يسعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ، الذى يتولى ادارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، والتيارات السياسية والدينية الى اتخاذ تدابير للاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير ، التى أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك ، واحتواء اى فعاليات قد تسفر عن عنف. وكانت بعض الحركات الشبابية الثورية بينها حركة 6 ابريل دعت المواطنين الى التظاهر فى 25 يناير الجاري للمطالبة بانهاء حكم العسكر وتسليم البلاد لسلطة مدنية فيما أوضحت وزارة الداخلية أن أجهزة الأمن ترصد دعوات لتخريب منشآت حيوية فى الذكرى الأولى للثورة في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير صحفية محلية عن احتمال حدوث موجة غضب أو ثورة ثانية. وفى هذا السياق ، قرر المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة اعتبار يوم 25 يناير من كل عام عيدا قوميا . وذكرت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) المصرية الرسمية أنه سيتم الاحتفال سنويا بهذا العيد واعتباره يوم اجازة رسمية يعطل فيه العمل بالوزارات والمصالح الحكومية في أنحاء الجمهورية كافة. وقال عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة اللواء اسماعيل عتمان ، خلال لقاء مع المحررين العسكريين ، إنه سيتم تنظيم عدة احتفالات كبيرة يوم 25 يناير تتناسب مع عظمة الثورة. وأوضح أنه ستكون هناك ثلاثة احتفالات رئيسية الأول سيقوم به الشباب في ميدان التحرير حيث تم التنسيق مع وزارة الثقافة وشباب الثورة لتنظيم احتفالية فنية وشعبية ، مشيرا الى ان الشباب سيفعل كل ما يراه دون تدخل من القوات المسلحة أو وزارة الداخلية. وأضاف أن الاحتفالية الثانية ستكون رسمية بروتوكولية تشبه احتفالات القوات المسلحة بأعياد السادس من اكتوبر وثورة 23 يوليو 1952 اما الاحتفالية الثالثة فستكون لعدد من رجال الأعمال حيث تم الاتفاق مع احدى الشركات لتنظيم احتفالية شعبية كبيرة فى العاشر من فبراير بمناسبة ذكرى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك فى 11 فبراير الماضي. وقال ان الفعاليات ستتضمن حفلا يضم نحو 13 مطربا ومطربة من مصر ومباراة كرة قدم لفريق المعاقين ، الذي حصل علي كأس العالم مؤخرا ، كرمز لمصابى الثورة فضلا عن مباراة اخرى بين منتخبي مصر وتونس . وأشار الى ان الاحتفالات ستتضمن كذلك أوبريت غنائيا يشارك فيه مطربون مصريون وعرب من دول " الربيع العربي " الى جانب تكريم ثلاث من اسر الشهداء احداهما من تونس والأخرى من ليبيا والثالثة من مصر. ولفت الى ان القوات الجوية ستقدم خلال الاحتفالات عروضا تشمل العابا جوية ومشاعل وسهاما نارية واسقاط كروت يتوجه من يحصل عليها الي المستشار العسكري بكل محافظة لتسلم هدية قيمة. وقال عتمان ان العالم ينظر إلي مصر بعد الثورة ويترقب حالة الهدوء والاستقرار داعيا الشعب الى عدم الانسياق وراء أية أعمال تضر بمصر. وأكد انه يتبقى فقط خمسة اشهر على تسليم الحكم " علي طبق من ذهب لسلطة مدنية منتخبة" داعيا الى ازالة اى احتقان بين شباب الثورة والقوات المسلحة. وشدد علي أن مهمة الجيش هى حماية الوطن وشعبه وان القوات المسلحة لن توجه السلاح للشعب مهما كانت الأسباب ، مشيرا الى ان الاشتباكات التى وقعت خلال الشهور الاخيرة لاسيما امام مسرح البالون واتحاد الاذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) وفى شارعى محمد محمود والقصر العيني قيد التحقيقات . بموازاة ذلك ، عقد فى مقر الأزهر اليوم لقاء دعا اليه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وحضره رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى وبابا الاسكندرية والكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث والمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع والمرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة عمرو موسى وعبد المنعم أبوالفتوح . كما حضر اللقاء بعض رؤساء الأحزاب السياسية منها الحرية والعدالة والوفد والديمقراطى الاجتماعى والتجمع والنور والعدل الى جانب ممثلي شباب الثورة. وأصدر الأزهر عقب اللقاء بيانا تبنت فيه القيادات السياسية والدينية مبادرة تنص على " الحفاظ على روح هذا الميدان ،اى ميدان التحرير ، كما كانت خلال الأيام ال18 التى غيرت مجرى التاريخ المصرى، فى اشارة الى الفترة منذ بدء الثورة وحتى تنحى الرئيس السابق حسني مبارك ، التى جمعت كل أبناء الوطن على كلمة سواء" مع " التعاهد الوطنى على استكمال أهداف الثورة والتوافق الوطنى على رعاية كل مكونات هذا الوطن دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء " . كما تنص المبادرة على " منع المحاكمات العسكرية للمدنيين ، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وسرعة المحاكمات بما لا يخل بحرمة الحق ومقتضى العدل وواجب النزاهة، وإستكمال الوفاء بحقوق أسر الشهداء والمصابين فى العلاج والتعويض والعمل". وشددت على " ضرورة المضى فى البناء الديمقراطى لمؤسسات الدولة واتمام تسليم السلطة للمدنيين فى الموعد المحدد دون إبطاء ، والالتزام بما أسفرت عنه الإنتخابات النزيهة الحرة من نتائج " . وأشارت إلى ضرورة " التعاون بين شباب الثورة جميعا وممثلى الشعب المنتخبين فى بناء مصر تحت مظلة الديمقراطية وعلى أساس من الشرعية البرلمانية والتوافق الوطنى ، والقضاء على آثار السياسات القمعية، والفساد الشامل، مع العمل الجاد على بناء إقتصاد مصرى قوى، يستثمر كل إمكانات مصر، ويحقق العدالة لجميع أبنائها". كما أكدت " ضرورة عودة الدور الوطنى المصرى فى ريادة المنطقة، والإسهام فى السياسة الدولية بقرار حر دون تبعية أو إنجاز، وعودة الجيش الوطنى ، ذخر الوطن وحامى إنتفاضاته الثورية ، إلى دوره فى حراسة حدود مصر وأمنها القومى". وقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ان الاحتفال الحقيقى بمرور عام على ثورة 25 يناير يتمثل فى التمسك بمبادئها واستكمال تحقيق أهدافها وتحقيق نهضة الشعب المصرى. وأضاف ان تجميع كل مكونات الشعب المصرى فى اجتماع اليوم واتفاقهم على بيان الأزهر يؤكد توافق كل التيارات السياسية والدينية الاسلامية والمسيحية على كلمة سواء من أجل مستقبل أفضل لمصر. من جهته ، قال الدكتور حسن الشافعى رئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر ان رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى حذر خلال اللقاء من وجود قوى ، لم يسمها ، تستهدف مصر . وأوضح أن الجنزورى انتقد مواقف بعض الدول العربية التى لم تقدم لمصر الدعم الذى وعدت به، مطالبا الشعب المصرى بالعمل لتجاوز المرحلة الحالية. بدوره أوضح أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 ابريل أن الشباب وتنظيماته الثورية سيعود لميدان التحرير يوم 25 يناير ليس للاحتفال بمرور عام على الثورة لكن للمطالبة باستكمال مطالبها وتحقيق أهدافها.