نظرة الإنسان السوية، قائمة على تقديم العون وبذل المعروف والإحسان للآخرين فهى مغروسة فى النفوس، وقد جاءت الشريعة الغراء لتشكيل لبنة ترسيخ لهذه الخصلة الرفيعة، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تطرد عنه جوعاً، أو تقضى عنه ديناً. أيها الكرام.. إغاثة الملهوف وإنعاش المكروب وإعانة أهل الحاجات سلوك إسلامى أصيل، وخلق نبوى قويم تقتضيه الأخوة الصادقة، وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق. وقد كانت حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير مثال يحتذى به فى كل شىء ولا سيما إغاثة الملهوف، وتقديم العون لكل من يحتاج إليه، حتى لقد عرف بذلك قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم. فكم حرمنا أنفسنا من أبواب الخير ولم نلتفت إلى المنكوبين والمحتاجين والمعسرين، ومع هذا قليلون هم أولئك الذين أسعدهم الله تعالى بقضاء حاجات العباد، وإغاثة ملهوفهم والإحسان إلى ضعيفهم. كان سفيان الثورى رحمه الله ينشرح إذا رأى سائلاً على بابه! ويقول: «مرحباً بمن جاء يغسل ذنوبى». وكم فى مجتمعنا من أولئك المحتاجين الذين لا يسألون الناس، ولا يمدون أيديهم حياء؟ فحرى بأمثال هؤلاء أن يتفقدهم الناس ويكفونهم السؤال. ولابد لسكان الحى الواحد أن يعملوا بمبدأ التكافل والتعاطف بينهم فيجعلوا للمعسرين والمحتاجين في حيهم حيزاً من تفكيرهم ويشجعون على التكافل بين الناس بحيث تنتشر المودة والمحبة بين الناس، ويتم القضاء على الأحقاد، وخلافها من الصفات الكريهة مثل الحقد والحسد وخلافه.