"أزهر الجزائر" تضم 500 زاوية و54 مدرسة لتحفيظ القرآن

تتنوع احتفالات الولايات الجزائرية بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم من منطقة إلى أخرى، حيث يحرص الأطفال فى العاصمة على استخدام الألعاب النارية أو المفرقعات فى احتفالاتهم، بينما فى ولايات الشرق والغرب تأخذ مظاهر الفرحة شكلا
آخر حيث يحرص الأطفال على إضاءة الشموع وإشعال البخور داخل المنازل، الا أن ولايات الجنوب تحرص على الاحتفال بهذه الذكرى العطرة بشكل آخر وهو التباهي والتفاخر بالأطفال الحافظين لكتاب الله .
ويأتي على رأس هذه الولايات ولاية "إدرار " أو ما يعرف باسم "أزهر الجزائر" حيث يحرص سكانها على تحفيظ أطفالهم القرآن الكريم منذ نعومة أظافرهم مما جعلها تضم 500 زاوية و 54 مدرسة قرآنية كبرى مثل مدرسة الشيخ "سيدى محمد بلكبير وزاوية
تيليلانن وزاوية سيدي البكري وزاوية مولاي عبد الله الرقاني و زاوية الشيخ المغيلي وزاوية الدباغ تضم جميعها 90 ألف دارس من مجموع عدد سكانها البالغ نصف مليون نسمة تقريبا مستخدمين الألواح المطلية بالصلصال .
وتمتلك ولاية إدرار، الواقعة عل بعد 1200 كيلومتر جنوب غرب العاصمة الجزائرية، تاريخا عريقا حافلا حتى قبل الفتح الإسلامي، وتذكر المصادر التاريخية أن نشأة الولاية تمتد إلى العصر الحجري بحوالي التسعة آلاف سنة قبل الميلاد إلا
أن قبيلة "مغراوة" المنتمية إلى "الزناتة" كانت أول من سكن المنطقة بصفة دائمة و التي رفضت الخضوع لسلطة الاحتلال الروماني و البيزنطي على السواء و لم يعتنق أفرادها المسيحية رغم كل الضغوط التي تعرضوا لها حتى جاء العرب "الهلاليون
"إبان الفتح الإسلامي لمنطقة الشمال الإفريقي فوسعوا عمران المدينة وأصبغوا عليها الطابع العربي الأصيل ،مما يرجح تأسيس الولاية إلى سنة 1045 للميلاد تاريخ وفود بني هلال إلى المنطقة.
ويقول مدير الشئون الدينية والأوقاف لولاية أدرار الشيخ بكراوي عبد الرحمن أن القرآن الكريم يحظى بمكانة لاتضاهيها أخرى لدى أبناء الولاية ،وقام على صونه وتحفيظه العديد من الرجال الصالحين الذين أقاموا في سبيله الزوايا و المدارس
القرآنية التى تبدأ الدراسة من 6 سنوات ،وأغلب الدارسين هم تلاميذ المدارس التربوية.
وأضاف أن الهدف الرئيسي من تعليم هذا العدد الكبير هو تربية الأجيال على حفظ كلام الله عز وجل وتخريج أئمة تعمل فى جميع المساجد فى جميع أنحاء الجزائر بالإضافة إلى تحفيظ عدد كبير من الدارسين الأفارقة .
وأشار إلى أن هناك إقبالا متزايدا من الفتيات على حفظ القرآن ،بعد أن أثبتن جدارتهن فى مسابقات القرآن سواء المحلية أو القومية أو العالمية .