فاروق أشرف فاروق، ألتراس أهلاوي، عمره 17 عاما طالب بالمرحلة الثانوية، كان من الممكن أن يكون ضحية من ضحايا مذبحة بورسعيد، ولكن إرادة الله أنقذته، ليعود إلى أهله مصابا بإصابات خفيفة. يقول فاروق ل(الوفد): "في بداية الرحلة وعند وصول الأتوبيس الذي يستقله ألتراس أهلاوي عند دفع الكارتة وكنا 15 أتوبيسا بدأ الطوب والزجاج يقذف على الأتوبيسات من اليمين واليسار، وطبعا الشتائم والتلويح بالإشارات البذيئة، وصلنا إلى الاستاد وبدأ التفتيش، كانت المعاملة وحشة جدا في التفتيش من عساكر الأمن المركزي، وحتى زجاجات المياه البلاستيك ممنوعة". مقولة تحولت لواقع يكمل: "في المدرجات كان هناك سيل من الشتائم والألفاظ الخارجة بدأت تهطل على جمهورنا، وبدأت الصواريخ النارية وهي نوع جديد أول مرة نراه حيث يتم توجيهه بمستوي منخفض وليس مرتفعا، وأثناء إحماء اللاعبين كانت بعض منها ستصيب بعض اللاعبين والكابتن أحمد ناجي مدرب حراس المرمى". "أنا شوفت بعيني إن الامن المركزي سمح للبلطجية بالدخول بالأسلحة التي معهم دون تفتيش"، يواصل فاروق حديثه، ويكمل قائلا: "كان من ضمن الأقوال التي كنا نقولها قبل الذهاب إلى بورسعيد (اللي يروح بورسعيد يجيب كفنه معاه)، لإحساس البعض إن حاجة هتحصل، ولكن لم نكن نعلم أن هذه المقولة ستتحول إلى واقع". جمهورنا بريء يتابع فاروق: "عند بداية المباراة وجدنا ناس مش أهلوية ولا يمتوا للكورة بشيء، يعني ناس بلطجية قاعدين معانا، وكانت هناك لوحة قماش تم رفعها في وسط جمهور الاهلي مكتوب عليها (بلد البالة مفيهاش رجالة)، فشعرنا بشيء غريب ومريب". ويضيف: "هناك من يحمل جمهور الاهلي السبب فيما حدث برفع تلك اللوحة وأنها السبب في تلك المذبحة، ولكن هذا ليس صحيحا لأن الموجودين لم يكن لهم علاقة بالاهلي". "اللي فيه النصيب" يستطرد: "مع فوز المصري بثلاثة أهداف، تأكدنا إن حاجة صعبة ستحدث، لهذا خرجت قبل انتهاء المباراة بعشر دقائق ومعي خمسون شخصا خوفا من حدوث مكروه، وأثناء خروجنا من الممر المؤدي لبوابة الخروج وجدنا حوالي خمسة رجال فتوات عضلاتهم مفتولة ومعاهم شوم ومطاوي، وبدأوا الضرب، وحتى وصولي إلى البوابة جرياً أخدت اللي فيه النصيب من الضرب بالشوم، وجبيني اتجرح وظهري آلمني للغاية، وهناك من تعرض لأكثر من ذلك بمراحل". ويضيف: "الغريب إن عساكر الأمن المركزي شايفين كل حاجة وعاملين مش شايفين، لحد ما وصلت لأتوبيس الألتراس الوحيد اللي شوفته لأنهم قالوا كل الاتوبيسات اتكسرت من الطوب والزجاج، تحرك الأتوبيس ولم يكن أمام سائقه إلا الإسراع والسير في طرق ليست سريعة، وكان ممكن يدهس الناس او أي حد يقف أمامه". وينهي فاروق حديثه: "لم أصدق أنني رجعت حيا لعائلتي، بعد أن وصل الأمر إلى هذه المجزرة".