«ابنى يوسف بيروح منى أنا راضية بأى حاجة وكل حاجة بس مش هيأس من رحمة ربنا وهفضل أخد بالأسباب لأني مش هسيبك يا يوسف بالسهولة دى».. بهذه الكلمات التى تقطر ألماً سطرتها الناشطة مروة قناوى، والدة الطفل يوسف عز الذى أصيب برصاصة طائشة فى ميدان الحصرى بالسادس من أكتوبر أمام أحد المطاعم أثناء وقوفه مع أصدقائه لتناول «السندويتشات»، وذلك بعد أن استقرت الرصاصة في جمجمته، وأصبح يرقد فى مستشفى السادس من أكتوبر يصارع الموت، وهو لم يتخط الثالثة عشرة من عمره، وما بين رقدته على فراش المرض وإطلاق الرصاصة تبقى الأسئلة الغامضة التي تخطت حدود الشك وما زال الفاعل مجهولاً. ثمة روايات تحكى عن إصابة يوسف الخطيرة التي تمَّ تشخيصها بأنها حالة «وفاة المخ»، ومن المحتمل رفع الأجهزة عنه في أقرب وقت ما لم تكن هناك معجزة إلهية تساعده على الإفاقة، فالرواية الأولى تفيد بوقوع مشاجرة جماعية في محيط مسجد الحصري، ونجم عن تلك المشاجرة إطلاق أعيرة نارية من أسلحة آلية بغرض تخويف الآخرين، فطاشت إحدي الطلقات كي تستقر في رأس «يوسف» الذي وقع مغشياً عليه، وما ان حاول أصدقاؤه إفاقته حتى وجدوه مضرَّجاً فى دمائه، بينما أصيبت سيدة أخرى عن طريق الخطأ في تلك المعركة، وهي رواية إحدى صديقات مروة قناوى التي نشرتها عقب علمها بوقوع الحادث. بينما تشير الرواية الثانية إلى إطلاق رصاصة على الطفل «يوسف» من مسدس كاتم للصوت، وهى الرواية أيضاً التى نشرت على لسان صديقة أخرى لوالدة «يوسف»، ولم يتم تحديد مصدر مطلق النار أو مطاردته، بعد أن انشغل به الأصدقاء والمارة ونقلوه إلي المستشفى المجاور لميدان «الحصرى»، وهو مستشفى جامعة 6 أكتوبر والذي استقبل الطفل، وهو في حالة خطرة للغاية، وأجرى له الأطباء الإسعافات اللازمة، وتمَّ إدخاله العناية المركزة فى حالة حرجة للغاية ولم يتم التوصل إلى الفاعل بعد. بينما الرواية الثالثة هي رواية المصادر الأمنية المعنية بمثل هذه الحالات إذ نسفت تلك المصادر جميع الروايات السابقة مؤكدة عدم وجود مشاجرة حدثت في محيط ميدان «الحصرى»، ووصفت ذلك بأنه كلام عار من الصحة، بينما نفت أيضاً عدم إصابة الطفل «يوسف» برصاصة؛ نظراً إلى أن التقارير الطبية للطفل أكدت وجود جسم صلب ولم تحدد نوع هذا الجسم، وأن الأشعة المقطعية هي الفيصل فى ذلك، مؤكدة فى الوقت نفسه أن هناك تحريات موسعة فى محيط الحادث لمعرفة الملابسات والوقوف على حقيقة تلك الواقعة. وما بين الروايتين الأولى والثانية ونفيهما من طرف الأجهزة المعنية تبقى مروة قناوى محمد قناوى مكلومة، عاجزة، مصدومة، طالبة الدعاء من كل المصريين مسلميها ومسيحييها، راكعين ومعتمرين أن تتحقق المعجزة الإلهية وتتنزل رحمات الله برداً وسلاماً على ابنها ذى ال13 ربيعاً ذلك الطفل الذى لم يقترف جريرة أو ذنباً سوى أنه كان يتنزه بصحبة أقرابه في بداية إجازة صيف لم تبدأ بعد.