حينما ندعو في الداخل والخارج إلى نبذ الجهل والأمية فإننا في الوقت نفسه لا ندعو إلى كبيرة من الكبائر لا سمح الله لاسيما ان ما ندعو له يقع على عاتق الجهات المسئولة عن تعليم كل من يعيش على أرض قطر ويشكل فرداً من ضمن سكانها ولذا حق لكثير من أولياء أمور الطلاب أن (يفاجئهم) المجلس الأعلى للتعليم بقرارات حازمة (تضبط) العملية التعليمية في المدارس المستقلة. والمدارس الخاصة التي أصبحت (نهبة) لجيوب أولياء الأمور المنهكين حقيقة من الغلاء الذي بات الشبح الملاصق لهم في توأمة قسرية فالرسوم المدرسية التي زادت وارتفعت وسط تواضع المستوى التعليمي للمدرسات اللائي لا نعلم الآلية التي أصبحن بفضلها معلمات لأطفالنا الذين لاحول لهم ولا قوة في تقبل واستقبال وجوههن (العفشة) وسماع ألفاظ نابية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصدر من (مربيات) إن صح عليهن هذا الوصف النبيل!..فقد كنا بحاجة لتعميم الصورة التي اعتمدها المجلس الأعلى للتعليم للسنة الدراسية الجديدة للوقوف على ما هو علينا وما يمكن أن يحتسب لنا فبعد سماع شكاوى كثيرة حول المبالغة الكبيرة في احتساب الرسوم المدرسية للطالب الواحد التي يمكن أن تتجاوز سقف ال (10،000) ريال آن لهؤلاء أن يستصرخوا (الأعلى) في وضع حلول سريعة عند رغبتهم تعليم أكثر من طفل لهم بالمدرسة.. من أين؟!..أسألكم من أين؟!..كم عشرة آلاف في الراتب ليتم تقسيطها لطفل واحد وكم عشرات الالاف يمكن أن يتم تقسيطها هي الأخرى لأطفال أخوة كلهم شوق ولهفة للتعليم وإجابة لدعوة الله عز وجل في أولى كلماته الكريمة التي أنزلها على رسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام حينما ابتدره على لسان جبريل قائلاً (اقرأ) فأين هي القراءة والكتابة إن كانت هناك مدارس (جشعة) مثل المدارس الخاصة في قطر؟!!..أين كلمة (اقرأ) وسط هذا الغلاء الفاحش الذي لايرحم مواطناً ولا مقيماً إلا وأفلسه قبل أن ينتهي الشهر الذي يعده الكثيرون سنة خصوصاً من ذوي الدخل المحدود؟!.. أين كلمة (اقرأ) إن كانت بعض هذه المدارس تفكر من أين (تنهب) الطالب بما يمكن أن يعزز غلو الرسوم المدرسية وذلك بطلب تصوير ملازم يمكن أن يصل سعر الملزمة إلى أكثر من عشرة ريالات رغم رخص تصويرها بالمكتبات الخارجية بالإضافة إلى مطالبة التلاميذ بتجليد ادراجهم غير المؤهلة أساساً لاستقبال السنة الدراسية والاهتراء التي تبدو عليه الأدوات المدرسية في مثل هذه المدارس الغائبة فعلياً من دائرة الاهتمام من الجهات المختصة بالتعليم الخاص؟!.. وصدقوني أنا أقول هذا الكلام عن ثقة ورؤية وكثير منكم من يهز رأسه موافقاً لي إن لم قد سبقني إليه وأنا واثقة من هذا!.. فبالله عليكم هل يمكن أن نكون في بلد يدعو العالم المتخلف لمحو الأمية وتعليم أبنائه ويدفع لأجل هذه الرسالة السامية في مضمونها وهدفها مليارات من الدولارات أن يشتكي أهلها من المقيمين العرب الذين يساهمون بأي شكل من الأشكال في خدمة مجتمعنا العزيز والنهوض به كل في مجاله من ضيق اليد وانعدام الحيلة في تدريس أبنائهم واللجوء إلى المفاضلة بين الأخ وأخته في (أحقية) أحدهما في دخول المدرسة رغم (حقهما المشترك) في النهل من بحر التعليم بدون عوائق أو اشكاليات مفتعلة من صُنَّاع القرار لدينا؟!!..وطبعاً كل ذلك يأتي من سمعتنا سواء داخلياً أو خارجياً كدولة متقدمة في التعليم وإبراز صورتها الحديثة في وجود جامعات عالمية على أرضها ومؤسسات تربوية قديرة بحمل التعليم ولواحقه ولذا من حق كل من يعيش على أرض قطر المعطاءة التي لا يجوز اتهامها بالبخل والتفرقة أن يدرس أبناؤه في المدارس دون أن تكون عدم المقدرة العائق الذي يمنع كل أب وكل أم من تعليم فلذات أكبادهما وإلحاقهم بأقرانهم في المسيرة التعليمية ويجب ألا ننسى بأننا أمة اقرأ وقد كنا في يوم من الأيام معلمي هذه الأمة من مشرقها لمغربها ولاتزال تخصصاتنا العلمية مناهل للتقدم الأوروبي الذي نراه اليوم.. من حق الجميع أن يتعلم ومن حق المجلس الأعلى للتعليم أن ينظر للقضية بعين المسئولية التي تثبت أهمية الهدف الذي أنشىء من أجله وبعين أخرى تشفق على مثل هؤلاء الذين يرون من عجزهم عقاباً لا مبرر له لأطفالهم الذي يمكن لطفل منهم أن يسأل لماذا لا أتعلم بينما تهيئون أخي للتعليم؟!.. ضعوا أنفسكم في محل إجابة وسترون بأن الإجابة على الرغم من سهولتها ستعجزون عن الإتيان بها ولا عذر لكم مادمتم تحملون ورضيتم بمسئولية تعليم نشء للأسف يبدو جاهلاً أمام المال.. صدقوني!. فاصلة أخيرة: (( اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم.))! نقلا عن صحيفة الشرق القطرية