تساءلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية عما إذا كان الاقتصاد سيساعد الرئيس "باراك أوباما" على إعادة انتخابه رئيسا لأمريكا فى نوفمبر المقبل. وقالت:"إن هناك بادرة أمل ل"أوباما" فى الاعتماد على الاقتصاد، حيث إن معدل البطالة المرتفع بدأ فى التراجع، كما أن هناك أنباء عن نمو الاقتصاد بنسبة 2,8% خلال الربع الأخير من العام . وأضافت:" إنه فى الوقت الذى يمكن أن يكون فيه الاقتصاد هو الضربة القاضية للرئيس الأمريكى، يمكن أن يصبح الورقة الرابحة له، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأى الأخيرة أظهرت تفوق "أوباما" على كل من المرشحين الجمهوريين البارزين "ميت رومنى" ونيوت جينجريتش" حتى الآن. إلا أنه مع ذلك فإن أوباما مازال يعانى بشدة فى ظل استمرار معدلات البطالة المرتفعة ومازال السباق نحو البيت الأبيض محتدما. وتابعت:"إن بقاء "أوباما" فى منصبه لن يكون بالأمر اليسير، مشيرة إلى أنه منذ عام 1948 - وهو التاريخ الذى بدأت منذه تتاح بيانات شهرية عن معدلات البطالة فى البلاد- تمكن رئيس واحد فقط من الفوز مرة أخرى وإعادة انتخابه رئيسا للبلاد فى ظل معدل بطالة يتجاوز ال 7% . وحدث ذلك مع الرئيس "رونالد ريجان" فى عام 1984 . واليوم يتجاوز المعدل هذا الرقم، ووفقا لتوقعات المحللين، فإن المعدل قد يظل متجاوزا ال 8% طوال عام 2012، أى حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر المقبل. لكن هناك مؤشراً وإحصاء آخر يجب أن يوضع فى الاعتبار، وهو أنه لا يوجد رئيس خسر الاتتخابات، فى ظل معدل بطالة متراجع خلال عامين قبل الانتخابات فرغم أن المعدل مرتفع حاليا إلا أنه خلال العام الماضى وفترة الأشهر التسعة المقبلة سيظل المعدل منخفضا مقارنة بما كان عليه قبل عامين أى أن العامين السابقين على الانتخابات سجلا انخفاضا فى المعدل بشكل عام . عندما أعيد انتخاب "ريجان" فى 1984 كان معدل البطالة مرتفع إلا أنه كان منخفضا خلال العامين السابقين للانتخابات بشكل عام . وعندما خسر الرئيس الأمريكى "جورج بوش" الأب الانتخابات فى عام 1992، تراجع معدل البطالة بعد الركود الذى شهدته البلاد فى العام السابق، وعندما خسر الرئيس "جيرالد فورد" الانتخابات فى عام 1976، كان معدل البطالة منخفضا قبلها لمدة عام ونصف. والأمر الذى يجب أن يوضع فى الاعتبار أن الركود الذى مازالت البلاد تحاول التعافى منه، يعتبر الأسوأ منذ الركود الذى ضرب أمريكا فى ثلاثينيات القرن الماضى، وبالتالى فإنه يحسب ل"أوباما" نجاحه فى قيادة الاقتصاد فى ظل هذه الظروف. ورأت الصحيفة أن "أوباما" اختار كلماته بعناية فى خطابه عن حالة الاتحاد مؤخرا، حيث قال "إن الملايين من الأمريكيين تضرروا من الأزمة المالية، إلا أننا يجب أن ننظر للجانب المشرق فى إيجاد الوظائف الجديدة وفى قوة بلادنا ". وختمت الصحيفة بأن خطة "أوباما" لخفض البطالة تلقى تأييدا من النسبة الأكبر من الأمريكيين، وهناك العديد من المؤشرات الإيجابية التى تصب فى مصلحة الرئيس الديمقراطى.