كن ما ذنب الجيش المصري في تشويه تاريخه المشرف عبر العصور القديمة والحديثة, أهكذا يستباح حماة الوطن, أهكذا يعامل السند والعمد لقد عرف الجيش المصري بجسارته وحسن أخلاقه وقدرته علي ضبط النفس والتي مازالت تدرس خططه الحربية المصرية القديمة في أكاديميات العالم! لم أبك يوما مثلما بكيت علي أبي يوم أن مات! شعرت بأني بلا سند ولا عمد, كورقة اصفر عودها الاخضر فدنت للذبول, بكيت أبي وحزنت. فكم كان لي درعا وسيفا في انكساري وانهياري وإنهزامي,! كان الملاذ الآمن حين لايكون! تخيلت ساعتها أنه قد نضب البكاء وجف! ولكني أدركت بعد حين أن البكاء علي العزيز أبدا لايجف, وبأن الوطن الحر هو العزيز وهو الملاذ والسكن والسكينة والسكون وغصن الزيتون لمن يصلبونه أو لايعرفون معني السلام! فسلام علي مصر أرض الكنانة والمحبة والوئام! فبالامس القريب وفي مساء يوم الاحد الماضي المشئوم بكيت كأني لم أبك يوما في حياتي علي من يسلبون الوطن هيبته ويستبيحون درعه وسيفه, بكيت عندما رأيت جناة الفتنة يتلونون كالثعابين ينفثون سمومهم بالوقيعة بين الجيش والشعب, بمحور لطالما لعبوا عليه بقوة دون جدوي, وبسيناريوهات قديمة مشبوهة, منذ افول دولة مبارك, ولكنهم أحكموا في هذه المرة الحبكة الدرامية, حتي سالت الدماء الطاهرة لجنود الجيش البررة وأبناء من الوطن زج بهم كوقود لاشعال نار الفتنة غير المبررة, غير انها نوع من تفتيت الصف الوطني المتماسك في مصر منذ الاف السنين, وظلت الأحداث المؤسفة التي وقعت أمام مبني ماسبيرو ومتأججة بين الكر والفر حتي فجر يوم الثانين الموافق2011/10/1 م بين عناصر من قوات الجيش الذي كان يحمي الممتلكات العامة والخاصة والاخوة الاقباط الذين تظاهروا للمطالبة بحقوق مشروعة. غير أن البلطجة المأجورة ترعي دائما في تلك الاجواء المحفوفة بالمخاطر في شكل هذه التظاهرات والاعتصامات الاخيرة التي تبدو في ملمسها كملمس الحرير وفي داخلها تستعر النار بالاشواك المسمومة التي يغذيها المسئولون بعدم وأدها في المهد, بترك الملفات التي تجب معالجتها بسرعة البرق لاخمادها والعمل علي كيفية تفاديها بالقدرة علي استشراف الخطر الداهم بادارة الازمة وبتر عناصر الفساد بالتحليل السليم حتي لاتكون النتائج غير مرجوة العواقب وذلك بتفعيل القانون كالسيف علي رقاب الفاسدين, وخاصة أننا نعلم جميعا أن هناك من يتربص بالوطن بمخططات لها ملامح واضحة وضوح الشمس ومع ذلك نتلكأ في اتخاذ القرار فتحصد مصر بكل طوائف شعبها الخسران وينال منها المتربصون والمغرضون بتفتيتها إلي دويلات مابين الشمال والجنوب كما فعلوا بالسودان وبالعراق وأقاموا قواعد أمريكية في بلدان عربية لتسهيل المهمات وانقضوا علي ليبيا وسوريا واليمن وقتل الابرياء فيهم ونهب ثرواتهم ليحكم الحكام التبع علي أنقاض شعوبهم. وبما أن مصر لها وضع خاص شنت عليها حروب باردة لنهب ثرواتها بالاتفاق مع المخلوع منذ ثلاثين عاما واستيراد المسرطنات وسحب الريادة منها لكسب رضا امريكا لكي تقوي إسرائيل وتكون القوة العظمي في المنطقة, من هنا كانت قريبة من القلب المدنس بكراهية العرب وبسلام مزيف من قبلهم لايعرف العدل ولا السلام, وبعد نهاية