يعد محمد المهدي عاكف، المرشد العام السابع في تاريخ جماعة الإخوان منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928، وصاحب لقب أول مرشد عام سابق للجماعة بعد انتخاب الدكتور "محمد بديع" خلفاً له عند انتهاء فترة ولايته لعدم رغبته في الاستمرار بالمنصب لتكون الواقعة الأولى من نوعها. "طظ في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر".. إحدى أشهر العبارات التي نطق بها محمد مهدي عاكف، أثناء حوار صحفي أجرى معه. وتداولت أنباء عن وفاة عاكف اليوم السبت، إلا أن الدكتور نبيل عبد المقصود مدير مستشفى قصر العيني الفرنساوي، نفى خبر وفاته بعد تعرضه لأزمة صحية ،وقال إن الحالة الصحية لعاكف، "مستقرة "، وسيخرج خلال أيام، بعد تحسن الحالة الصحية. ميلاده ولد محمد مهدي عاكف يوم 12 يوليو لعام 1928م في كفر عوض السنيطة بمركز أجا التابع لمحافظة الدقهلية، حصل على تعليمه الأساسي في مدارس المنصورة ثم جاء إلى القاهرة ليدرس الثانوية في مدرسة "فؤاد الأول"، وفي عام 1950 تخرج من المعهد العالي للتربية الرياضية، ثم التحق بكلية الحقوق عام 1951، وهو متزوج ولديه أربعة أبناء. انضمامه للإخوان بدأ المرشد السابق مشواره المهني من خلال العمل مدرسًا للرياضة البدنية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية، حتى تعرف عام 1940 على شيوخ جماعة الإخوان المسلمين والتي تأثر بأفكار العديد من علمائها خاصةً "محي الدين الخطيب"، فكان رئيسًا لقسم التربية الرياضية بالمركز العام للجماعة، كما كان رئيسًا لقسم الطلاب قبل صدور قرار بحلها عام 1954. ألقى القبض على مهدي عاكف في أول أغسطس من عام 1954م وصدر ضده حُكم بالإعدام ثم تخفيفه إلى الأشغال الشاقة المؤبدة فيما بعد. عاد "عاكف" عقب خروجه من السجن عام 1974م إلى ممارسة حياته المهنية من خلال العمل كمدير عام للشباب في وزارة التعمير، كما عاد إلى العمل السياسي مع الجماعة مرة أخرى حيث انتخب عضوًا بمجلس الشعب عام 1987م ممثلاً عن الإخوان تحت مظلة التحالف الإسلامي، وشغل أيضاً عضوية مكتب الإرشاد منذ عام 1987م وحتى أكتوبر 2009م. تأسيس التنظيم الدولي مثل "عاكف" نقطة التقاء الداخل والخارج في الإخوان أو بين قيادة التنظيم الرئيسية في مصر وبين قيادة التنظيم العالمي. شارك "عاكف" مصطفى مشهور في تأسيس هذا التنظيم الدولي حتى وضعت لائحته، وأعلن رسميًّا في مايو من عام 1982 وهو ما سمح له ببناء علاقات واسعة مع قيادات تنظيمات الإخوان في كل أنحاء العالم، كما كان له دور كبير في ملفات الإخوان العالمية وعلى رأسها مايسمى الجهاد الأفغاني، ويقضي "عاكف" حاليًّا عقوبة الحبس الاحتياطي على ذمة عدد من القضايا في التحريض على العنف. محاكمته عسكريًا كان "عاكف" ضمن القيادات الإسلامية التي تم تقديمها للمحاكمة العسكرية عام 1996م في القضية المعروفة ب "قضية سلسبيل"، حيث اتهمه الادعاء بالمسئولية عن التنظيم العالمي للإخوان وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ليخرج عام 1999م. السخرية من مصر وشعبها أثارت ضجة حول عبارة استخدمها محمد مهدي عاكف في حوار صحفي مسجل نسب له، حين نشرته جريدة روز اليوسف عندما قال عاكف فيه "طز في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر...". وكان الحوار قد أجرى لصالح جريدة الكرامة المصرية التي رفضت نشر نصه، فقام الصحفي الذي أجرى الحوار بتقديمه مع تسجيل إلى جريدة روز اليوسف التي نشرته كاملًا. ورفضت جماعة الإخوان المسلمين وقتها الحوار وقال مرشدها العام "إنه مفبرك" وهددت باللجوء للقضاء، إلا أن جريدة روز اليوسف أعلنت امتلاكها لتسجيل الحوار بصوت محمد مهدي عاكف الذي لم يتقدم بأي دعوى قضائية ضد الجريدة، وقام رئيس تحرير الجريدة عبد الله كمال ببث مقاطع من الحوار على التليفزيون المصري في برنامج البيت بيتك الذي يبث مباشرة في 10 أبريل 2006.