الأجر المغرى دفع كثيراً من الشباب للعمل فى مهنة الحراسة «كشرى»: أتناول 20 بيضة فى الفطور.. وأعتمد على الذكاء قبل العضلات بدأت ظاهرة «البودى جارد» فى مصر باعتبارها إحدى مظاهر الترف بين الأغنياء، وتحديداً رجال الأعمال والفنانين، إلا أن الظاهرة تطورت بعد ذلك وتعددت معها مهام البودى جارد. وانتشر فى مصر خلال السنوات الأخيرة، الشكل الذى أخذه «البودى جارد» مستورد من الخارج، ويظهر بشكل واضح ابتداءً من الاسم مروراً بالملابس التى تكون فى الغالب بدلة كاملة بربطة العنق. ولا يوجد فى وجهه خدش أو علامة، وصولاً لأنواع الأسلحة التى يستخدمها «البودى جارد» والتى تتنوع من السلف دفنس (بخاخة تطلق رذاذاً يسبب إغماءً لحظياً) أو عصى كهربائية لشل حركة الاشخاص الذين يمثلون خطورة من وجهة نظر البودى جارد. على شبكة الانترنت يوجد موقع لأحد «البودى جاردات» يصف نفسه فيه بأنه أشهر «بودى جارد» فى مصر، مستعرضاً سيرته الذاتية من حيث المهام التى شارك فيها والأعمال الفنية التى تم الاستعانة به فيها، واضعاً صوره مع الفنانين ورقم تليفونه كإعلان لمن يريده فى أى مهمة. وتكون كل مهمة «البودى الجاردات» فى هذه الحفلات حماية الفنان من تحرشات الجمهور، والمقصود بتحرشات هنا اقتراب الجمهور من الفنان، وقد يتطور الأمر ليعتدى «البودى جارد» على بعض الجماهير. وقد تكون المهمة حراسة شخصية مهمة، ويكون الأجر حسب أهمية الشخص، وأسهل المهمات هى مع بعض الأشخاص الذين يؤجر «بودى جارد» من باب المنظرة فقط، ومع هذا الزبون يخرج البودى جارد ويتفسح، ولا تحدث أى مشاكل فى الغالب. أكد أحمد سيلفر، صاحب صالة جيم، يقول: إن تدريب أى شخص يريد أن يكون «بودى جارد» يتكلف 2000 جنيه، إذا كان يتدرب طبيعياً، أما إذا كان يريد السرعة فينفخ العضلات فتصل التكلفة فى بعض الأحيان إلى 15000 جنيه، واللعب يكون شهراً متواصلاً ويشعر الشخص فى البداية بتكسير فى كل أنحاء جسمه، كما يقوم الشخص بالتدريب، على ما يسمى السوبر، وهى المرور على كل الأدوات والألعاب الرياضية من أجل بناء عضلات فى كل أنحاء الجسم، مضيفاً أن أصعب تدريب يتم فى صالات «الجيم» يكون الخاص بالفقرات القطنية، وهى تحتاج إلى مجهود مضاعف. أما عن «الجروث هرمون» أو «الجى إتش» ويعنى هرمون النمو فإنه يحول الجسم بشكل جذرى ويوجد منه الكبسول والحقن، لكنه شديد الخطورة وقد يؤذى الكلى والكبد علماً أن المادة الفعالة تتفاعل فى الجسم بعد 6 شهور.. ومن يعتد على تناول عقار «السترويد» فسيظل يأخذه مدى الحياة وتكمن خطورة الحقن فى الشوائب التى يتم ترسيبها فى الجسم، فإذا كانت تكلفة الكورس ألف جنيه لبناء الجسم، فإن فلترة الجسم من تلك الشوائب تتكلف 3 آلاف جنيه! ويؤكد سيلفر أن أشخاصاً عديدين ماتوا بعد أن تم حقنهم بحقنة «الديكا» التى قد تسبب أيضاً العقم. ويقول أحمد عادل –صاحب صالة جيم– عندما يأتينا البودى جارد، فإنه يسير على نظام غذائى وتمارين معينة حتى يتم تفتيح العضلات فى أسرع وقت خاصة إذا كان يريد الحصول على فورمة الساحل من