم فيه حياة المقتول والقاتل معا، لأن القاتل لو علم يقينا أنه سيقتل قصاصا لمن قتله، ما أقدم على القتل، ولصان حياته قبل حياة من يقتله.
ولكن عندما غاب القصاص في القتلى، وحلت محله عقوبات وضعية من صنع البشر، يستطيع القاتل فيها أن يفر بجريمته من خلال التلاعب في الإجراءات الجنائية وخدع وألاعيب المحامين من معدومي الضمائر، انتشر القتل وأصبح كشربة ماء بل أهون منها، وصار المجرم اليوم يقتل ويستبيح الدماء والأرواح لأتفه الأسباب، حتى ولو كانت هذه الأسباب التعصب لفريق كروي دون آخر.
ففي دقائق معدودات، يقتل أكثر من سبعين شابا في عمر الزهور، وينتشر الهرج والمرج، ويفر القتلة بجريمتهم من يد عدالة الدنيا، ويتخبط الناس في أمر القتلة والضحايا، فلا يهتدون إلى شيء وسط بحر خضم من الفتن التي اجتمع في صنعها المجرمون والمتواطئون والعملاء والخونة.
مجرمون باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، فصاروا أداة طيعة للقتل والبطش والتخريب في أيدي عملاء النظام السابق والخونة الحقيقيين لهذا البلد الطيب وأهله.. وهؤلاء، الذين يسمونهم الطرف الثالث أو اللهو الخفي، وهو معلوم للجميع وعلى رأسهم المجلس العسكري والمجلس الاستشاري والمجلس التشريعي البرلماني.. هؤلاء المجرمون والعملاء والخونة لا يحبون مصر، ويعملون ضد مصالحها، ولا يريدون لها ولا لأهلها أمنا ولا استقرارا.
فما إن خطا الشعب أول خطواته نحو الاستقرار والحرية والديمقراطية وانتهى من انتخابات مجلس الشعب، وتشكل الشعب وبدأ أول جلساته، حتى قامت قائمة هؤلاء أعداء مصر، فبدأوا يحيكون المؤامرات والدسائس ويثيرون الفتن ويزعزعون أمن البلاد، حتى تتوقف مسيرة الإصلاح.
وللأسف الشديد فإن وقود هذه الفتن والدسائس هم الشباب الذين يدفع بهم في المواجهات العنيفة هنا أو هناك، باسم الثورة والثوار، فيتساقطون ما بين قتلى ومصابين بالمئات والآلاف.
فالثورة منذ قامت، وهي تؤكد سلميتها ونظافتها، والثوار الحقيقيون هم الذين يتظاهرون بشكل سلمي، ويعبرون عن مطالبهم من خلال أصواتهم المسموعة هنا وهناك والتي تتناقلها الفضائيات التي تتجول في كل مكان.
أما من يحملون الطوب والحجارة والشوم والأسلحة البيضاء والمولوتوف، ويحاولون اقتحام الوزارات والهيئات والمباني الحكومية، ويحرقون ويخربون أموال الشعب هنا وهناك فهؤلاء ليسوا ثوارا، وليس لهم إلا اسم واضح هو «البلطجة»، ويجب أن يقف الشعب عن بكرة أبيه في وجههم، ويضرب على أيديهم بيد من حديد، ويردعهم حتى يكفوا عن فسادهم وتخريبهم وحرقهم لمؤسسات مصر ومقدراتها.
وكل من يساند هؤلاء ويؤيدهم من الساسة أو الفضائيات، هم متواطئون معهم بلا شكل.. فما معنى أن تحاصر وزارة الداخلية، ويلقى حراسها بالحجارة، ويحاول البعض اقتحامها وحرق منشآتها؟ هل هذه ثورة؟.. ليست ثورة بالطبع ولا معنى لذلك الا أنه تخريب وبلطجة وتعد على مؤسسات الدول، التي، للأسف، سقطت هيبتها من أعين هؤلاء.
إذا كان هناك ثأر بين الثوار أو بعض الفئات من الشباب وبين الداخلية، فهناك قنوات شرعية لمعاقبة المسئولين في الداخلية، أما سقوط وزارة الداخلية بأكملها فذلك لا معنى له إلا سقوط الدولة وانتشار الفوضى العارمة في البلاد.. فمن يرضى بذلك من عقلاء مصر وحكمائها؟.
إنني ألوم بشدة هذه الأيدي المرتعشة للمجلس العسكري ولحكومة الجنزوري ولمجلس الشعب المنتخب، فهؤلاء جميعا لم يتعاملوا حتى اليوم بقوة وحسم مع تلك الفتن والقلاقل التي تثار هنا وهناك.. مما يجعل الوضع يتفاقم، والجو يزداد ظلاما، ومن يتطاولون على الدولة ويتعدون على هيبتها يتمادون في غيهم وظلمهم.
فإذا كان الطرف الثالث معلوما للمجلس العسكري ولمجلس الشعب، لماذا لا يقطع الرأس والذنب، حتى نصون دماء الشباب التي تراق هنا وهناك، ويدفع بها كوقود وحطب لهذه الفتن، ونقضي بذلك على ذلك السرطان المدمر الذي ينخر في الجسد المصري؟.. إننا في حاجة إلى حكمة الحكماء وعقل العقلاء لكي نمر من هذه المرحلة العصيبة، ونبدأ في بناء مصر من جديد، بعد أن تولتها معاول الهدم على مدى ثلاثين عاما، هي عمر النظام البائد الذي لم يرع في المصريين إلاَّ ولا ذمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.