قال الشيخ راشد الغنوشى، مؤسس حركة النهضة الاسلامية بتونس، إن سبب بعده عن المشهد السياسى فى تونس هو الرغبة فى التفرغ للشئون الاستراتيجية، قائلاً إن الحياة ليست كلها سياسية، فهناك مجالات إستراتيجية، وإصلاحية أهم من السياسية. وقال الغنوشى، خلال لقائه في برنامج "آخر الكلام" على "أون تى فى" مساء اليوم الثلاثاء، إن هناك تصميم في مصر لإستكمال طريق الديمقراطية، مشيراً إلى وجود تشابة كبير بين النمط المصري والتونسي بعد الثورة. وأوضح إلى أن التشابه فى أوضاع العالم العربى، سيمتد بالثورة لكل هذه الدول، منوهاً أن هناك حكاماً أذكياء يقومون بعلاج بعض القصور فى آدائهم، لتجنب قيام الثورةضدهم، مثلما يفعل "ملك المغرب" حسب قوله. وأشار الغنوشى إلى أن الثورة حل راديكالى وليس الأفضل فى إصلاح أحوال الدول، قائلاً إن الرؤساء العرب "بن على، ومبارك، وعبد الله صالح" رفضوا ذلك الإصلاح، فكانت نهايتهم مزرية، مضيفاً أن الثورة السورية ناجحة، وأن استمرار الأسد فى منصبه ما هو إلا غباء شديد منه. ونوه بأن الثورات العربية هى مدخل لإثبات أن الاسلام السياسى لا يتعارض مع الحريات والديموقراطية، مؤكداً أن العنف الذى قامت عليه الثورة الليبية، كان عنف شعبى وهذا ما سيجعلها تنجح فى إصلاح ليبيا. وألمح الغنوشى إلى أن هناك صعوبات ستواجه دول الثورات العربية، لأنها تجرب الديموقراطية لأول مرة، مضيفاً أن هناك تحديات تواجه هذه الدول، منها كيفية تحقيق مطالب الجماهير التى عانت كثيراً. وحول العلمانية التركية، فى ظل حكم حزب له مرجعية إسلامية، قال الغنوشى إن تركيا لها وضع خاص، وأنها قامت بثورة فى الفكر، فالأتراك استطاعوا الخلط بين الدين والعلمانية، وهذا ما لن يحدث فى الدول العربية "وفقاً حديثه".