عندما يدعو أحد المعتوهين سياسياً لمحاصرة البرلمان وتشكيل دروع بشرية حوله لمنع أعضائه المنتخبين من دخوله بحجة أنه برلمان مزور فهل نترك مثل هذا المخرب ينفث سمومه بين الشباب أم نتدخل لنحمي المجتمع من جنونه هو وأمثاله من شياطين الإنس. لأول مرة في مصر نعرف ظاهرة العناصر المفخخة.. فقد رأيناها في الأراضى المحتلة والعراق وأفغانستان.. وهم أناس فضلوا مصلحة الوطن علي حياتهم ولم يهابوا الموت، وأحاطوا أجسادهم بالمتفجرات من أجل إعلاء شأن الوطن ومقاومة المحتل. أما في مصر فلدينا أيضاً عناصر مفخخة ولكنها تختلف عن الأخرى، فهؤلاء أناس سخروا ألسنتهم ومالهم الحرام من أجل تفجير الوطن وإيقاع أكبر عدد من الخسائر بين أبنائه.. تراهم دائماً متعطشين للدم.. يرقصون ابتهاجاً لوقوع كل شهيد جديد.. كائنات شيطانية ترتدى ثياب البشر وما هم ببشر ينتظرون «المناسبات» لإشعال الفتنة وإسالة الدم المصري، وإن لم يجدوها اخترعوها.. فهذا يوم القصاص، وهذه جمعة حق الشهيد.. لا تهم الأسماء لكن ما يهم هو اختراع «مناسبة» جديدة تسيل فيها الدماء أنهاراً ويسقط فيها العشرات يتحرشون بالأمن ولما لم يجدوا قوات شرطة يتحرشون بها لإشباع نهمهم للدماء اتجهوا إلي رجال الجيش، ففي كل يوم يبذلون قصارى جهدهم من أجل التربص بالجيش وافتعال الأزمات ولا تهدأ نفوسهم إلا بدماء الشهداء وإزهاق أرواح الأبرياء، تجارتهم الأولى دماء الشهداء والمصابين وبضاعتهم الوحيدة إشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، قد تسألوني من هم هؤلاء؟! فأجيبكم هؤلاء للأسف منهم رجال دين وهم أبعد ما يكونون عن الدين الحنيف الذي يمنع ويحارب الفتنة وإشعال الأوطان وقتل وترويع الأبرياء.. وللأسف كلمتهم مسموعة لأنهم يزوقون كلامهم ب «قال الله قال الرسول».. فتصغي لهم الآذان.. وتنشرح لهم الأنفس، ومنهم أشخاص أطلقوا علي أنفسهم اسم نشطاء سياسيين وهم أناس باعوا ضمائرهم للشيطان.. ينفذون تعليمات أسيادهم بكل همة ونشاط ولو علي أشلاء الوطن تسمع لهم في الفضائيات فتصبح أمام خيارين كلاهما مر.. إما أن تحطم جهاز التليفزيون بحذائك، أو أن يرتفع ضغطك أو نسبة السكر في دمك.. تشعر بأن الواحد منهم أو الواحدة منهن وكأنه يتبول علي المشاهدين من فمه، فهم لا يعرفون أقدار الناس ولا مكانة البشر يهينون الجيش ويسبون الرموز.. ويبثون سمومهم في كل اتجاه ونحو كل البشر وآخرهم سياسيون، وأصحاب سوابق يملكون المال الحرام وينفقون بلا حساب علي حرق الوطن وإشعال نار الفتنة ولما لاحقتهم الدولة قضائياً هاجوا وماجوا بعد أن شعروا أننا كشفناهم ووصلنا إلي ألاعيبهم وتمويلهم لأطفال الشوارع والبلطجية لإشعال الوطن وآخرهم أصحاب دكاكين حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية ونشر الوعي السياسي وهم حلقات مشتعلة في الطابور الخامس يقدمون المال الذي تلقوه من السفارات والدول المعادية والصديقة من أجل شيء واحد وهو إحراق مصر لحساب أسيادهم ومموليهم والسؤال الآن كيف نتعامل مع هذه العناصر المفخخة التي تعيث في البلاد فساداً وقتلاً وحرقاً هل نطالب بمعاملتهم حسب نظرية ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي قال إذا تعارضت الحريات العامة مع المصلحة القومية للبلاد.. فإن الثانية تصبح هي الأولى ولو على حساب الحريات العامة.. أما في مصر فكل ما تفعله الدولة هي الملاحقة القضائية ومحاولة كشف ألاعيبهم والسماح لهم بالدفاع عن أنفسهم.. ولم تصدر لهم قرارات اعتقال أو حتى لم نطبق عليهم رؤية كاميرون رئيس الوزراء البريطانى وإلا أخبرونى كيف نتقى شرهم قبل يوم 25 يناير القادم والذي أراد حلفاء الشيطان إفساد احتفالنا بثورتنا العظيمة وتحويله إلي مناسبة جديدة لإسالة مزيد من الدماء وسقوط العشرات من الشهداء وآلاف المصابين فهل نتركهم أم نضرب بيد من حديد علي أياديهم الآثمة.