عند حدوث تغيير مفاجئ في واقع مجتمع تبدأ المكونات المختلفة لهذا المجتمع في الاندفاع نحو القمة وهذا الاندفاع بهدف السلطة والوصول الي التحكم في آليات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليكسب المكون الغالب ما يلبي احتياجاته ويفي برغباته الكامنة والجامحة في هذا الاندفاع الفجائي يختلط الحابل بالنابل حتي تصل هذه المكونات الي فلتر الشعبية والاعلام والمصالح وعند ذلك يتم حجز أغلب المكونات خلف هذا الفلتر ويمر من ثقوبه علي اختلافها من يستطيع الحصول علي مقومات الوصول وهي ارضاء رغبات البعض ورضاء وتحالف غير مكتوب مع الاعلام وتوافق مصالح مع المارين من هذه الثقوب عند ذلك الموقف الشديد التعقيد ينجح البعض من الساذجين سياسياً في دغدغة مشاعر الجماهير عقائدياً في المرور الي الطرف الآخر والوصول الي السلطة والتحكم في آليات المجتمع ويصير الامر أشبه بكوميديا سوداء مثل تلك التي كنا نعاني منها عندما كان المزورون يحكمون! منتهي السذاجة أن تشير بأصابع الاتهام الي جناة من نوع واحد وينتمون الي فصيل واحد وتنسي أن هناك شركاء لهم في هذه الجريمة التي تم ارتكابها إما خوفاً منهم أو نفاقاً لهم أو لأن البعيد أعمي! الحادث الذي وقع في ستاد بورسعيد في الاول من فبراير ليست فقط وزارة الداخلية المدانة فيه بل أشير بأصابع الاتهام لنا جميعاً أولاً وقبل وزارة الداخلية التي تقاعست عن منع وقوع الجريمة أو تحجيم اثارها واكتفت بدور المشاهد أشير بأصابع الاتهام لنا جميعاً لاننا لم نأخذ علي يد السفلة من بعض القوي السياسية والشبابية والتي ادعت لنفسها الحقيقة وادعت علي أعراض الآخرين بسب الدين والشتائم وانطلقت تحشد الناس تحت مسمي الثورية وحقوق الشهداء والمصابين ولاننا قررنا أن الثورة هي محاكمة رئيس الجمهورية السابق وأبنائه والعاملين معه فاننا قد ارتكبنا الخطأ الاول وهو اننا لم نكمل العمل بوضع كل منا في موقعه الصحيح؟ هل فعلنا ذلك؟ ان استمرار مسلسل السذاجة والسفالة بهذا التردد وهذه السرعة دليل علي نقص العمل في تحجيم السفلة والمحرضين علي احراق الوطن وركوب صهوة السلطة بغية التحكم في آليات السياسة والمجتمع والاقتصاد لفرض رؤيتهم علينا ونعود الي سابق العهد وسالف العصر والاوان حينما قاموا بركوب ثورة يوليو وأذاقوا الشعب المصري كل أصناف الذل والهوان تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت الثورة وأن للثورة ضحايا لتستمر فعليك أيها الشعب أن تكون هذه الضحية وأن كل من يخالف الثوار (الثورة يعني) هو عدو للشعب لانه يخالف الثوار في الرأي!.. لم أجد سفالة أكثر من هذا أن يقوم أحدهم باشعال الوطن والمساهمة في قتل البشر بالتضليل والتطبيل والتسهيل لضعف العقول أن يكونوا وقوداً لمذبحة تجعل من الاستقرار سراباً وتجعل من الاستمرار في حياة كريمة وهماً؟ هل حقاً نحن بين مطرقة السفالة وسندان السذاجة؟ هذا هو الواقع الذي نعاني منه يبدو أن الساذجين قد مروا من ثقوب المصالح الي السلطة ويبدو ان السافلين قد مروا من ثقوب الاعلام ليكونوا أعداء لهذه السلطة وهذه الثورة وليكون الاثنانن بدون أن يدريا قد أصبحا أعداء الشعب! قال البعض إن الحقائق تحتاج الي قرارات ليتعامل بها الجادون والاوهام تبحث عن شعارات ليصدقها الساذجون وهو ما نفتقده الآن من قرارات لحقائق وجود مؤامرة داخلية وخارجية علي مقدرات الشعب لنتعامل بها ونصلح ما تبقي لنا من هذا الوطن وهو أيضاً ما نجده من شعارات لاوهام أن الساذجين يستطيعون القيادة أو أن السفلة هم الثوار! قديماً قال البعض إن الدهاء يدبرون الثورات ليقوم بها الشجعان وليفوز فيها الجبناء ولكن لاننا كمصريين مبدعين فقد غيرنا هذا النسق وأصبح الآن أن المخلصون يخططون للثورات ليقوم بها الشرفاء ويفوز فيها الساذجون ويصبح السافلون أعداء لها. ليست وزارة الداخلية هي المقصرة فقط بل الاعلام والمتعلمون وروابط المشجعين بالاندية والاندية نفسها والتيارات السياسية كلها بل لا أعفي المجلس الاعلي للقوات المسلحة من مسئوليته السياسية والادارية لإظهار الحقائق في الازمات السابقة وكأنها ألغاز؟ بالقطع ليس كلنا لصوصا في هذا الوقت العصيب ولكن بمنتهي الصدق أستطيع أن أقول اننا كلنا مقصرون في أداء الواجب وفي منع من يريد منعنا من أداء هذا الواجب. واجبنا هو أن يكون العدل فوق الثورة إذا كانت تريد ظلماً وأن يكون الحق فوق المصلحة اذا كان آتية من باطل وأن يكون الشعب فوق الجميع لانه كذلك. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. يحيا الشعب المصري حراً كريماً. ----------- استشاري جراحة التجميل