بعد سنوات من القطيعة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية يتجدد الحديث هذه الايام عن انهاء الانقسام الفلسطينى وتحقيق المصالحة الفلسطينية بين قطبى العمل السياسى فى فلسطين، من جانبها حماس رحبت بمد يديها للسلطة الفلسطينية من جديد وهو ما قابلته سلطة رام الله بارتياح. يحاول كل طرف تقديم نفسه على أنه يرغب فى المصالحة لإنهاء معاناة الفلسطينيين ضحية الانقسام، وهو ما بدا واضحا فى تصريحات المسئولين فى غزةورام الله .. السؤال لماذا المصالحة الآن فى هذا التوقيت الصعب الذى تمر به الامة العربية؟. القضية الفلسطينية اصبحت على المحك وتواجه تحديات خطيرة قد تعصف بها فى ظل مشهد سياسى عربى مضطرب وانقسامات وخلافات بين الحكام والزعماء العرب على العديد من الازمات والمشكلات اهمها الملف السورى والعراقى والليبى واليمنى التى تهدد امن واستقرار العديد من الدول العربية، كما ان وصول ترامب المعادى للعرب والاسلام للسلطة فى البيت الابيض وانحيازه غير المسبوق لاسرائيل وتخليه عن فكرة حل الدولتين وتعقيدات المشهد العربى والاقليمى قد يكون هو الباعث وراء محاولة انهاء الإخوة الأعداء حالة الصراع بينهما فبمنطق المكسب والخسارة بقاء الانقسام بين حماس وفتح يضعفهما ويلحق بكل منهما الخسارة ويجعلهما من الماضى ولكن ما هى الضمانات الكافية لانهاء الانقسام بالفعل وحتى لا يكون مصير المصالحة كسابقتها فى الماضى محكوم عليه بالفشل والانهيار فقد التقت "حماس" و"فتح" اكثر من مرة واتفق الجميع على المصالحة لدرجة ان اتفاق تم بينهما فى الكعبة المشرفة قبل هبوب رياح الربيع العربى على انهاء الانقسام ولكن لم يكتب له النجاح لرفض أي منهما تقديم التنازلات للطرف الاخر ولكن يبدو ان الطرفين جادين فى هذا الاثناء على تقديم التنازلات والتراجع خطوة الى الوراء لاختلاف الظروف فلم يعد هناك ترف رفض المصالحة والتعنت فى مواصلة الانقسام فى هذا السياق. التقى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية مساء امس الأربعاء ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين في ضوء استمرار سياسة العدوان الاسرائيلي وتجاهل قرارات الشرعية الدولية، واستمرار التوسع الاستيطاني، وأعمال القتل التي تستمر بها سلطة الاحتلال في مختلف المناطق الفلسطينية. وقال الأحمد في تصريحات له عقب اللقاء ، إنه أطلع الأمين العام على الجهود والتحركات التي تبذلها القيادة الفلسطينية بالإسراع في إنهاء الانقسام من خلال تشكيل وحدة وطنية تلتزم ببرنامج منظمة التحرير من اجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، بالإضافة إلى حالة الحصار التي يعيشوها القطاع في ظل استمرار الانقسام واتخاذها ذريعة من قبل إسرائيل . وأضاف الأحمد أن اللقاء تناول أيضًا، التحركات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي في ضوء النتائج الإيجابية للقمة العربية الأخيرة التي عقدت في البحر الميت بالأردن الشهر الماضي والتي وحد القادة العرب كلمتهم من أجل إحياء عملية السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية في إطار حل الدولتين . وأشار إلى أن اللقاء ناقش التحركات التي قام بها القادة العرب مع الإدارة الأمريكية الجديدة بما فيها الزيارة المرتقبة لرئيس دولة فلسطين محمود عباس إلى واشنطن نهاية الشهر الجاري. وأوضح الأحمد، أن الأمين العام أكد خلال اللقاء حرصه على تجنيد جميع إمكانيات الجامعة العربية من اجل تحقيق الإعداد للحراك الفلسطيني والعربي من أجل تحقيق السلام العادل والدائم والتمسك بمبادرة السلام العربية التي اعتمدت عام 2002 في قمة بيروت . كما أكد الأمين العام خلال اللقاء، العمل لدعم جهود المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام باعتبار ذلك ضرورة أساسية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتأكيد ضرورة توحيد الكلمة والجهد العربي وتشجيع الحوار لحل كافة الأزمات التي تواجه المنطقة العربية حفاظًا على وحدتها وتضامنها وقطع الطريق على محاولات تفتيتها وتدميرها . وقال القيادي في "حماس" صلاح البردويل، عقب اجتماع مع الفصائل في غزة، باستثناء حركة "فتح"، إن حركته ترحب بوصول أي وفد من "فتح" من الضفة الغربية إلى غزة لبحث تحقيق المصالحة. وأضاف البردويل أن "حماس" صدرها مفتوح لإخوانها في "فتح" وكل القوى الفلسطينية، من أجل صفحة جديدة، مع تأكيدها ضرورة أن يشارك الجميع في أي حوار مستقبلي للمصالحة. كما أكد البردويل أن حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت منتصف عام 2014 مرحب بها للعمل بكامل المسؤولية في قطاع غزة، حسب تفاهمات المصالحة. وذكر أن اللجنة الإدارية التي شكلتها "حماس" لإدارة قطاع غزة مؤقتة،وهي ليست حكومة بديلة، وهدفها فقط التنسيق بين الوزارات، وستنتهي حال باشرت الحكومة الفلسطينية أعمالها في قطاع غزة وفقا لما تم الاتفاق عليه سابقا. في الوقت ذاته رفض القيادي في حركة "حماس" أي ضغط سياسي أو مالي يتم ممارسته على الحركة، أو تمييز في القرارات والإجراءات الحكومية بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وكانت اللجنة المركزية لحركة "فتح" أعلنت، السبت، تشكيلها لجنة تتكون من 6 من أعضائها للتوجه إلى غزة بغرض البحث في التصورات والحلول النهائية مع "حماس" بشكل سريع، بما لا يتجاوز يوم 25 أبريل، بشأن مستقبل القطاع. وجاء قرار اللجنة المركزية هذا عقب خصم حكومة الوفاق جزء من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في غزة عن شهر مارس، بسبب أزمتها المالية واستمرار الانقسام الفلسطيني، الذي نتج عن سيطرة "حماس" على القطاع بالقوة منذ منتصف عام 2007.