أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية أن الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان عميقا بشكل خاص فيما يخص قضية القدس، إذ يذكر أن رحب نتانياهو بالرئيس الاميركي الى "العاصمة الموحدة للدولة العبرية"، المحطة الثانية في جولة ترامب في الخارج. وقال نتانياهو: "أعتقد أننا نقتبس بعضنا البعض، إننا نتفهم بعضنا البعض فهناك الكثير من الامور التى نرغب فى تحقيقها لكلا البلدين". وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تغيرات كبيرة وملحوظة أثناء هذا اللقاء خلافا عن الاجتماعات السابقة التى كان يحضرها الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما، فيذكر أن اشتبك نتنياهو والرئيس السابق باراك أوباما حول الدور الأمريكي في التوسط في صفقة الملف النووي مع إيران، والتى كانت حكومة نتنياهو تضغط على الادارة الامريكية فى عدم اتمام هذه الصفقة. كما أدى رفض الولاياتالمتحدة استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولى بشأن المستوطنات الإسرائيلية فى الأسابيع المتتالية لرئاسة أوباما إلى نشوب غضب من الحكومة الإسرائيلية، ولكن ترى الصحيفة أن هذا من الممكن أن يتغير فى الفترة المقبلة. ولكن بغض النظر عن المشاعر الجيدة نسبيا المحيطة بزيارة ترامب إلى إسرائيل، قد يمنى نتنياهو بخيبة أمل في الأشهر والسنوات المقبلة، فقد رفعت انتخابات ترامب الآمال بين اليمينيين الإسرائيليين والقوميين المتطرفين، بأن واشنطن سوف تتوقف عن الحديث عن حل الدولتين وتبحث عن طرق أخرى للتوسع الاستيطاني الذي يحدث في الضفة الغربية، ولكن بعد بضعة أشهر، يبدو أن ترامب حريصا على التوصل إلى اتفاقية سلام بين الدولتين. وقالت الصحيفة إن ترامب تباطأ بوعوده بتحريك السفارة الأمريكية إلى القدس، كما لا يوجد اي مؤشر حتى الان على ان ترامب يتجه الى الغاء الاتفاق النووي الذي كان نتنياهو وحلفاؤه يأملون في ان يلغى مباشرة بعد توليه أدارة البيت الابيض. وأضافت الصحيفة أن ترامب، قدم نوعا من اللغة القاسية على إيران - عدو إسرائيل الإقليمي - الذي يريد نتنياهو سماعه. وقال ترامب ان الولاياتالمتحدة ستعمل مع اسرائيل لردع "تهديد النظام الايراني الذى يهدد المنطقة ويتسبب في الكثير من العنف والمعاناة". كما اتخذ خطوة لم يسبق لها مثيل من زيارة الجدار الغربي، وهو أمر لم يجلس فيه الرئيس الأمريكي على الإطلاق بسبب الحساسيات المحيطة بالموقع ووضع القدس المتنازع عليه. وكتبت الصحيفة هآرتس أنشيل بيفر إن النتيجة النهائية لزيارة ترامب هي أن ليس لديه نية في تعريض علاقته مع القادة العرب للخطر من خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بل إنه لن يقدم أدنى خطوة في هذا الاتجاه.