كان ولا يزال إمامنا الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الأسرع تحركا فى التعاون مع متضررى السيول من أبناء الصعيد والبحر الأحمر فقد قدم لهم الدعم المادى والمعنوى وذلك بعد متابعة لأحوالهم وتحديد المتضررين منهم وآخر ما تم تقديمه هو اعتماد فضيلته مبلغ 14 مليون جنيه تعويضًا لأهالي سوهاجوالبحر الأحمر عن الأضرار التي لحقتهم نتيجة السيول التي ضربت منازلهم وقراهم. وما يفعله الإمام الأكبر ينطلق من أخلاق الإسلام التى يجب علينا جميعا أن نتحلى بها من تقديم العون والنصرة لمن يحتاج إليها , فإغاثة الملهوف وإنعاش المكروب وإعانة أهل الحاجات سلوك إسلامي أصيل، وخلق نبوي قويم، تقتضيه الأخوة الصادقة، وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق. وقد كانت حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير مثال يحتذى في كل شيء، ولا سيما إغاثة الملهوف، وتقديم العون لكل من يحتاج إليه وقد اشتهر به نبينا الكريم حتى قبل أن تتنزل عليه رسالة السماء , أما بعد الرسالة فكان خلقا إيمانيا يحث عليه المسلمين.
وأصبحت إغاثة الملهوف واجبًا ينهض به القادرون، وعملًا من أعمال الخير يتنافس فيه المتنافسون، وأصبح من الحقائق المسلمة عند المسلمين أن: "من كان في حاجة الناس كان الله في حاجته"،وشاع فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم. ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه ). ولذا حرص إمامنا الأكبر شيخ الأزهر مع وقوع نازلة السيول على إرسال قافلتين إلى محافظتي البحر الأحمروسوهاج، لتفقد الأماكن التي ضربتها السيول والأمطار الغزيرة وإعداد تقرير بالحالات المتضررة، تمهيدًا لتقديم الإعانات المادية لهم. ومن ثم وجه بحصر كافة المتضررين جراء السيول تمهيدا لصرف تعويضات لهم ليس هذا وحسب بل كلف معاونيه بحصر كافة الأضرار الناتجة عن السيول بكافة المحافظات لتحديد المستحقين حتى يتم تعويضهم. ثم كلف فضيتلة بيت الزكاة بالتكفل بتوفير أثاث للمنازل المتضررة، وتخصيص دعم عاجل للمتضررين كما تقرر أن تدفع هذه الأموال للمستحقين في صورة إعانات نقدية وأدوية ومساعدات لترميم البيوت المتهالكة وشراء أثاث منازل وغيرها. أما عن الحالة التي تم عرضها في أحد البرامج التليفزيونية باعتبارها أصغر متضرر من السيول بمحافظات الصعيد، وهو طفل يتيم فقد وجه فضيلته باتخاذ الإجراءات اللازمة للتكفل به حتى يتخرج فى جامعة الأزهر. وهكذا يضرب شيخ الأزهر المثل لنا جميعا فى تطبيق القول للفعل , ويعلم الناس بأسلوب عملى كيف يكون التعاون على البر والتقوى , وكيف يمكننا استخدام أموال المسلمين للتكافل والتراحم فيما بينهم . بارك الله في إمامنا الأكبر وأدام الله أزهرنا الشريف بعلمائه وقادته المخلصين لله والوطن .