سجن تحول إلى مسجد، "المؤيد شيخ" يعتبر أجمل وأضخم المساجد الجامعة بالقاهرة القديمة، وهو ملاصق لباب زويلة، ما يجعلك تقترب بشكل مباشر من العصر المملوكي والتحف المعمارية، وزخارف ونقوش روعة في تصميمها، بداية من باب المسجد الضخم والمزخرف بنقوش، والأبواب الداخلية وأماكن الوضوء. البداية بدأت القصة عندما تم تشييد سجن عرف باسم "خزائن شمايل" وكان يسجن فيه أرباب الجرائم، وصاحب المسجد السلطان المؤيد كان مسجونا في هذا الموقع، في ظروف سياسية تعرض لها قبل توليه السلطنة، وأدخله في هذا السجن الملك الناصر فرج بن برقوق، بعد اتهامه بالتآمر عليه، وفي أثناء سجنه، توعد المؤيد أن يهدم السجن بعد خروجه، ويقيم مكانه جامعا ومدرسة، إذا من الله عليه بنعمة الحرية. وعقب خروجه من السجن وتوليه حكم مصر، أوفى المؤيد بنذره وشرع في بناء المسجد في عام 1415م، وانتهى منه بعدها بخمس سنوات، ويتزين بناء المسجد بالرخام بجميع ألوانه في الجدران والسقف والأرضيات. تشويه الأثر وفي واجهة المسجد ستجد الكثير من الباعة الجائلين، يفترشون الأرض، ليبيعوا بضائعهم من فوانيس وزينة رمضان، إضافة إلى عدد من الباكيات الصغيرة، بداخلها أصحاب عدد من المهن الصغيرة واليدوية مما يشوه منظر المسجد التاريخي والأثري، إضافة إلى أنهم ينشرون قمامتهم في ساحة المسجد. أدوات الشيشة وعلى يمين المسجد يوجد ما يقرب من 15 باكية صغيرة يمتهن أصحابها الحدادة وبيع أدوات الشيشة، وبيع وتصنيع فوانيس رمضان، وبيع الأحذية، الوضع الذي لا يمكنك من خلاله التأمل في المسجد وتاريخه العظيم والأثري الرائع. حدود المسجد وللمسجد أربعة حدود، الحد الجنوبي الشرقي، يطل على شارع المعز لدين الله، وبه الواجهة الرئيسة والباب الرئيس، والحد الشمالي الشرقي يطل على حارة الأشرفية، التي كانت تؤدي إلى باب الفرج، إضافة إلى الحد الشمالي الغربي به الحمام والميضأة ومساكن طلبة المدرسة، فيما يطل الحد الجنوبي الغربي على شارع "تحت الربع". الباب والضريح ويعتبر المسجد تحفة معمارية تدل على عظمة عمليات التشييد في هذا العصر، وبعد الدخول من الباب الكبير ترى ضريح السلطان "المؤيد"، والى جواره ضريح ابنه إبراهيم. السبيل والصحن وعلى يسار الباب نجد سبيل للمياه كان يستخدم قديما في إرواء ظمأ رواد المسجد وعابري السبيل، ويتمتع المسجد بصحن داخلي ضخم نصفه مسقوف وهو بجوار المحراب والمنبر ويقع أمام المنبر جزء منه مرتفع عن الأرض كان يقف عليه "المبلغ" وذلك للترديد وراء الإمام في الصلوات لكي يسمعه الناس على امتداد المسجد. القبة والوضوء ويتميز المسجد بقبة داخلية ضخمة يبلغ ارتفاعها تقريبا أربعين مترا، ويتوسط صحن المسجد ميضأة دائرية كان المصلون وما زالوا يستخدمونها في أغراض الوضوء. ويغطى رواق القبلة بسقف خشبي تعلوه زخارف نباتية ليس لها بداية أو نهاية، وأسفل الزخارف شريط كتابي عليه آيات قرآنية بالخط الثلثي المملوكي مطلية بماء الذهب وجميعها تحث علي إقامة الصلاة.