دولة المخلوع كان لابد من الاستمرار بسيناريوهات كانت غير مفعلة وبمناوشات ربما تأتي ثمارها علي المدي البعيد بافتعال المشكلات كما يحدث الآن وتمويل العناصر المنفذة للمخططات في الداخل والخارج بأموال سرقت وهربت قد تعود أولا تعود حتي يخسر الشعب حاضره كما خسر ماضيه في الفترة السابقة وخرج بغير خطوة ايجابية للامام لوضع مصر في مصاف الدول المتقدمة. والآن يريدون الشعب أعزل بغير درع ولا سيف, والدخول في حرب أهلية يعلم الله مداها هو المطلوب لاهانة مصر المتمثلة في صورة الشعب والجيش ولكن من المسئول ومن اللائم ومن الملوم؟ هل سنظل هكذا نتخبط حتي يتوه منا الطريق أكثر فأكثر علي الرغم من علمنا به منذ البداية, لقد طفح الكيل بأنانية الاحزاب الضريرة وغير المسئولة ولا ملامح لرئيس منتخب يجمع عليه الجميع, ويري فيه الشعب ضالته المنشودة رحم الله ناصر والسادات اللذين علت مصر فوق جباههما فقتلا بغدر الخيانة والتي مازال حقدها الاعمي تتغذي عليه عناصر مشبوهة مازالت تلطخ أيديهم بدماء الأبرياء ومازالت تسعي لشكل سلطوي بحقد أسود وبسعار أهوج بتحالفهم مع الشيطان من اجل ذلك لامانع من بيع الوطن. ولكن ما ذنب الجيش المصري في تشويه تاريخه المشرف عبر العصور القديمة والحديثة, أهكذا يستباح حماة الوطن, أهكذا يعامل السند والعمد لقد عرف الجيش المصري بجسارته وحسن أخلاقه وقدرته علي ضبط النفس والتي مازالت تدرس خططه الحربية المصرية القديمة في أكاديميات العالم! أهكذا يعامل الجيش المصري الذين أوصي لهم الرسول صلي الله عليه وسلم حين قال( اذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيرا فانهم خير أجناد الارض وهم في رباط إلي يوم الدين) أهكذا يعامل افراد الجيش المصري الذي هزم الصلبيين والمغول الذين دمروا الدولة الاسلامية وامبراطورية الصين ودول روسيا ودخلوا قارة أوروبا حتي وصلوا إلي بولندا في قلب اوروبا. حقيقة لست أدري ماذنبهم حتي يقتلوا! لقد فطر المصريون علي الحب والسلام الداخلي ولذلك لم يكن لهم علي مر التاريخ حروب دموية عنيفة, وعرفت مصر بأنها حضارة جمعت فيها كل الأديان, وتاريخها هو تاريخ للحضارة الانسانية جمعاء وليس بغريب وهي أول دولة ظهرت كوحدة في التاريخ السياسي منذ7000 سنة من خلال التفاعل البشري الذي يجمع بين المادة والروح عبر الزمان في الأمكنة والازمنة ولذلك يصعب علينا اليوم أن نفرق في تحديد هويتها السياسية لتعددية الحضارات المختلفة التي لانزال في اكتشافات كنوزها حتي اليوم. كما ارتبط المصريون القدماء بالدين فأصبح جزءا من حياتهم كعقيدة في البعث والخلود, قبل بداية تبلور الاديان التوحيدية في العصر الحديث باختلاف الديانات الاسلامية والمسيحية واليهودية علي حد سواء واعطاء مفهوم الاله الواحد الذي نادي به أخناتون كإرهاصة مبكرة لفكرة الوحدانية فجميعنا نعرف الله ولكل منا الاختيار والمسئولية, ولكن ما ليس لنا فيه اختيار هو المساس بوحدة الوطن والعبث في مقدراته واضعاف هيبته, مطالبين في ذلك المجلس العسكري بتفعيل القوانين بشكل حاسم حتي لاتسول ذلك لكل ذي نفس ضعيفة الهوان والاستهانة بتراب مصر, وبتر كل مسئول ضعيف لايصلح لاتخاذ القرار!