بكلام معسول لم يتردد على مسامعها من قبل، ونظرات ملتهبة ألقى «محمد» طعنات الغدر فى صدر صديقة «أسامة»، وأوقع زوجته فى حبه ونسيا الزوج التعيس الذى اتخذ من العناء سبيلاً لتلبية رغبات زوجته، التى تركت نفسها فريسة سهلة فى يد الشيطان، وراحا يسرقان المتعة المحرمة مستغلين غياب الزوج. كان «أسامة» سعيداً بزيارات صديقه المتعددة له ولم يدر بخلده يوماً أن يكون ضحية لأقرب الناس إلى قلبه (صديقه وزوجته) فقد كان يكن لصديق عمره كل مشاعر الحب والوفاء، بالإضافة إلى زوجته التى تزوجها عن حب ويثق بها منذ البداية، لم يتوقع أن تكون نهايته على يد من سلم لهما روحه، حتى جاء الوقت بين الزوجين وبدأت رحلة الفراق والملل فى الحياة الزوجية وبدأ يبحث كل منهما عن السعادة بعيداً عن الآخر. «وقعت فى حبها»، هكذا تحدث الزوج الذى لم يتصور أن تكون نهاية الحب السعيدة هى خيانة زوجته بعدما ارتمت اللعوب فى أحضان صديقه طوال عامين على فراش الزوجية دون وازع دينى ولا علم من الزوج. لم يتمالك الزوج التعيس مفاتيح كلماته حتى انهمرت دموع الحسرة من عينيه قائلًا: وجدت زوجتى وصديقى فى غرفة نومى أثناء ممارستهما العلاقة الحميمة، تمنيت وقتها أن يكون كابوساً وأستفيق منه على صوت زوجتى التى أحبها وهى توقظنى حتى لا أتأخر عن العمل، لكنه كان حقيقة مفزعة تعجز عن تحملها الجبال. يشرد الزوج قليلاً، ليستعيد بداية علاقته قائلاً الصدفة هى التى جمعتنى بزوجتى، تبادلنا خلالها النظرات وشعرت حينها بأنها فتاة أحلامى، ووقع قلبى فى حبها بطريقة تفوق الجنون وتعاهدنا على الزواج، وتقدمت لها، وعملت بكل طاقتى حتى أوفر لها كل شىء حتى لا تشعر بالندم على الارتباط بى ولكنها جاءت إلى بيتى ومعها الخراب، فقد كانت تفتعل الأزمات مع والدتى وعشت أيامى الأولى من الزواج فى نكد وحزن على غير عادة أى عروسين وكان صديقى دائم الصلح بيننا بحكم أنه أقرب الأشخاص إلى حتى وقع صديقى فى حبها واستغلا غيابى ليخلو لهما الجو، وينهشا عرضى دون خجل أو وازع من ضمير. يستكمل الزوج، أحداثه المؤلمة، قائلاً: وفرت لها كل سبل العيش الممكنة بالنسبة لى وتركت أمى وأبى وأهلى، ظلت ساخطة وناقمة على ظروف معيشتنا ولم تشكر الله على ما رزقنا وطلبت منى أن أسافر إلى الخارج حتى يزيد دخلى ونستطيع أن نؤمّن مستقبلنا، وسافرت بالفعل لمدة عامين كاملين، كنت أرسل لها كل ما أتحصل عليه وهى كانت لا تشبع ولا تكتفى وتقول هل من مزيد حتى ترضى وتحبنى دائماً، ولكن لا حياة لمن تنادى فمهما فعلت لها كانت دائماً تنتقد تصرفاتى وتجعلنى أشعر بالعجز. عقب عودتى من السفر بدأت خلافات جديدة تطفو على سطح حياتنا وازدادت حدة الخلافات لأسباب بسيطة وفوجئت بتغير واضح فى معاملتها أمام أهلى وعائلتى بطريقة مهينة فى الوقت الذى بدأ صديقى يتردد بطريقة تثير الشك ولكنى كنت أقنع نفسى أحياناً بأنه يحب صحبتى ويرتاح لى عن باقى أصدقائنا ويريد أن يساعدنى على إنهاء مشاكلى مع زوجتى. مرت الأيام والشهور والشكوك تزداد يوميًا بداخلى لكنى لا أملك دليلاً واحدًا على ذلك حتى انكشف المستور فى أحد الأيام التى عُدت فيها للمنزل فى حالة إعياء شديدة مبكراً عن موعد عودتى، ولكن القدر فاجأنى بمشهد لم أتوقعه؛ رأيت زوجتى وصديقى فى غرفة نومى على سريرى، لم أتمالك نفسى حتى أغشى على ودخلت فى غيبوبة ولم أشعر بنفسى إلا داخل المستشفى وهربت زوجتى من المنزل ولم يعلم أحد من أسرتى أسباب اختفائها حتى عدت إلى وعيى وأخبرتهم بما حدث ورفعت عليها قضية زنا فحكم عليها بالسجن عامين، ولكن هل هذا الحكم سيعيد لى كرامتى المهانة وشرفى الذى ذهب مع الريح، ورجولتى التى انتهت على يديها.. وتركنا ومشى فى خطوات غير متزنة وكلمات تخرج منه غير مفهومة ربما يكون قد أصابته لوثة من الجنون.