تباينت آراء عدد من الخبراء، حول الاقتراح البرلماني بتدريس "فيس بوك" ووسائل التواصل الاجتماعى للتلاميذ في المدارس، فمنهم من رأى أنه مضيعة للوقت ولاداعي لدراستها نظرًا لعدم قدرتهم على إستيعابها في المرحلة الابتدائية، فضًلا عن أنها ستسهم في نقل الأفكار السلبية لهم. ورأى البعض الاخر، ضرورة تدريس " فيس بوك" في المدارس، وذلك لان هذه الوسائل أصبحت ضرورة في المجتمع، وبالتالي ستسهم في زيادة المعرفة لدى الطلاب، شريطة تحسين إستخدامها بطريقة سليمة. وقد إقترحت لجنة التعليم بمجلس النواب بضرورة تدريس "فيس بوك" ووسائل التواصل الاجتماعى للتلاميذ فى المدارس المصرية، بدءًا من الصف الأول الابتدائى، للتوعية بأضرار ومخاطر "فيس بوك" من ناحية، إلى جانب حث الأطفال على التعامل مع هذه الوسائل بشكل يحقق نفعا واستفادة، بدلا من أن يكون بوابة للخطر والتطرف. وفي هذا الصدد، علق الدكتور علي فارس، مدير تطوير مناهج وإستراتيجية التعليم الفني، على الاقتراح البرلماني بدراسة " الفيس بوك" ووسائل التواصل الاجتماعي للتلاميذ بالمدارس قائلا: " مضيعة للوقت "، لافتًا إلى أن الطلاب ليس لديهم قدرة لإدراك هذه الوسائل والتعامل معها. وأشار، في تصريحات خاصة ل" بوابة الوفد"، إلى أن العملية التعليمية ليست بحاجة إلى دراسة تلك الوسائل؛ مشيرًا إلى أن مرحلة التعليم الابتدائي من أهم وأخطر المراحل لدى الطلاب، لذلك يجب التأسيس على مناهج ووسائل تعليمية يستفيد بها التلاميذ خلال المراحل العمرية. وطالب فارس، البرلمان بضرورة النظر إلى أزمات التعليم التي تكمن في كثافة الفصول ،وتوفير إدارة واعية ومدركة لدورها بالمدارس، نظرًا لان معظم مشاكل التعليم تأتي من المرحلة الابتدائية، فضًلا عن توفير معامل كمبيوتر وعلوم في المدارس تفي بأهداف العملية التعليمية ،بدلا من إقتراحات ليس لها أي داعٍ لدراستها. وذكر مدير تطوير مناهج وإستراتيجية التعليم الفني، أن مصر تحتل المرتبة رقم 140 والأخيرة في التصنيف العالمي بالنسبة لقطاع التعليم، ولابد من الوصول إلى حلول عاجلة لاصلاح هذه المنظومة بدلا من الدخول في نفق مظلم، على حد قوله. ورفض الدكتور عادل النيجيدي، عميد كلية التربية جامعة أسيوط، فكرة دراسة " الفيس بوك" بالمدارس ولاسيما في المرحلة الابتدائية، نظرًا لأن في تلك المرحلة تتعلم التلاميذ برامج القراءة والكتابة، فلاداعي من تشتيت فكرهم بوسائل أخرى. وأكد النيجيدي، أن مرحلة التعليم الأساسي تبدأ بتنمية مهارات وقدرات الطلاب ،وإمدادهم بمعلومات صحيحة خاصة بالمناهج، وبالتالي فإن إضافة أي معلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ستكون مغلوطة، الامر الذي سيؤدي لنقل أفكار سلبية حول التطرف وغيره،مؤكدًا أنه يصعب تطبيق هذا المقترح. فيما رحبت الدكتورة سامية خضر،أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس، بهذا المقترح، لافتة إلى أن هذه المواقع أصبحت ضرورة لمواكبة العصر، وأنها أصبحت إحدى الوسائل الاعلامية مثل التليفزيون وغيره. واختتمت خضر، حديثها قائلة: "تطبيق هذا المقترح له إيجابيات في زيادة المعرفة لدى الطلاب، ولاسيما إذا تم تعليمهم بطريقة سليمة عن مميزات وإيجابيات هذه الوسائل، مشيرة إلى أنها ستكون لها تأثيرات سلبية على الأطفال إذا أساءت إستخدامها على حد تعبيرها".