"التعايش السلمي بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم، ومد جسور التعاون بين الشرق والغرب، العيش المشترك، وترسيخ السلام بين الناس".. كانت هى أهم الأهداف التى أطلق من خلالها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مبادرته التي دعا فيها إلى عقد حوار مشترك بين حكماء الشرق والغرب فى 2015. ومنذ طرح المبادرة من جانب الإمام الأكبر عقدت حتى الآن 4 جولات بين حكماء الشرق والغرب تمت خلالها مناقشة القضايا الخلافية والجدلية بين الجانبين والحوار بين الأديان المختلفة والتأكيد على أنها جاءت لترسيخ السلام بين الناس وليس الإرهاب والقتل وسفك الدماء. وتنطلق غدا الأربعاء فى القاهرة الجولة الخامسة من حوار حكماء الشرق والغرب لتتناول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، منها آليات تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك، ودور القادة الدينيين في نشر قيم التعايش والتسامح. وترصد "بوابة الوفد" فى التقرير التالى جولات الحوار الأربع وما تم خلالها من مناقشات. جولة فلورنسا انطلقت هذه الجولة في يونيو 2015 بمدينة فلورنسا الإيطالية نتيجة مبادرة من مجلس حكماء المسلمين الذي يترأسه شيخ الأزهر، طرحها على مجموعة من حكماء الغرب الذين توسم فيهم الرغبة الصادقة في الانفتاح على الشرق ومد جسور التعاون، من أجل التعايش السلمي بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم. وألقى شيخ الأزهر الكلمة الرئيسة للملتقى، أعقبتها محاضرة لأندريا ريكاردي، مؤسس جمعية "سانت إيغديو" المستضيفة لهذا الحدث العالمي. وتناول لقاء فلورنسا ثلاثة محاور أساسية تتمثل فى "الشرق والغرب والسبيل إلى التفاهم" و"العيش المشترك في ظل العولمة" و"رسالة الشرق والغرب إلى العالم المعاصر"، وهي المحاور التي وضعها مجموعة من المفكرين والأكاديميين في اجتماعات تحضيرية بهدف تناول حوار الحضارات والأديان من كافة جوانبه وطرح مقاربة شاملة للإجابة قدر الإمكان على كل الأسئلة الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية. جولة باريس بعد انتهاء الجولة الأولى تم الاتفاق على عقد جولة ثانية وحددت لها مدينة باريس الفرنسية فى مايو 2016، حيث قال الدكتور علي النعيمي أمين عام مجلس حكماء المسلمين، إن اختيار العاصمة الفرنسية لانعقاد الملتقى في دورته الثانية لم يكن اعتباطا بل جاء لمواساتها والتضامن معها إثر الاعتداءين الغاشمين اللذين تعرضت لهما، مؤكدا أن هذه الأعمال الإجرامية التي ارتكبت باسم الدين تخالف كل تعاليم الأديان السماوية وقيم الإنسانية. وحضر الجولة ممثلين من مختلف الديانات حول العالم، كما دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى هذه الجولة الأئمة في الغرب للانتقال من فقه الأقليات إلى فقه الاندماج وحذر من أن تهميش المسلمين في الغرب أدى إلى تطرف بعض أبنائهم، مضيفا أن المسلمين عليهم أن يعوا أن المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الدين. جولة جنيف جاء الدور على مدينة جنيف السويسرية لتكون مقر انعقاد الجولة الثالثة من حوار حكماء الشرق والغرب وقد عقدت الجولة فى سبتمبر 2016 ودعا الإمام الأكبر فيها إلى تدشين مشروع إنساني عالمي متكامل من أجل نشر السلام في كافة ربوع العالم والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش المشترك. وأكد أنه لم تعد تكفي الإدانات والبيانات التي تصدر من أهل الأديان ضد عمليات العنف والإرهاب وخطابات الكراهية، مشيرا إلى أن الأديان جاءت لترسيخ السلام بين الناس، كما أن الإرهاب لا يفرق بين متدين وملحد أو بين مسلم وغير مسلم، وأن المسلمين أكثر من يدفعون ثمن هذا الإرهاب من دمائهم وأشلائهم . جولة أبوظبى عقدت الجولة الرابعة من الحوار فى مدينة أبوظبى الإماراتية فى نوفمبر 2016 بالتعاون مع الطائفة الأسقفية الإنجليكانية، بعنوان "نحو عالم متفاهم متكامل". وألقي الإمام الأكبر، الكلمة الرئيسة في افتتاح الجولة الرابعة من الحوار، بحضور جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري ورئيس الطائفة الأسقفية الإنجليكانية، وممثلي الطائفة الأسقفية الإنجليكانية، وأعضاء مجلس حكماء المسلمين. وتناولت جلسات الحوار، العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ منها التعددية الدينية، مبادرات وتجارب في العيش المشترك والتسامح، ودور الأديان في تعزيز المواطنة، كما عقدت جلسة خاصة لعرض المبادرات الناجحة، مثل مبادرة بيت العائلة المصرية. وقد ختمت الجولة بتوصيات أكدت ضرورة نشر ثقافة السلام بين المجتمعات والعمل على خلق حوار مجتمعي، إسلامي مسيحي يكون فيه دور للمجتمع المدني في فهم وتصحيح صورة الآخر. جولة القاهرة وتنطلق غدا الأربعاء، الجولة الخامسة للحوار بين حكماء الشرق والغرب التي يترأسها الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومجلس الكنائس العالمي. وتنعقد هذه الجولة من الحوار بين مجلس حكماء المسلمين ومجلس الكنائس العالمي تحت عنوان "دور القادة الدينيين في تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك"، بحضور أعضاء مجلس حكماء المسلمين، وأعضاء مجلس الكنائس العالمي، والأمين العام لمجلس الكنائس القس الدكتور أولاف فيكس. تتناول الجولة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، منها آليات تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك، ودور القادة الدينيين في نشر قيم التعايش والتسامح.