باعة: نعمل على مدار الساعة ونتمنى أن يكون العام كله صيام رمضان شهر الخير والبركة والإحسان، ليس فقط فى العمل والعبادة والعتق من النيران.. لكن هناك بعض المهن والحرف التى يصيبها الركود طوال العام، تنتعش فى الشهر المبارك، نظراً للإقبال المتزايد عليها لارتباطها بالصوم. أصحاب هذه المهن يتحملون المشقة طوال العام آملين أن يعوضهم شهر رمضان بمكاسب تساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة والإنفاق من أرباحهم معظم شهور السنة! ما يقدمه هؤلاء للصائمين أساسيات هامة وضرورية لأنها مرتبطة عند المصريين جميعاً بالشهر المبارك ولا غنى لنا جميعاً عنها وترتبط لدينا جميعاً بالصيام، فما بين العصير فى الإفطار ووجبة الفول التى يعتبرها البعض «مسمار البطن» فى يوم الصيام كانت جولة «الوفد» مع أصحاب مهن تنتعش فى رمضان. بائع عصير: يا ريت كل شهور السنة رمضان يؤدى صلاة العصر، ثم ينطلق بعربته الحديدية المليئة بالعصائر المختلفة من منزله، متجولاً فى حى المعادى، ساعياً خلف الرزق، شاكراً المولى على نعمته عليه، وينادى منصور جمال بصوته العذب: «تمر.. عرقسوس.. سوبيا»، باحثاً عن زبائنه بوجه بشوش وابتسامة صافية ليتكدس حوله المواطنيون لشراء العصائر قبل أذان المغرب ليكون أول ما يروى عروقهم عند مدفع الإفطار. وقال منصور: إن نشاطه متغير وليس ثابتاً وفقاً لمتطلبات السوق، فأغلب شهور العام يتجول بعربة الخضار فى أحياء المعادى ومع اقتراب شهر رمضان يجهز أدواته والتى تضم عربته الحديدية والعصائر المختلفة ليكون جاهزاً لماراثون البيع فى رمضان. «اللى بكسبه فى رمضان تقريباً قد اللى بكسبه فى 5 شهور تانية» مؤكداً أنه يفضل شهر رمضان عن كل شهور العام لما يشهده الشهر المبارك من رواج تجارى فى بيع العصائر وما يحققه من مكاسب مالية.. وقال: إن دخله اليومى من بيع العصائر لا يقل عن 200 جنيه ومع سداد تكاليف شرائه معدات بيع العصير يكون مكسبه حوالى 100 جنيه، ما يفوق مكسبه من أى تجارة أخرى خلال شهور العام. بائع الفول: الشغل فى رمضان 24 ساعة «الشغل فى رمضان بيحب الخفية».. بهذه الكلمات استهل أحمد قاسم، بائع الفول، حديثه قائلاً: إن إقبال المواطنين على الفول خلال العام يتم بصورة متفاوتة، لكن فى شهر رمضان الوضع مختلف تماماً، فالفول ضيف دائم على موائد الإفطار، ويعد الوجبة الرئيسية التى يجتمع حولها الصائمون فى السحور. ويتحدث «قاسم» عن مهنته خلال الشهر المبارك قائلاً: «أنا شغال ليل ونهار» وأعمل على مدار 24 ساعة متواصلة ب 5 عمال، موضحاً أنه يبدأ عمله من الفجر حتى فجر اليوم التالى. وأشار بائع الفول إلى أن دخله يزيد خلال يوم رمضان إلى الأربعة أضعاف عن الأيام العادية، نظراً لاعتماد شرائح كبيرة من المواطنين على شرائه فى السحور، موضحاً أن مكسبه اليومى لا يقل عن 1000 جنيه، فى ظل حركة البيع والشراء المتفاوتة، وارتفاع أسعار متطلبات الشراء، فضلاً عن ارتفاع أسعار فواتير المياه والكهرباء والإيجار وخلافه والذى لا يقل عن ال 4 آلاف شهرياً. بقال: الحركة زادت وقبل الإفطار ساعات الذروة تشهد محلات البقالة زحاماً شديداً، خاصة فى الساعات الأخيرة قبل الإفطار، كشف على موسى، صاحب محل بقالة، أن أغلب محلات البقالة تعانى خلال الشهور العادية من حالة الركود ولكن النشاط يعود إليها من جديد مع قدوم شهر رمضان المبارك، والبعض يعمل بلا توقف على مدار الساعة. ويكشف «موسى» أن ساعات الذروة فى عمل محلات البقالة يكون خلال الفترة من صلاة العصر وحتى أذان المغرب، حيث يتوافد المواطنون على شراء متطلبات الإفطار، خاصة السيدات، وقبل الإفطار بساعتين تشتد حركة البيع حيث تهرع السيدات إلى شراء المخللات وبودرة العصائر، وغيرها من الحلويات والألبان. وكشف أن مكسبه فى رمضان يزيد ثلاثة أضعاف الأيام العادية ليرتفع من 500 جنيه إلى 1500 جنيه يومياً فى رمضان، متمنياً أن تكون كل شهور العام رمضان. وأضاف قائلاً: فى رمضان أستعين بعاملين لمساعدتى فى تناوب الورديات خلال شهر رمضان حتى نتمكن من العمل وفتح المحل على مدار الساعة. موضحاً أن دخله اليومى يصل إلى 4 آلاف تصل إلى 1500 جنيه بعد دفع الإيجار وفواتير المياه والكهرباء ويوميات العمال. وعن توافر السلع فى الأسواق خلال رمضان، قال: كل شىء موجود ومفيش أى مشاكل، وأنا كصاحب محل بجيب أضعاف كمية السلع بخلاف الأيام العادية.