أجل أن يلحق بالعمل فى أماكن السهر.. ينصح بعدم اللجوء إلى الحقن لنفخ العضلات مثل حقن «السترويد» أو تناول «البودرة» وإذا أصر المتدرب على تناولها فهذا يكون على مسئوليته الشخصية علماً بأن أسعار الحقن مرتفعة جداً وتباع فى الصيدليات الصغيرة. وتكمن خطورتها فى أنها قد تسبب الوفاة إذا لم يتم حرقها عن طريق التدريب الكافى، كما أنها قد تسبب تهتكاً فى العضلات إذا تم أخذ جرعة زائدة منها. هناك الكثير من «البودى جاردات» لم يكن فى خطتهم من البداية العمل بهذه المهنة وإنما ممارسة الرياضة فقط، ولكن العائد المغرى يجعل أى شاب يوافق على العمل بها. ولهذا تجد بعض الشباب من أول يوم يذهبون فيه إلى التدريب يكون هدفهم العمل فى هذه المهنة، لأن العائد منها يمثل للبعض فرصة لصناعة مستقبل أفضل، حيث يعتقدون أن عملهم فى هذا المجال قد يوفر لهم الكثير من الأموال وينقلهم إلى مرحلة جديدة من حياتهم، فهناك أشخاص بدأوا من الصفر فى هذه المهنة وحالياً أصبحت لديها معارض سيارات ونوادى جيم، وهؤلاء أصبحوا من كبار «الجاردات» فى مصر ولا يخرجون إلا فى المصالح الكبيرة. التقينا بأحد البودى جاردات المعروفين ويدعى محمد واسم الشهرة «كشرى» ويبلغ من العمر 42 عاماً، وبالرغم من ضخامة جسمه إلا أنه طيب القلب وهو متزوج ولديه 3 أطفال وبدأ فى ممارسة تلك المهنة منذ 19 عاماً يقوم بالتمرين مرة واحدة يومياً ولم يلجأ أبداً إلى تناول أية منشطات أو الحقن التى يستخدمها البعض الآن وهو ينصح بالابتعاد عنها، ويقول «كشرى» إنه لا يستعين للعمل معه بأى «بودى جارد» يأخذ تلك الحقن لأنها تزيد من نسبة التوتر وتجعل صاحبها سريع الغضب.. ويؤكد «كشرى» أن البودى جارد يجب أن يتمتع بالذكاء لأنه اذا لم يكن ذكياً فإنه قد يجلب لنفسه المتاعب.. ويؤكد أن مهنة «البودى جارد» مهمة للغاية ولكن هناك للأسف من دخل تلك المهنة وأفسدها لكن هذا لا يمنع أن هناك الكثير من «البودى جاردات» فى غاية الاحترام. وأضاف «كشرى» أن «البودى جارد» لابد أن يفكر بعقله وآخر وسيلة يلجأ اليها هى ذراعه.. ويحكى أنه كان يقوم ذات مرة بتأمين معرض للأثاث فى عام 2007 ثم اشتعل حريقاً وقام هو وزملاؤه بإطفائه بالملابس التى كانوا يرتدونها قبل وصول المطافئ.. وقد بدأ «كشرى» يتقاضى أجراً 50 جنيهاً فى اليوم، أما أجر «البودى جارد» الآن، على حد قوله، فقد وصل إلى 6 آلاف جنيه شهرياً، أما بالنسبة لأسلوبه فى الغذاء فيقول: أتناول يومياً 20 بيضة فى الصباح ونصف فرخة فى وجبة الغداء وما بين وجبتى الغداء والعشاء أتناول سمكة بورى، ثم أتناول فى العشاء علبة تونة وطبق أرز مع طبق سلطة خضراء خالية من الملح. وعن الشخصيات العامة التى عمل معها يقول إنه عمل مع الفنان عمرو دياب حيث كان يقوم بتأمين حفلاته لمدة 10 سنوات وغيره من الفنانين.. ويطالب «كشرى» بعمل أكاديمية «للبودى جاردات» وتدريبهم جيداً خاصة أن الكثير من رجال الأعمال يستعينون بهم ليس للمنظرة، كما يظن البعض، ولكن من أجل الحصول فقط على الأمان...وهنا يأتى دورنا فى حمايتهم.