"عملية السلام فى الشرق الأوسط والتوصل إلى حل نهائى بشأن وضعية القدس وتعضيد الحوار بين الأديان".. هى أبرز معالم سياسة مصر والفاتيكان تجاه القضايا الأساسية على مدى 70 عاما من العلاقات الدبلوماسية والثنائية بين البلدين. وتحتفظ مصر والفاتيكان بعلاقات ودية ومستقرة منذ بدء تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في 23 مايو 1947 والتى تتزامن زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى مصر يومى 27 و28 أبريل الجارى مع مرور سبعين عاما على تلك العلاقات التى تتنوع ما بين العلاقات الثقافية والتعليمية والدينية. ويوجد اتفاق عام في سياسة الدولتين تجاه قضايا أساسية، وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط والتوصل إلى حل نهائي بشأن وضعية القدس، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وتعضيد الحوار بين الأديان (الإسلامي – المسيحي)، والحفاظ على الترابط الأسري، وتحريم الإجهاض والمحافظة على البيئة، ومكافحة الإرهاب. وتتمثل العلاقات بين البلدين فى العلاقات الثقافية والدينية، حيث يثمن الفاتيكان الدور الذي تلعبه مصر في مجال الحوار الإسلامي – المسيحي، كما يعتبرها ركيزة أساسية على هذا الصعيد بالنظر إلى مكانتها التاريخية في العالم الإسلامي من جانب، ولاحتضانها الأزهر الشريف على أراضيها من جانب آخر. ويوجد تنسيق قائم بين الدولتين على الصعيد الديني من خلال اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر والمجلس البابوي للحوار بين الأديان، الذي تم التوقيع على إنشائها في 28 مايو 1998 بالفاتيكان. وعلى صعيد العلاقات فى التعليم فإن الفاتيكان يخصص عدداً من المنح الدراسية للطلاب الذين توفدهم الكنيسة الكاثوليكية بمصر بغرض دراسة العلوم الدينية والفلسفية والقانون الكنسى بجامعات ومعاهد الفاتيكان المتخصصة. بينما لا توجد أى علاقات اقتصادية بين البلدين في ضوء الطبيعة الخاصة لدولة الفاتيكان، التى لا توجد علاقات تجارية تربطها بأي من دول العالم. وفيما يلى أبرز الزيارات المتبادلة بين رؤساء مصر والفاتيكان والوفود الرسمية بين الدولتين: زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لمصر زار البابا الراحل يوحنا الثانى القاهرة بناء على دعوة من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يوم 24 فبراير 2000، وكان في استقباله عدد من الوزراء ومسئولو الدولة. واصطفَّ لاستقباله آلاف من طلبة المدارس الكاثوليكية في مصر التي تبلغ 168 مدرسة كاثوليكية، أبرزها مدارس الراهبات، والجزويت، والفرير، والراعي الصالح، وسان جورج. وبدأ البابا يوحنا الثاني برنامجه بمحادثات مع الرئيس محمد حسني مبارك في مطار القاهرة، تتناول مسيرة السلام في الشرق الأوسط، والعلاقات الثنائية، ومستقبل المنطقة ثم قام البابا بزيارة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كما زار شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في مقر مشيخة الأزهر. وفي 25 فبراير صلى البابا يوحنا الثاني قداسا في ستاد القاهرة حضره نحو 23 ألف مسيحي من الطوائف المختلفة، وشارك في القداس البطاركة والأساقفة الكاثوليك فى المنطقة من أقباط ومارونة ويونانيين وأرمن وآشوريين وكلدان، وأقيم القداس بسبع لغات. زيارة مبارك للفاتيكان زار الرئيس الأسبق مبارك الفاتيكان يوم 13 مارس 2006 حيث التقى البابا بندكت السادس عشر، ذلك للمرة الأولى منذ استلام البابا مهام الكرسى البابوى وتطرقت المحادثات الثنائية إلى العلاقات الطيبة التي تجمع مصر والفاتيكان، واستعرضت مستقبل السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وتم تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع فى العراق وإيران. زيارة أبوالغيط التقى وزير الخارجية أحمد أبوالغيط فى 6 نوفمبر 2007 المونسينيور دومينيك مامبرتى وزير خارجية الفاتيكان، وتطرقت المحادثات حول سبل التعاون المشترك بين مصر والفاتيكان في القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك وبصفة خاصة عملية السلام والأوضاع فى لبنان والسودان. زيارة البابا تواضروس عقب تجليس البابا فرنسيس على كرسي الفاتيكان يوم 13 مارس 2013، استقبل البابا تواضروس الثانى بالقصر الرسولي بالفاتيكان في يونيو من نفس العام، خلال الزيارة التي قام بها البابا تواضروس الثاني إلى روماوالفاتيكان. وخلال الزيارة، تم عقد لقاء ثنائى مغلق بين البابا تواضروس والبابا فرنسيس بعيدا عن وسائل الإعلام، حيث تناول الأحداث التى تمر بها مصر، كما تناول العلاقات البابوية بين الكنيستين التى أعلنت عن توحيد مسيحيى العالم. زيارة السيسي في 24 نوفمبر 2014 وفي أول زيارة لرئيس مصري للمقر البابوي بالفاتيكان منذ 8 سنوات، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، تلبية للدعوة الموجهة إليه من قداسة البابا. وأكد الجانبان خلال اللقاء على استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان عن طريق إعادة تفعيل لجنة الحوار المشترك مع الأزهر الشريف للبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانتان الإسلامية والمسيحية والتي يمكن البناء عليها لتعزيز التعايش المشترك بين الشعوب وتدعيم جهودهما فى مواجهة الأفكار المتطرفة. زيارة شيخ الأزهر فى 22مايو 2016 زار الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين الفاتيكان، واستقبله البابا فرنسيس، وبحث الجانبان جهود نشر السلام والتعايش المشترك في زيارة هى الأولى من نوعها في تاريخ المؤسستين الدينيتين، كما ناقشا تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل نشر ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب والمجتمعات. وفد ثقافى يزور مصر فى 16يوليو 2016 قام وفدا كنسيا من الفاتيكان ضم كلا من الأب أنزو فورتنانتو و الأب ماورو جامبيتى، من كاتدرائية القديس فرنسيس البابوية فى مدينة آسيزي، بزيارة لمصر. والتقى بالوفد حلمى النمنم وزير الثقافة حيث بحث الجانبان التعاون ما بين وزارة الثقافة المصرية والكاتدرائية في عمل مبادرة دولية لتحاور الأديان والتبادل الثقافي وإقامة مؤتمر دولى عام 2019 عن "حوار الثقافات" يتم الإعداد له وتنظيمه من الآن. زيارة البابا فرنسيس المرتقبة ويزور البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مصر يومى الخميس والجمعة المقبلين تلبية للدعوة الموجهة من الرئيس عبدالفتاح السيسي. ويتضمن برنامج زيارة البابا فرنسيس لقاء الرئيس السيسي وزيارة مشيخة الأزهر للالتقاء بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وزيارة الكاتدرائية المرقسية للالتقاء بالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكذلك زيارة الكنيسة الكاثوليكية.