تستعد إسرائيل لإطلاق احتفالات ضخمة بمناسبة مرور 50 عامًا على استكمال احتلال القدس، حيث وجهت العديد من الدعوات لشخصيات بارزة فى مختلف المجالات للمشاركة فى هذه المناسبة التى توليها حكومة تل أبيب اهتماماً خاصاً. ومن المقرّر إقامة حفل رسمى فى مستوطنة «غوش عتصيون» حيث يعتزم وزيرا التعليم والثقافة إنفاق 10 ملايين شيكل (2.74 مليون دولار أمريكي) لإحياء فعاليات الذكرى ال50 لاحتلال الضفة الغربية. وستقوم بلدية الاحتلال فى القدس برفع 10 آلاف علم فى شوارع القدس بالتزامن مع الذكرى، هى أعلام دولة الاحتلال والبلدية واليوبيلية، لتؤكد أنّ القدس يهودية. ويعتزم السفير الأمريكى الجديد فى تل أبيب دافيد فريدمان حضور ما يسمى بحفل «يوم احتلال القدس»، إضافة إلى قيامه بزيارة مستوطنة «غوش عتصيون» جنوبى بيت لحم، وتعد هذه هى المرة الأولى التى يقوم فيها مسئول أمريكى بهذه الخطوة فى هذا الشأن. وقرر الكونغرس الأمريكى إقامة مراسم احتفالية بعد غد الأربعاء احتفالًا بما يُسمى «يوم القدس»، الموافق 7 يونيه، وهو اليوم الذى احتلت فيه (إسرائيل) الجزء الشرقى من مدينة القدس فى حرب 1967؛ لتبسط سيطرتها على كامل المدينة قبل 50 سنة. وباحتفالات هذه السنة التى بدأ الاستعداد لها منذ العام الماضى، يتوّج الاحتلال 5 عقود من التهويد فى شرق القدس، التى تعد امتدادًا لاحتلال عام 1948 الذى قام على قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وسرقة الأراضى واغتصاب الحقوق. وقد شهد عام 2016 فعاليات «تمهيدية» لهذه المناسبة، ومن بينها افتتاح وزيرة الثقافة فى حكومة الاحتلال «طريق الحجيج إلى المعبد» ضمن سلسلة الحفريات والأنفاق تحت منازل المقدسيين فى سلوان، وافتتاح معرض صور فى «الكنيست»، واستمر التحضير للاحتفالات عام 2017، وفى مقدّمته إعداد شعار العام الذى قالت وزيرة الثقافة «الإسرائيلية» إنّه «يحكى قصة القدس الحقيقية»، مشيرة إلى أنّ إصرارها على مصطلح «تحرير» بدلاً من «توحيد» يتعلق برغبتها فى مواجهة «محاولات تشويه الارتباط اليهودى بالقدس». كذلك طالب عدد من أعضاء «الكنيست» بتفعيل مشروع «القدس الكبرى»، وضمّ الكتل الاستيطانية فى الضفة الغربية إلى السيادة «الإسرائيلية» لتكريس هذا العام باعتباره «عام السيادة»، وقد صدرت الدعوات فى هذا الاتجاه عن كل من وزير التعليم نفتالى بينت، ووزير المواصلات يسرائيل كاتس، ونائبة وزير الخارجية تسيبى حوتوفلي، وعضو «الكنيست» يهودا غليك. ويعتبر المحلل السياسى الفلسطينى د.هانى البسوس، احتفال واشنطن بيوم احتلال القدس «ضوءًا أخضر ل(إسرائيل) للتغول فى المدينة المقدسة». ويرى أن الاحتفال يعكس الموافقة الأمريكية على إجراءات تهويد شرقى القدس بشكل يخالف قوانين الأممالمتحدة ومجلس الأمن، ويعنى تبنى الولاياتالمتحدة «للمشروع الصهيونى رسميا»، باعتبار أنه جاء من مستوى رسمى أمريكى وليس شعبيا. ويعتقد البسوس، أن الاحتفال من شأنه أن يزيد من الدعم للاحتلال من الناحية السياسية والمالية واللوجستية، وهو أمر مهم بالنسبة (لإسرائيل). وأشار إلى أن أى مفاوضات ستنطلق بين السلطة الفلسطينية، وحكومة بنيامين نتنياهو ستأخذ بعين الاعتبار أن أمريكا لن توافق على جعل القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وتحييد القدس فى أى مفاوضات وجعل الضفة الغربيةالمحتلة محور المباحثات. وربط الاحتفال بزيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لحائط البراق، باعتباره أول رئيس أمريكى يقوم بهذه الزيارة، بعد أن وجه ترامب ضربة كبيرة للسلطة التى خابت آمالها حين لم يعلن عن استئناف المفاوضات.