"ركب الدواء قطار الغلاء"، هكذا هو حال منظومة الدواء في مصر حاليا، فالجميع في انتظار معرفة حقيقة زيادة أسعار الأدوية، لكن الغريب هو تصريحات المسئولين المتضاربة في هذا الشأن. قال الدكتور عادل عبدالمقصود، رئيس شعبة الصيادلة بغرفة القاهرة التجارية، إن هناك زيادة في أسعار الدواء مع بداية شهر أغسطس، موضحاً أن تلك الزيادة جاءت طبقاً لاتفاق شركات الأدوية مع وزارة الصحة، وتكملة للزيادة الأولى التي حدثت في شهر فبراير الماضي. وأكد عبدالمقصود، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن هناك 7200صنف دوائي حُركت أسعارها في فبراير الماضي، متوقعاً زيادة جميع الأصناف الشهر المقبل. ولفت عبد المقصود إلى أن تحريك سعر الدواء السابق كان بطريقة عشوائية، مطالباً بمعالجة التشوهات التي قامت بها وزارة الصحة عند الاتفاق مع شركات الأدوية بزيادة الأسعار غير المدروسة، ومن ثم يتخذ قرارات مبنية على دراسة مستفيضة. وقال عبد المقصود، إن وزير الصحة اعترف بنفسه أنه دخل الوزارة وهو لا يفقه شيئا عنها، متابعاً: من يتنصب على الكرسي التنفيذي يجب أن يكون على دراية كاملة بكل الملف، لأن أي مشكلة بسيطة تقوم بإشعال كوارث كبيرة. وعلى صعيد آخر، نفى الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، ما أشيع عن وجود زيادة في أسعار الدواء مع بداية شهر أغسطس، مؤكداً أن نقابة الصيادلة حريصة كل الحرص على عدم تكبد المواطن أعباء أكثر من التي يعاني منها. وأضاف عبيد في تصريحات خاصة ل بوابة الوفد"، أن وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين أكد خلال اجتماعه، أن الفترة المقبلة لن تشهد زيادة في الأسعار، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص الذين لا يمثلون صناعة الدواء، طلبوا تحريك الأسعار وقوبل طلبهم بالرفض التام. وقال نقيب الصيادلة: "أنا لا أعرف من يريد إشاعة الفوضى في البلد، فتلك الأخبار الزائفة تدمر الشارع المصري وتنشر الإحباط به". تصريحات كثيرة من قبل المسئولين وعلى الرغم من أنها متضاربة، إلا أن للمواطن البسيط في الشارع المصري له رأي آخر، فهذا المواطن الكادح هو الذي ينحت في الصخور يومياً لنيل لقمة العيش، ومع غلاء الأسعار كل يومٍ عن الذي قبله، يشعر وكأنه يدور في دائرة ليس لها بداية ولا نهاية. فقد وجه مواطنون، في تصريحات ل"الوفد"، رسالة تحذيرية للحكومة متمثلة في وزير الصحة، من غلاء أسعار الدواء، مؤكدين أنه يمكن غلاء أي شيء يعوض "إلا الدواء". وقالت صفية علي ربيع، أخصائي بالمجلس الأعلى للثقافة: "إلا الدواء.. وإلا حياة الإنسان"، حيث إن المواطنين يمكنهم ألا يأكلوا أو يترفهوا، لكن الدواء ليس رفاهية. ووجَّهت "ربيع" رسالة خاصة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعامة إلى الحكومة المتمثلة في وزير الصحة، قائلة: إنتوا هتضحوا بحياة الناس؟!، في ناس متقدرش تجيب الدواء، يعني عايشة بالعافية، يا هيجيبوا الأكل، يا هيجيبوا الدواء. وطالبت بتدخل قوي وسريع لضبط أسعار الدواء، على أن يكون هناك منظومة للحفاظ على مرضى الأمراض المزمنة، متابعة: المعادلة صعبة. وأوضح رضا محمد، سائق، أن مرتبه 1800 جنيه ولا يكفي للإنفاق على أولاده بمراحلهم التعليمية ومواكبة الحياة الطبيعية من مأكل ومشرب وإيجار شقة. وأشار محمد إلى أن هناك بعض الأدوية غالية الثمن لا يستطيع شراءها بسبب سعرها، موضحاً أنه يعاني من تصلب شرايين كما أنه مركب دعامتين، ما يضطره إلى شراء الكثير من الأدوية. وناشد محمد، رئيس الجمهورية، خفض أسعار الدواء، والعمل على توفير نواقص الأدوية، إضافة إلى مراعاة المواطنين البسطاء وفقراء البلد. ولفت الحاج أحمد عيسى، إلى أن الدواء ارتفع سعره 4 مرات في عام واحد، متابعاً: كنت بشتري شريط برشام "ملين طبيعي" ب2 جنيه ونصف، ومع الغلاء أصبح ب6 جنيهات، وفي ثاني مرة اشتريته ب9 جنيهات، وفي المرة الثالثة كان ب12 جنيهات. وأفاد عيسى بأن الدولة رفعت كل المعاشات إلا معاش التضامن الإجتماعي، مستننكرًا غلاء الأسعار الذي يكبد المواطن العناء، قائلاً: كفاية أننا جه علينا رمضان، ومدخنلش بيتنا "كيلو لحمة". وأشار الحاج محمد عويس، إلى أنه بالفعل علم بوجود زيادة في أسعار الدواء، قائلاً: انا بقول للحكومة خلي في عنيكي حصوة ملح وارحمينا شوية، احنا ساكتين عشان السيسي وبس. وأضاف عويس، أن الحكومة أكدت أن هناك زيادة في المعاشات 15%، لكنها رفعت الأسعار 1000%، مستنكراً "ياريتها ما زودت المعاشات ولا زودت الأسعار". شاهد الفيديو...