واقعة موضوع التعبير لطلاب الصف الثانى الاعدادى بمحافظة الشرقية تعيدنا الى عهد النظام السابق وحكم الحزب الاوحد واحتكار السلطة فى البلاد واتباع سياسة التطبيل والتهليل التى كانت تحدث للنظام وحاشيته عندما كان يستحوذ على مقاليد الحكم فى البلاد . تكشف واقعة موضوع التعبير عن اتباع نفس السياسية التى كانت متبعة فى عهد النظام السابق بوجود الافاكين والمنافقين فى جميع المواقع ومنها التعليم الذى يعد من اخطر المواقع لانه يضم 17.5 مليون تلميذ وتلميذة من الممكن تشكيل وجدانهم وشخصياتهم فى مرحلة البناء والتكوين وفقا لبعض الاتجهات والتيارات السياسية من خلال المناهج الدراسية واعمال الامتحانات التى تبدأ من موضوع التعبير. وطرح هذه الافكار فى اعمال الامتحانات امام طلاب فى مرحلة التكوين الوجدانى والذهنى يعد بمثابة غسيل للمخ وتنشئة الطلاب على بعض الامور التى ظل الشعب يعانى منها على مدار 30 عاما من الذل والقهر والاحتكار للسلطة . وقع موضوع التعبير بمثابة جرس الانذار الذى يعود بنا الى الوراء ويحطم اهداف الثورة التى طالبت بالحرية والعدالة الاجتماية وليس احتكار السلطة واتباع سياسية التطبيل لحزب حصل على الاغلبية مثلما كان يفعل الحزب المنحل وهو حزب القهر الوطنى. وتطرح هذه الواقعة العديد من علامات الاستفهام التى تحتاج الى اجابات واضحة ؟ ومنها لماذا تتدخل الانتماءات السياسية والحزبية فى وضع اسئلة الامتحانات ؟ ولماذا ينفرد التابعون لتيارات معينة بوضع اسئلة الامتحانات؟ وهل سيكون التعليم هو وسيلة احتكار السلطة خلال السنوات القادمة لصالح بعض التيارات التى يوجد لها ممثلون فى جميع المواقع الحيوية؟ يجب ان تتنبه وزارة التربية والتعليم لمثل هذه الموضوعات من الان والا تكون وزارة تابعة لحزب الاغلبية على حساب الاحزاب والتيارات الساسية الاخرى وان تكون وزارة تعمل على تحقيق اهداف الثورة سواء من خلال المناهج الدراسية او الامتحانات التى سيشيد بها الجميع عندما تتناول موضعات التعبير ثورة 25 يناير والاهداف التى قامت من اجلها بدلا من التطبيل لصالح تيار معين . ومن المفترض ان تكون هناك مراجعة لاعمال الامتحانات حتى لا تستغل للترويج كما كان يحدث فى عهد النظام السابق. ولابد من التحقيق مع المسئولين في عدم تنفيذ تعليمات الوزارة ولا تكتفى الوزارة بالعقوبات التى اصدرها محافظ الشرقية ضد المسئولين عن واقعة التعبير وشملت الجزاءات مجازاة سحر محمود احمد مدرسة اللغة العربية بمدرسة القنايات الاعدادية للبنين بخصم 5 ايام من راتبها الشهرى مع حرمانها من اعمال الامتحانات ومجازاة سوسن يوسف موجهة اللغة العربية بخصم 3 ايام من اجرها وسعيد امين الابراشى مقدر مادة اللغة العربية بخصم يومين من اجره واستبعاد عبدالله رشاد الاخرس من منصبه كمدير لادارة القنايات التعليمية لحين انتهاء التحقيق وتكليف مدحت زكى بالعمل مديرا لادارة القنايات التعليمية. واكدت الوزارة ان قطاع التعليم العام اصدر تعليمات لمديريات التربية والتعليم بالابتعاد عن الموضوعات السياسية والدينية فى امتحانات النقل والشهادات العامة بجميع المدارس على مستوى الجمهورية وضرورة الالتزام بالضوابط الخاصة بوضع الاسئلة فى مختلف المراحل التعليمية. رفضت بعض مديريات التربية والتعليم الالتزام بالتعليمات الصادرة من الوزارة ومنها مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية التى خالفت التعليمات فى اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي بإدارة القنايات التعليمة بفرض سؤال تعبير علي التلاميذ يطالبهم فيه بتقديم تهنئة لحزب الحرية والعدالة الحائز على المركز الاول فى انتخابات مجلس الشعب. يرى الدكتور رضا ابو سريع وكيل اول وزارة التربية والتعليم ان ما يحدث فى الامتحانات من التطرق للموضوعات السياسية والدينية حالات فردية وليست عامة على مستوى الجمهورية وقد شهدت الامتحانات هذا العام واقعة موضوع التعبير فى محافظة الشرقية والواقعة الاخرى فى محافظة الاسكندرية. واضاف ان الامتحانات فى مراحل التعليم قبل الجامعى يجب ألا تتناول مثل هذه الموضوعات التى لا تتناسب مع اعمار التلاميذ ويجب ان يكون التعليم ليس له علاقة بمثل هذه الموضوعات الحزبية وليس من المصلحة تعريض التلاميذ خلال هذه الاعمار لمثل هذه الموضوعات وان يكون ذلك بعد الوصول الى المرحلة الجامعية كى يستطيع الطالب ان يناقش مثل هذه القضايا. واضاف الدكتور ابو سريع ان مثل هذه الموضوعات لم يتم تناولها فى امتحانات الثانوية لان الامتحانات يتم وضعها على المستوى المركزى للوزارة ويتم وضع مواصفات للاسئلة التى تحدد للطلاب على مستوى الجمهورية ولا ينفرد مدرس بوضع الاسئلة كما يحدث فى امتحانات النقل. كان المسئولون عن وضع امتحانات مادة اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي بإدارة القنايات، قد وافقوا على وضع سؤالين أحدهما إجباري «التعبير» وكذلك في السؤال الرابع «قطعة النحو» والتى وصفت الثوار بالمفسدين المدمرين لتاريخ البلاد، وطلبت المدرسة واضعة الامتحان من التلاميذ ضرورة تقديم تهنئة لحزب الحرية والعدالة لاكتساحه مقاعد البرلمان الثوري في سؤال التعبير الاجباري.