خلال حرب تحرير الكويت، استعانت دول الخليج بقوات عربية وأجنبية لطرد صدام حسين، وأدت الاستعانة بقوات أجنبية إلى نشوب معركة فقهية حول شرعية ذلك، حيث رفض فريق ذلك واعتبروه أمراً مخالفاً للشرع، بينما أكد الفريق الآخر أن المصلحة الشرعية تقتضى ذلك، وظهر فريق ثالث يؤكد مشروعية الاستعانة ويعادى من يرفضها، وكان ذلك بداية تأسيس السلفية المدخلية نسبة إلى الشيخ ربيع المدخلى، أو الجامية، نسبة إلى محمد الجامى. وارتكزت السلفية المدخلية على التسليم بالطاعة التامة للحاكم وعدم الخروج عليه، ورفض الأحزاب ومبدأ التحزب، وتحريم العمل السياسى والثورات وأى معارضة للحاكم. كما اشتهرت بالطعن والتجريح فى كل مخالفيها، وبعدائها الشديد لجماعة الإخوان المسلمين وكانت الحركات والتيارات الإسلامية خاصة السلفية الحركية والسلفية الجهادية والسلفية العلمية. ويعد أبرز شيوخها فى مصر سعيد رسلان، وأسامة القوصى، ومحمود لطفى عامر، ومحمود الرضوانى، وهشام البيلى، ولا تختلف السلفية المدخلية فى منهجها الفكرى والعقائدى عن باقى التيارات السلفية، وإن كانت فى الواقع تبدو أكثر تطرفاً، فيما يتعلق بعدم اعترافها من الأصل بأية جماعة أو حزب أو حركة غير الدولة والحاكم، وأن العمل الحزبى خروج على جماعة المسلمين، يجب منعه والتصدى لأنصاره ولو اقتضى الأمر قتالهم. وتعتبر السلفية المدخلية أنها الطائفة الوحيدة الناجية، وأنهم هم أهل السنة والجماعة، ويكفرون الشيعة والطرق الصوفية وكافة الحركات الإسلامية، ويحرمون حق الانتخاب على المرأة ويقولون بفرضية النقاب، وعدم الاحتفال بالمناسبات الدينية، أو مشاركة المسيحيين أعيادهم.