جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوته لتجديد الخطاب الدينى الموجه للشعب المصرى, فى خطابه على إثر العملية الإرهابية بكنيستى مارى جرجس بالغربية والمرقسية بالإسكندرية , قائلا: «على مؤسسات الدولة أن تتصرف بجدية لمحاربة الإرهاب», وهو ما اثار حالة من الجدل حول دور الأزهر فى تلك المهمة وخلقت على اثره هجوم حاد على قياداته وصلت حد المطالبة بعزل كل رجال مؤسسة الأزهر. وفى نفس السياق، أكد رجال دين أن الخطاب الدينى لا يتحمل وحده مسئولية الإرهاب لأن الجهل والأمية تساهم فى الرضوخ للفكر المتطرف, وطالبوا بتنقية كتب التراث من بعض الموروثات التى تثير جدلا وتشويها للإسلام, كما أكدوا احترام الأزهر وبذله مجهودا خلال الفترة الأخيرة فى الخطاب الدينى مطالبين بعدم الإساءة لتلك المؤسسة وعدم الإنسياق وراء دعوات هدم مؤسسات الدولة التى تحقق آمال الإرهابيين. أكدت الدكتور آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية وعضو مجلس النواب أن هناك عدة أسباب وراء ظهور الإرهاب وتفشيه فى مصر نتيجة رواسب كثيرة تغلغلت فى نسيج المجتمع بعد ثورتى 25 يناير و30 يونية, فضلا عن خلط الأوراق الذى يسيطر على ثقافة المجتمع بحيث أصبح كل شيء مباح فى النقد والتنازل والشرح دون تخصص ونقدم عليه بجرأة, وأضافت «اننا فى حاجة إلى إعادة تشكيل المجتمع المصرى فى فكره واهتمامه بالوطن الذى لا يعلو عليه أى شيء آخر وعلينا التخلى عن السفسطة والإنحياز للقانون العادل الناجز الذى يعيد الروح إلى المتجمع». وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف أن دعوة الرئيس بالنسبة لعدة أمور مثل الطوارئ لمدة 3 أشهر يتفق مع الشريعة جملة وتفصيلة, وإنشاء مركز لمواجهه الإرهاب هو حلقة وصل بين مؤسسات الدولة دينيا واجتماعيا وهو عمل طيب لأنه بمثابة دعم اتخاذ القرار ولا يقلل من جهود أحد وليس بديلا لمؤسسات الدولة، أما عن الخطاب الدينى هو بطبيعة الحال أمر يظهر فى أى تصرفات تنسب للدين يبحث الشعب عن العلاج وهم معذرون فى ذلك, قائلا: «أى حينما يعلن داعش تحمل مسئولية الهجوم على الكنائس ويذكر توعده منذ عدة أشهر بهذا الهجوم وعلى الرغم أنه لا يمت للإسلام بصلة لكنه يتحدث باسم الإسلام, لذلك يجب تنقية التراث ويجب اعلاء الاصيل ومواجهة شاملة لأنفسنا وكتبنا». وتابع «كريمة»: «الحقيقة ان مؤسسة الأزهر ودار الافتاء والأوقاف يبذلوا أقصي ما فى وسعهم بالجانب التعليمى والوعظى ولكن الشعب يريد الأكثر وهو أمر جيد ولعل المركز المرتقب يكون له الأثر الطيب وتحقيق آمر طال مطلبه والسعى خلفه». ورفض «كريمة» الهجوم الذى شنه البعض على الأزهر عقب تفجيرات الكنائس قائلا: «من الظلم البين تحميل الأزهر كل عملية إرهابية من الداخل أو الخارج لأن الإرهاب لا عقل ولا منطق له وهو غير مبرر وكان الأولى الاصطاف مع الأزهر وليس التشكيك فيه لان هدف الإرهاب هدم مؤسسات الدولة ونحن نحقق الهدم بهذا الهجوم».