ثقتنا بلا حدود في الثوار المصريين.. فهم الذين قاموا بالثورة.. وهم الذين حموها ودافعوا عن المنشآت الكبري.. وهم الذين نزلوا إلي الشوارع ليحموا الناس، بعد أن انسحب رجال الامن تماماً.. وعاشت مصر أياماً عديدة تحت حماية الثوار، الذين وقفوا علي النواصي والحارات ليقوموا بدور الحارس الامين لممتلكات الامة.. ولكن الخوف كل الخوف من شيئين.. الاول فلول النظام ورجاله الذين يريدون اعادة الحياة إلي الوراء.. سواء كان هناك من يدفع لهم.. أو كانوا هم يدافعون عن مصالحهم.. لان الفاسد لا يلد إلا فاسداً.. والثاني البلطجية وهم موجودون في كل زمان ومكان.. دورهم هو إجهاض أي ثورة.. وحلمهم أن ينهبوا ويسرقوا.. ففي الفوضي حياتهم.. ورزقهم.. نحن إذن نخشي علي الثورة من أن ينقض عليها رجال النظام السابق الذين يريدون استمرار عصر النهب الكبير.. ونخشي كذلك من الذين يمدون ايديهم للخارج ولعن الله اليد السفلي التي تقبض.. حتي وان كان ذلك يضر بالوطن.. ولأن هناك من ليس في مصلحة نجاح الثورة.. نجد فعلا من يحاول ضربها.. بل وتدميرها، وليس هناك أفضل من ذلك - لهم - من ذكري الاحتفال بقيام هذه الثورة، ويكفي ما نراه من محاولات للحرق والتدمير من المجمع العلمي المصري وهذه الوقفات الاحتجاجية الفئوية.. وقطع الطرق ومنع سير القطارات والهجوم علي موقع المحطة النووية في الضبعة.. وكم نخشي أن نجد من يفكر في تخريب بعض المنشآت الحيوية.. وماذا لو تم تفجير محطة لتوليد الكهرباء.. سوف تخرج العديد من المحطات علي التوالي من الخدمة لتنقطع الكهرباء عن قطاعات كبيرة صناعية وزراعية ومنزلية وتجارية لان الشبكة الموحدة لن تستطيع تغطية خروج المحطة الاولي من الخدمة خصوصاً ان كانت من محطات التوليد الاساسية.. وماذا لو تم تخريب محطة لتنقية المياه فتعيش مناطق عديدة بلا مياه صالحة للشرب وللاستخدام المنزلي.. وماذا لو وصلت الايدي الاثمة إلي محطات الصرف الصحي.. وماذا عن معامل تكرير البترول وخطوط الغاز ومحطات البوتاجاز. بل ماذا عن الكباري الحيوية والسدود والقناطر الكبري بعد ان وجدنا الآن غيابا من الشرطة.. نقول ذلك لأن ما حدث في الايام الاولي للثورة من غياب أمني كامل.. ومن ان الشرطة نفسها لم تستطع حماية مراكزها وأقسامها.. حتي مديريات الامن.. لم تجد من يحميها فوجدنا دبابات القوات المسلحة ومدرعاتها هي التي تحمي حتي اقسام الشرطة والمديريات، بعد ان تعددت عمليات الاقتحام هنا وهناك وبعد ان وجدنا رئيس الوزراء يعجز عن دخول مكتبه وبعض المحافظين حاصرتهم المظاهرات فمنعتهم من الدخول أو الخروج.. وتكبلت أيدي الكل فلا عمل ولا انتاج.. والكل بات في انتظار ما تأتي به الايام.. إننا نرجو أن يحمي الثوار أنفسهم، بأنفسهم، في ميدان التحرير وفي كل ميادين مصر ليمنعوا البلطجية من استغلال الشعور الجماعي.. فيندسوا بين الثوار.. وكلمة من هنا واخري من هناك فيفلت النظام من الثوار.. وتقع الواقعة.. أو أن يستغل رجال النظام السابق احتفال المصريين بذكري الثورة الكبري فيندفع رجال منهم إلي هذه المواقع الحيوية يحرقون ويدمرون.. بينما السلطة مشغولة بتأمين الميادين.. والشوارع.. وما أكثر المواقع الحيوية.. ولم تعد الحكاية حكاية كنيسة هنا، وهناك أو ربما معبد يهودي فتقع الواقعة.. ثم ان حدود مصر مفتوحة.. فالانفاق تحت كل رفح قادرة علي دخول وخروج السيارات.. فما بالنا بالاسلحة والمتفجرات.. والمغاوير، وحدودنا الغربية تخترقها عصابات الاسلحة والمخدرات.. وكم أتمني أن ترسل القيادة المصرية رسائل واضحة لمن يدير الامور في قطاع غزة.. إلي حماس وتنظيماتها وان تكون الرسالة واضحة وهي ان مصر لن تسمح بأي اختراق لحدودها ومن ثم لأمنها.. وان تكون رسالة شديدة القوة.. وكفي ما يحدث من اختراقات لهذه الحدود ومن تهريب اسلحة وتفجيرات لخطوط الغاز.. وان تقول لهم: من يريد ان يضرب اسرائيل فليضربها من عندهم، من غزة.. ففي مصر ما يكفيها من مشاكل.. بسببهم وبسبب غيرهم.. نقول ذلك بعد ان ثبت لدينا ان بعض عمليات اقتحام السجون وأقسام الشرطة ثم تدبيرها وتنفيذها من هناك، من داخل غزة.. وان مصر وهي مشغولة بأمورها لم تنس القضية ومضت قدماً في عمليات التفاوض لاطلاق الاسري لدي اسرائيل.. حتي تمت الصفقة.. اننا نتمني ان تحمي الثورة نفسها.. بنفسها، وان تطارد أي بلطجي يحاول الصيد في المياه الكثيرة التي تجري تحت الارض الآن.. حتي لا يقال كنا نتوقع أن يأتوا من الشرق.. فجاءوا من الغرب، وحتي لا نوقع مرة اخري بين الشعب وقوات الامن.. أو حتي لا ندفع القوات المسلحة إلي دور ليس دورها.. والمطلوب الآن: ميليشيات من الثوار.. لحماية أمن الثورة في الميادين.. وميليشيات تحمي المباني العامة والمنشآت والمباني التاريخية.. وقصور الرئاسة.. وأيضاً حماية الطرق المؤدية إلي السجون الكبري حيث رجال النظام وفلوله.. وكذلك المؤدية إلي المركز الطبي العالمي توقعاً لأي حدث ولأي عملية غير متوقعة.. خصوصاً وان المحاكمات لا تلقي رضاءً من قطاعات كبيرة من الشعب.. نريد أن تمضي ذكري الثورة بيضاء نقية.. وكفي الدماء التي سالت في الاسبوع الاول من الثورة.. وتلك التي وقعت بعد ذلك.. وتعالوا نبدأ صفحة جديدة، خصوصاً مع بدء جلسات مجلس الشعب الجديد..