رغم تحفظي علي المظاهرات التي يتم تنظيمها كل يوم جمعة في ميدان التحرير ومصطفي محمود والحسين وأمام المنصة والعديد من الميادين الرئيسية بالمحافظات.. فإن لها خاصة مظاهرة جمعة الغضب الثانية أمس جوانب إيجابية تستوجب الإشارة لها والإشادة بها. إيجابيات نشير إليها انطلاقاً من الأمانة التي في أيدي أصحاب الأقلام. ونشيد بها لأن هذا حقها علينا وحق من ضحوا بدمائهم وجادوا بأرواحهم درءاً للمفاسد وتطلعاً لغد أفضل. * * * وحتي لا يتخذها المرضي والمتسلقون علي أكتاف الثورة ذريعة ومادة لحكاوي القهاوي التي يطلقونها.. فإن تحفظي ينبع من ركيزتين أساسيتين: * الأولي: أن الأهداف الرئيسية للثورة قد تحققت بالفعل. حيث سقط النظام.. ورموزه الآن ما بين سجين تلاحقه جرائمه. أو ينتظر حكم القضاء فيما ارتكبت يداه. وأصبحنا بالفعل علي أبواب ديمقراطية حقيقية وحريات متكاملة ومتعددة لأول مرة منذ سبعة آلاف عام. ونسعي لعدالة اجتماعية كما يجب أن تكون. * الثانية: أننا في أشد الحاجة اليوم قبل الغد إلي دعم اقتصادنا.. وهذا لن يأتي إلا بالعمل الجاد والمخلص لزيادة الإنتاج وضخ موارد جديدة في شرايين الموازنة. وتوفير فرص العمل للشباب والاستقرار الأمني بما يسمح بهدوء الشارع وأمانه. وعودة السياحة مرة أخري وهي أحد الموارد الرئيسية للدخل القومي. ومن المؤكد أن كثرة الاعتصامات والمظاهرات والمطالب الفئوية تعرقل تحقيق هذه الأهداف.. خاصة في ظل تجاوزات تحدث معتمدة علي الغياب الأمني في كثير من المناطق أو تفشي البلطجة وانتشار البلطجية المدججين بكافة أنواع الأسلحة أو الفهم الخاطئ والمضلل للحرية. ولعلنا لاحظنا كم الجرائم التي ارتكبت خلال ال 24 ساعة الماضية واستهدفت أقسام شرطة الوراق بالجيزة والعطارين ومحرم بك والرمل والمنشية والمنتزه ومحكمة الجنايات بالإسكندرية وإحدي نيابات السويس.. وكلها بغرض تهريب مجرمين محبوسين علي ذمة قضايا.. بل وصل الانفلات إلي قيام مجموعة من الناس يستقلون سيارتين بإطلاق النار عشوائياً من رشاشات أؤكد.. رشاشات في شارع البطل أحمد عبدالعزيز بالمهندسين مستغلين انشغال الشرطة بتأمين المتظاهرين بميدان التحرير في "جمعة الغضب الثانية"!! لكن.. في نفس الوقت.. يجب علي الحكومة أن تكون لديها حلول جاهزة وأفكار مبتكرة للمشاكل المجتمعية والفئوية المختلفة وفق سياسات واضحة وبرامج زمنية محددة ومعلنة. وأن تجمع هذا الكم المهول من الأسلحة التي يحملها المواطنون علانية في الشوارع وكأنه لا توجد دولة ولا حكومة ولا شرطة ولا قانون! * * * أما الإيجابيات التي تستوجب الإشارة والإشادة فهي في صورة خمس رسائل محددة: * الأولي: تؤكد استمرار الثورة وأن شبابها ورجالها ونساءها وشيوخها وأطفالها لن يتوانوا عن حمايتها من الوأد أو الموت الإكلينيكي. * والثانية: تعلن تصحيح مسار الثورة كلما جد جديد أو حاول البعض اختطافها والانحراف بها إلي طريق آخر غير الذي رسمه لها أصحابها الحقيقيون وليس الذين تسلقوا علي أكتافها أو يدعون أنهم ثوار!! * والثالثة: تطالب بحساب وإقصاء الوزراء والمحافظين الذين لم يؤدوا عملهم كما يجب أن يكون ولم يقدموا جديداً في إطار الرقابة والمتابعة الفورية لكل مسئول في الدولة. * والرابعة: تثمن جهود المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتشيد بعد اللَّه سبحانه وتعالي بفضله في حماية ونجاح الثورة والحفاظ علي المكتسبات التي حققتها. * والخامسة: تذكر الجميع.. بأن ميدان التحرير مفتوح.. وهو نقطة انطلاق الثورة في 25 يناير.. واليوم.. وغداً. * * * إنها إيجابيات كان لابد من ذكرها حتي يعلم المعارضون لجمعة الغضب الثانية كيف يفكر شباب الثورة. وماذا يريدون بالضبط كي لا يختلط الحابل بالنابل. وتُكال إليهم الاتهامات بلا دليل. إنه شباب وطني وناضج.. محب لهذا البلد.. عانَي كثيراً وأضير أكثر.. وآن له أن يجني ثمار ثورته التي دفع ثمنها غالياً.. منذ أن كانت فكرة وحلماً حتي أصبحت حقيقة علي الأرض. ** آخر الكلام: * خيراً فعل المجلس الأعلي للقوات المسلحة عندما قصر مهمته علي حماية المنشآت الحيوية تاركاً حماية ميدان التحرير للشرطة والمتظاهرين أنفسهم. البعض يحاول جر رجل القوات المسلحة لدخول الميدان بحجة أن هذا واجبها المفروض عليها منذ تفجرت الثورة.. ولكن يقيني أنها لن تنخدع بذلك. هذا البعض يريد أن يتصادم الجيش مع الشعب.. وهذا لن يكون.. لن يكون. * أؤيد بشدة حل المجالس المحلية.. الباب الملكي للفساد.. وأطالب بعزل كل رؤساء الأحياء ونوابهم. وتعيين رؤساء ونواب جدد من شباب الثورة.. فهم الأحق بهذه المناصب والأجدر علي نسف الفساد الموجود بالمحليات وتطهير البؤر العفنة فيها. * بعض أقباط أمريكا يطالبون أقباط مصر بالخروج علي الكنيسة!! شفتم المهزلة التي نحياها؟!.. موريس صادق يصر علي طلب الحماية الدولية واحتلال مصر. وزبانيته يقلبون أقباطنا علي الكنيسة!! ثقوا.. مصر ستظل في رباط إلي يوم الدين.