وصفت صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى البيت الأبيض، يوم الاثنين المقبل، ب"التاريخية"، مؤكدة أن مصر في عهد السيسي تسير في الاتجاه الصحيح. واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة: أظهرت الزيارة التي طال انتظارها أن سياسة الولاياتالمتحدة الجديدة في الشرق الأوسط تتشكل بسرعة، فمنذ تولي الرئيس السيسي مهام منصبه في عام 2013، كانت أولوياته المباشرة هي إعادة الأمن والاستقرار إلى الاقتصاد المصري. وبعد فترة وجيزة، شرعت حكومته فى سلسلة من الإصلاحات الجريئة التى أفضت إلى التوصل إلى اتفاق قوى مع صندوق النقد الدولى لتزويد مصر ب12 مليار دولار كمساعدات على مدار ثلاث سنوات. وتابعت الصحيفة قائلة: على مدى السنوات الثلاث الماضية، ظلت الحكومة المصرية ملتزمة بمعالجة جذور عدم الاستقرار والتطرف، وشمل ذلك مبادرات للتعليم، وعمالة الشباب، والضمان الاجتماعي، فضلًا عن تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، ويجري أيضًا تنفيذ سلسلة من مشاريع البنية التحتية والطاقة الكثيفة العمالة للمساعدة فى خفض البطالة وتعزيز الرعاية الاجتماعية. وأشارت الصحيفة إلى أنه في نوفمبر 2016، سمح البنك المركزي المصري بتعويم العملة للمرة الأولى، وانخفض سعر الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي، ونتيجة للثقة المستعادة في العملة، ذهبت مليارات الدولارات الأمريكية إلى البنوك المحلية، وفي المقابل عزز ذلك احتياطيات البنك المركزي الدولي، حيث وصل بسرعة إلى 26.363 مليار دولار في يناير 2017، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2011. ومن المقرر أن يجتذب قانون الاستثمار المصري الجديد، الذي يجري مناقشته حاليًا في البرلمان، استقطاب مستثمرين جدد من شأنها الاستفادة من المزايا الأساسية لمصر، مثل موقعها الاستراتيجي والوصول إلى الأسواق المجاورة لأوروبا وأفريقيا من خلال اتفاقياتها التجارية القائمة، فضلًا عن التكلفة المنخفضة الشاملة من ممارسة الأعمال التجارية، للعمل بشكل مربح. وواصلت شركات منها شركة "بروكتر أند جامبل"، وشركة يونيليفر، وشركة بيبسيكو، وكوكا كولا استخدام مصر كمركز تصدير للعشرات من الدول المجاورة، فضلًا عن اكتشافات النفط والغاز الأخرى في شرق البحر الأبيض المتوسط من إيني الإيطالية وبي بي، وكذلك في الصحراء الغربية من أباتشي ومقرها هيوستن، أعادت وضع مصر كمركز للطاقة. مع السيسي.. مصر تسير في اتجاه صحيح وتابعت الصحيفة تقريرها قائلة: كانت العلاقة الثنائية بين مصر وأمريكا قوية، ولا تزال الولاياتالمتحدة واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين في مصر، مع ما يقرب من 5 مليارات دولار من السلع، وتبادل الخدمات في عام 2016. وبلغت الاستثمارات الأمريكية المباشرة إلى مصر 2.3 مليار دولار، وهو ما يمثل 32% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا. وتعمل أكثر من 1100 شركة أمريكية في مصر. كما شرعت الدولة في تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة، أبرزها التوسع في قناة السويس، وتسهيل حركة المرور في اتجاهين، والتقليل من وقت الانتظار للسفن العابرة، وزيادة القدرة العددية للممر المائي، تحسبًا للنمو المتوقع في التجارة العالمية، فضلًا عن مشروع تطوير منطقة قناة السويس، هو مشروع ضخم آخر يهدف إلى جذب الاستثمارات حول منطقة السويس، وتطوير المدن المجاورة حول القناة، وإنشاء مناطق صناعية ووادي تكنولوجي ومركز لوجستي، وساحة لبناء السفن، ومزارع أسماك، إلى جانب مشاريع أخرى محتملة، ومن وجهة النظر الاقتصادية، فإن مصر على مسار صعودي نحو الانتعاش والنهضة. مصر تلعب دورًا حاسمًا في التوسط في السلام في الشرق الأوسط قالت الصحيفة إن مصر دائمًا تلعب دورًا رئيسيًا في التوسط في السلام في الشرق الأوسط، وأعلن الرئيس ترامب أن المبادرة الدبلوماسية الإسرائيلية الفلسطينية يجب أن تكون "جهدًا إقليميًا"، وأن تشمل مجموعة من الدول العربية، ومصر بالتأكيد تتصدر القائمة. منذ تولي السيسي منصبه، كان دور مصر بنّاءً بشكل متزايد. ما تحتاجه مصر من الولاياتالمتحدة وختمت الصحيفة تقريرها المطول قائلة: بعد سنوات عدة اتسمت بسوء فهم كبير في العلاقات الثنائية بين مصر والولاياتالمتحدة، يجب على مصر أن تستأنف دورها كشريك أمريكي موثوق به وثابت في منطقة مضطربة، مما يدعم مصر في مكافحة الإرهاب. ومن المهم جدًا أن يعمل الجانبان معًا على تعميق العلاقات الثنائية على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية. وهذه الفرصة متاحة الآن.