تحولت حياتى لجحيم، وفكرت كثيراً فى الانتحار بعد فشلى فى إقناع زوجى أن يتغلب على شعوره بالغيرة المجنونة دون مبررات.. والتى جعلتنى أشعر فى بعض الأوقات بعدم الرغبة فى الاستمرار معه، حاولت كثيراً أن أقنعه بأننى أحبه فهو بالنسبة لى الحياة، وأن عينى لا يمكنها أن ترى رجلاً غيره، لكن دون جدوى، بعد أن سيطرت عليه نار الغيرة وصار يتصرف كالمجنون .. بهذه الكلمات بدأت الزوجة تروى تفاصيل مأساتها التى تعيشها مع زوجها الذى قرر أن يعزلها عن العالم ويبعدها عن أصدقائها وأهلها وكأنها ملكه بسبب داء الغيرة. تحاول أن تتغلب على دموعها بعد أن انهار العش الصغير الذى طالما عاشت تحلم به.. وتستكمل حديثها قائلة «زوجى بيغير علىّ منذ أن تعرفت عليه.. فهو يريدنى ألا أذهب إلى أى مكان بدونه، حتى الهاتف المحمول منعنى من الرد على أى مكالمات قبل أن أخبره، ظل هكذا طوال فترة الخطوبة وظننت أنه قد يتغير بعد الزواج فالكثير من الرجال يشعرون بالغيرة الشديدة خلال تلك الفترة، لكن خاب ظنى بعد الزواج زادت غيرته إلى حد لا يطاق، منعنى من الخروج نهائيا من المنزل أو حتى الوقوف فى الشرفة، كما منعنى من فتح الباب لأى شخص حتى لو كان والدى أثناء عدم وجوده فى المنزل وكأننى أعيش فى سجن. وتابعت الزوجة: عانيت كثيراً من تصرفاته معى، ولكننى كنت أتحمل من أجل الحفاظ على بيتى، إلى أن طالبته فى أحد الايام أن أذهب إلى منزل أهلى لأن والدى مريض، وأريد أن أطمئن عليه .. خاصة أننى لم أر أسرتي منذ فترة طويلة، فوافق وذهب معى.. وعندما شاهدت شقيقى البالغ من العمر 6 سنوات قمت باحتضانه وتقبيله وهنا كانت الكارثة حيث فوجئت بزوجى يمسك يدى ويشدنى بكل عصبية وتشاجر معى أمام الجيران، وعندما حاولت أسرتى التدخل وإقناعه بأن الامر لا يستدعى كل ما يفعله، قام بالتشاجر معهم أيضاً مطالباً منهم ألا يتدخلوا بيننا، وأخذنى بالقوة إلى بيتى، وهناك تعدى علىّ بالضرب المبرح، وقام بحبسى فى البيت، حيث كان يغلق الباب علىّ من الخارج، حينها أيقنت بأن الحياة معه باتت مستحيلة فزوجى ليس غيورا فقط ولكنه شخص مريض لا جدال فى ذلك، كيف يغضب كل هذه الغضبة بمجرد أن احتضنت شقيقى الصغير صاحب الست سنوات، إنه حاول الفتك بى سيدى القاضى، فهل هذا يمكن أن تطلق عليه زوج غيور على زوجته ورغم أن الغيرة شىء محمود فى بعض الأحيان، ولكن فى حالتي حولت حياتى إلى جحيم لا يطاق، فهذا الزوج يغير من والدى وأشقائي وممكن أمى.. فهل هذه حياة لكى أستمر فيها، حزينة والألم يكاد يقتلنى على هدم بيتى الصغير الذى بنيته بكل مشاعرى، ولكن ما العمل.. هذا قدرى، هذا نصيبى، هذا مصيرى، حبسنى وأغلق أبواب المنزل بالجنازير.. منع عنى كل شىء ولو استطاع منع الهواء لمنعه، تمكنت من الهروب من المنزل فى غفلة منه، نجوت بحياتى، حاولت أسرتى إصلاح ذات بيننا ربما يكون هناك أمل ولكن تلك أحلام داهية.. وضياع للوقت جئت إلى بيت العدالة.. أقمت دعوى خلع لأنه بديهى أن يرفض طلاقى منه، فهو تصور أنه ملكنى وأننى قطعة أثاث فى شقته. أتوسل إليك سيدى.. انقذني من هذا الجحيم بالقانون.. بالعدل.. بالإنسانية.