ارتفاع ضغط الدم أكثر أمراض العصر انتشاراً حيث يصيب حوالي 65٪من الناس فوق سن الخامسة والستين وبالتالي تزداد نسبة حدوث المرض مع تقدم السن بسبب تصلب الشرايين . أما قبل سن الخمسين فنجد أن 33 ٪ من الرجال يصابون بارتفاع ضغط الدم مقابل 27٪ من السيدات أما بعد سن الخمسين فتكون السيدات أكثر عرضة للإصابة به من الرجال بسبب تغيرات الهرمونات وزيادة الوزن. أما الأشخاص ذوو البشرة السمراء فهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بهذا المرض نتيجة لبعض العوامل الوراثية وزيادة تناول الملح والضغوط البيئية المتزايدة. ولكن كيف نشخص ارتفاع ضغط الدم؟ وما أهم الاعراض للاكتشاف المبكر؟ وهل هناك اشخاص اكثر عرضة للاصابة بالمرض؟ وهل هناك ارتباط بين الاصابة بالسكر والاصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم؟ وهل هناك ما يسمي بضغط البالطو الابيض بمعني ان يرتفع ضغط الدم عند زيارة الطبيب فقط نتيجة القلق و العوامل النفسية؟ وما مخاطر اهمال علاج المرض؟ لان الكثير يشعر بالاعراض ويرفض تعاطي العلاج أو الذهاب للطبيب؟ تؤكد الدكتورة ايناس شلتوت استاذ امراض الباطنة العامة والسكر بكلية طب قصر العيني و رئيس الجمعية العربية لدراسة امراض السكر والميتابوليزم، يعتبر ضغط الدم طبيعياً اذا كان أقل من 90/140 وإذا كانت القراءة الصغري بين 90 و104 كان ارتفاع الضغط بسيطاً أما اذا كانت القراءة الصغري من 105 إلي 114 كان ارتفاع الضغط متوسطاً. وتعتبر القراءة أكثر من 115 ارتفاعاً شديداً في ضغط الدم وهنا تكمن الخطورة. وفي 95٪ من حالات ارتفاع ضغط الدم لا يوجد سبب واضح لارتفاع ضغط الدم أما في 5٪ من الحالات يوجد سبب واضح ومن هنا تأتي أهمية تشخيص هذه الحالات حيث إنه من الممكن شفاء المريض إذا تم علاج سبب ارتفاع ضغط الدم. ويختلف ضغط الدم في الانسان العادي باختلاف الوقت ولكي نشخص ارتفاع ضغط الدم في المريض بشكل صحيح يجب أخذ متوسط قراءتين للضغط علي الأقل في خلال زيارتين للطبيب خلال أسبوع وفي حالة ارتفاع الضغط لقراءة واحدة فقط لا نستطيع تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم. وترتفع القراءة الكبري لضغط الدم أكثر من 160 دون ارتفاع القراءة الصغري ويحدث ذلك في حالات السن المتقدمة نتيجة لتصلب الشريان الأورطي أو في حالات زيادة افرازات الغدة الدرقية أو الأنيميا أو ارتجاع الصمام الأورطي بالقلب. وتوضح الدكتورة ايناس شلتوت: يوجد بعض المرضي الذين ترتفع لديهم قراءة الضغط فقط عند زيارة الطبيب ويسمي ذلك (ضغط البالطو الأبيض) بسبب التوتر العصبي والنفسي عند قياس الضغط ويجب أن يقوم الطبيب بتهدئة المريض من هذا النوع قبل قياس الضغط. أما عندما نتحدث عن العوامل التي تساعد علي حدوث ارتفاع ضغط الدم فنجد أن أول هذه العوامل هو وجود العامل الوراثي حيث تكثر الاصابة به في أفراد بعض العائلات مما يؤكد أهمية دور الوراثة. ثاني هذه العوامل هو السمنة فمن المعروف أن كل عشرة كيلو جرامات زيادة في الوزن تؤدي إلي ارتفاع 6 ملليميتر زئبق في ضغط الدم ويؤدي أيضاً زيادة تناول الصوديوم علي شكل ملح الطعام أو المعلبات المحفوظة والمياة الغازية وخلافه إلي المساعدة علي ارتفاع ضغط الدم. وتشير الي العلاقة بين السكر و ارتفاع ضغط الدم وهي وثيقة للغاية ومثبتة علمياً في العديد من الأبحاث فنجد ان حوالي 50 إلي 60٪ من مرضي السكر يصابون بمرض ارتفاع ضغط الدم. وتحذر الدكتورة إيناس شلتوت من مضاعفات مرض ارتفاع ضغط الدم، وهي عديدة وتزداد في حالة الارتفاع الشديد في ضغط الدم أو إهمال المريض للعلاج ويؤدي ذلك إلي حدوث نزيف في العين مما يسبب ضعف الإبصار وفي بعض الحالات قد يحدث نزيف في المخ لا قدر الله أو تحدث الإصابة بالفشل الكلوي أو تضخم القلب أو هبوط القلب. ولكي نتجنب هذه المضاعفات يجب ضبط ضغط الدم في مستواه الطبيعي حتي اذا اضطر الطبيب لاستخدام أكثر من دواء أو اثنين لعلاج ارتفاع الضغط ويجب قياس الضغط بعد ضبطه كل أسبوعين علي الأكثر للاطمئنان. وتقول الدكتورة إيناس شلتوت: هناك خطوات لعلاج ارتفاع ضغط الدم. أولاً: تقليل وزن المريض المصاب بالسمنة لان نقص الوزن يؤدي إلي نقص ضغط الدم. ثانياً: ممارسة الرياضة مثل ركوب الدراجة والجري والسباحة والايروبك مما يؤدي إلي انخفاض ضغط الدم. ثالثاً: الإقلال من تناول ملح الطعام يكفي من حوالي 4 إلي 6 جرامات يومياً. رابعاً: الامتناع عن التدخين فالمعروف أن النيكوتين يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم. خامساً: الامتناع عن تناول القهوة حيث تؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم. سادساً: البعد عن التوتر والانفعالات النفسية كلما أمكن. سابعاً: استخدام العقاقير التي تعالج ارتفاع ضغط الدم وهي علي شكل موسعات للأوعية الدموية أو مدرات للبول وتوجد الآن أدوية حديثة تستخدم بنجاح وأمان تام ولا توجد معها أية أعراض جانبية. أما بالنسبة لمرضي السكر فهناك بعض أدوية علاج ضغط الدم التي يفضل استخدامها لهؤلاء المرضي لأن استخدام هذه الأدوية يؤدي إلي منع حدوث مضاعفات مرض السكر علي الكليتين والأوعية الدموية. إن مرض ارتفاع ضغط الدم هو الصديق اللدود الذي يصاحب المريض فترة طويلة من حياته ويجب متابعة العلاج والتغلب علي هذا المرض والتمتع بحياة مديدة بدون مضاعفات.