فصول معاناة متكررة يعيشها أولياء أمور الطلاب مع بداية العام الدراسي المعاناة التي رصدتها روزاليوسف هي شكوي أهالي الطلاب من الرسوم المدرسية التي تضاف إلي أعباء مادية أخري تشكل عبئًا علي كاهلهم خصوصًا محدودي الدخل. «نحن نعيش قصة عذاب كل عام مع المدارس الخاصة لا يلتفت إليها أحد» هكذا قالت فاتن شلبي وهي أم لولد في المرحلة الابتدائية وبنت في المرحلة الإعدادية بإحدي مدارس اللغات الخاصة وتنقل مأساتها: «هذا العام مطلوب تسديد رسوم للولدين 18 ألف جنيه هذا المبلغ ليس نهاية المطاف فهناك مصروفات إلزامية منها 1000 جنيه تأمين كتب و1000 جنيه للزي المدرسي إضافة إلي مصاريف الحفلة المدرسية في نهاية العام. المشكلة الحقيقية كما تقول فاتن «أن وزارة التربية والتعليم تعطي الحق لأصحاب المدارس الخاصة برفع قيمة المصروفات كل عام بنسبة 20 في المائة لدرجة تجعل الكثير من أولياء الأمور يقوم بتحويل أبنائهم إلي المدارس الحكومية للهروب من هذه المصروفات». وعن إمكانية أن تكون هذه الزيادة مقابل رفع أجور المعلمين وإضافة وسائل تعليمية متطورة كل عام من أجل الطلاب قالت: «صديقتي تعمل معلمة في المدرسة نفسها ومرتبها كما هو لم يتغير وأيضًا لا توجد وسائل تعليمية راقية مميزة تساعد علي الفهم والتبسيط للطلاب»، وتضيف «مقابل ما ندفعه لا نجد خدمة تعليمية جيدة فالأولاد يأخذون دروسًا خصوصية من أجل استيعاب وفهم المناهج الصعبة». فاتن كشفت عن معاناة أخري هي قرار إدارة المدرسة هذا العام بتقسيط هذه المبالغ علي دفعتين فقط - بدلاً من أربع كما كان في السابق وإذا لم تسدد في موعدها يتم فصل الطالب. محمد عبده لديه ولدان في المرحلة الابتدائية يواجه مجموعة من المتطلبات الأخري مثل الملابس والأدوات المدرسية وغيرها من مستلزمات العام الدراسي، ويوضح أنه مطلوب منه 1000 جنيه مصروفات للولدين وهو مبلغ ليس بسيطا علي الإطلاق لموظف حكومي لا يمتلك سوي راتبه الشهري إضافة إلي بنود أخري مطلوبة منه، وتمني أن يتم السماح بتقسيط هذا المبلغ. فادي عطية مهندس زراعي لديه أربعة أولاد في مدارس حكومية وفي مراحل تعليمية مختلفة ما بين ثانوي وإعدادي وابتدائي ومطلوب منه فقط للرسوم مبلغ 350 جنيهًا، يقول «المشكلة ليست في هذا المبلغ لكن في الدروس الخصوصية والكتب الخارجية والملابس التي تجعلني ألجأ لعمل جمعية قبل بداية العام الدراسي للحصول علي مبلغ يفي بهذه المتطلبات». «ربنا يقدرني علي توفير مصاريف المدارس هذا العام» هذا كان رد أحمد سالم أمين معمل بمدرسة إعدادية فلديه خمسة أولاد بالمرحلة الثانوية وبنت بالسنة الأخيرة في كلية طب الأسنان. «الهم الكبير» - حسب تعبيره - في مصاريف طب الأسنان نتيجة الدراسة العملية التي يتحمل الطالب نفقتها من أدوات للجراحة ومواد كيماوية وطبية سعرها مرتفع وهذه أمور لا يمكن تأخيرها أو شراؤها بالتقسيط بل تباع بسعر فوري فضلاً عن كتب الكلية والتي يجبر الطالب علي شرائها بمبالغ مرتفعة، ففي العام الماضي تكلفت المواد الكيميائية فقط 7000 جنيه بعيدًا عن الكتب والرسوم والمصاريف الشخصية للبنت نفسها».