متابعة وتصوير سامية فاروق ياسر إبراهيم قتلي، مصابون، ثورة الغضب هم أبناء مصر الأوفياء والذين سقطوا شهداء ومصابين في سبيل عزة الوطن ورفعته، لم يقترفوا ذنبا سوي حب مصر، والبحث عن حياة كريمة ولقمة العيش، الوفد التقت بهم لرفع صرخاتهم وآهاتهم المدوية من جراء رصاصات الشرطة الغادرة التي اخترقت أجسادهم. داخل الغرفة »20« بمستشفي معهد ناصر رقد »محمود اسماعيل« 28 سنة مصاباً بثلاث طلقات نارية إحداها في الجانب الأيسر والاثنتان الآخريان في القدمين تسببت في تهتك عظام الفخذ وتحدث قائلا: أنا كنت راجعاً من عملي واستقليت ميكروباصاً إلي النهضة وقبل القسم بأمتار سمعت أصواتاً عالية وشاهدت مجموعة من المتظاهرين يهتفون بسقوط النظام وفوجئت بسائق الميكروباص يخبرني وباقي الركاب بضرورة النزول في هذا المكان حتي لا يدخل وسط الزحام وبمجرد نزولي من السيارة بدأت بعض أفراد الشرطة في إطلاق الأعيرة النارية علي المتظاهرين والذين حاولوا الفرار في اتجاهنا وعندما أسرعت وجريت وجدت أمناء شرطة يطلقون النيران علي وأخبرتهم بأنني لست مع المتظاهرين ومع ذلك أصابني بطلق ناري في قدمي اليمني فسقط أرضا وأطلق الرصاص علي مرة أخري ليصيبني بقدمي اليسري وجنبي الأيمن ولم أشعر بشيء سوي بعد أن أجريت لي عملية لنزع الرصاص من جسدي وتركيب جهاز لربط العظام بسبب حدوث تهتك شديد بها.. هل لك أي اتجاه سياسي؟.. اتجاهي الوحيد هو البحث عن لقمة العيش.. ونفسي حقي يرجع من اللي عملوا فيا أنا وغيري كدة.. كما التقينا ب»محمود امين« 30 سنة محاسب مصاباً بخرطوش مطاطي في عينه اليمني والذي روي قصته خرجت من منزلي يوم 25 يناير للمشاركة في ثورة صنعها الشعب للمطالبة بحقي أنا وجيلي الذي عاش عمره كاملا بدون تداول سلطة أو تغيير رئيس الدولة وشاهدنا كل ألوان الظلم ضد آبائنا الذين يفنون أعمارهم في تربية أولادهم والبحث بصعوبة عن قوت يومهم وكانت مظاهرتنا سلمية وفي تمام الساعة 12 بعد منتصف الليل فوجئنا بقوات الأمن ترشقنا بالقنابل المسيلة للدموع والخرطوش المطاطي بدون أي إنذار فأصبت وتم نقلي إلي مستشفي الهلال الأحمر وقام الأطباء المصريون الوطنيون بتهريبي من ايدي رجال الأمن الذين لم يكتفوا بإصابتي بعاهة مستديمة ولكن كانوا يريدون إلقاء القبض علي وحضرت إلي مستشفي معهد ناصر وتم محاصرتي أنا وغيري من المصابين في المظاهرات برجال الأمن حتي إنهم لم يتركونا نؤدي صلاة الجمعة 28 يناير وهي التي أطلق عليها جمعة الغضب حتي داخل مسجد المستشفي إلي أن تمت الخيانة الأمنية العظمي وسحب القوات من الشارع وترويع الآمنين بإخراج البلطجية من السجون.. ما هي طلباتك الآن بعد التعديلات التي أجريت في الحكومة؟ أطالب برحيل الرئيس فهو مسئول عن القرار الهمجي الذي أصدره وزير الداخلية السابق بإطلاق الرصاص علينا وهو المسئول عما وصلنا إليه من ظلم وطغيان.. وبالنسبة لباقي أصدقائي الموجودين بالتحرير أنا أساندهم وأطلب منهم الصمود ولا يسمحون للمتطفلين أن يجني ثمار ما صنعته الثورة الشعبية. كما شاهدنا عجوزا في نفس الغرفة بالمستشفي يطلب أن يتحدث كونه مواطناً مصرياً فالتقت »الوفد« مع »أحمد عطوة« 65 سنة من الدقهلية محجوزاً لإجراء جراحة بالقلب وأريد أن أسجل شهادة علي التاريخ لقد حضرت ثورة يوليو عام 1952 وحضرت ثورة 25 يناير 2011 ويوجد تشابه كبير بينهما فالأولي صنعها الجيش والثانية بروح الجيش ولكن الثانية لو سارت في طريقها الصحيح سوف تحقق مكاسب لم نكن نحلم بها ولو بعد 100 عام وتجعل مصر من أعظم الدول ولكن أود أن أوجه رسالة لأبنائنا في التحرير حاكموا النظام والحكومة ما عدا الرئيس »مبارك« لأنه رجل الحرب والسلام وخطؤه الوحيد هو تركه البعض يتملكون من الشعب ويشوهون صورته، واتركه فهو »الأب الذي أخطأ ويجب أن يغفر له ابنه«. والتقينا بمصاب آخر »محمد حلمي« 24 سنة لم يستطع التحدث معنا لإصابته بكسر في الفك وتولت أسرته رواية ماحدث له ومن المؤلم أننا اكتشفنا أنه معاق ذهنيا حيث أكد والده والذي يعمل بالجمعية الزراعية بعقد مؤقت مقابل راتب 42 جنيها شهريا ولديه 8 أطفال بالإضافة إلي أنه مصاب بمرض الكبد وروي أن ابنه كان يسير يوم جمعة الغضب بجوار مركز كرداسة وعندما شاهد المتظاهرين ذهب ووقف معهم دون معرفته بما يحدث، وأصيب بطلق ناري في فمه عندما بدأت الشرطة في إطلاق النيران عشوائيا للدفاع عن المركز. وأكد »رضا رفعت« 16 سنة مصاباً بطلق ناري في قدمه اليمني أنه كان عائدا من عمله وأثناء مروره فوق كوبري المشاه بميدان المؤسسة بشبرالخيمة أصيب بطلق ناري من اتجاه القسم. كما أكد »حسام سيد« 27 سنة - استورجي ومتزوج منذ 4 شهور بمساكن اسكندرية وفي يوم جمعة الغضب كان في زيارة إلي مسكن أسرته بجوار قسم السلام وأثناء انتظاره لسيارة ميكروباص فوجئ بإطلاق أعيرة نارية من كل الاتجاهات وأصيب بطلق ناري في القدم اليسري. وشاهدنا مأساة ترتجف لها القلوب وذلك عندما وجدنا الطفل »سيد سعيد« 10 سنوات يرقد علي سرير وعندما اقتربنا أخبرنا بأنه مصاب بطلق ناري في قدمه اليمني وهذه الإصابة ستجعله غير قادر علي السير مرة أخري وأنه أصيب بشلل وكل ذنبه الذي اقترفه أنه خرج أثناء المظاهرات يبحث عن شقيقه الذي كان يلهو في الشارع. كما أكد »وائل محمد محمود« مترجم لغة أنه خرج إلي ميدان التحرير للاشتراك في المظاهرة وأصيب بطلق ناري في عينه اليسري عندما بدأ رجال الشرطة بإطفاء النور بميدان التحرير مساء يوم 25 يناير وإطلاق الرصاص المطاطي علي المتظاهرين والقنابل المسيلة للدموع كما أضاف أن الحكومة الجديدة بدأت بوعود مزيفة فوعدهم وزير الصحة في زيارة له وللمصابين بلجان طبية لفحصه هو وغيره خلال ثلاثة أيام ولكن لم يحضر أحد حتي الآن. كما توصلنا إلي إحصائية بعدد المصابين الذين دخلوا إلي »معهد ناصر« مصابين في أحداث مظاهرات الغضب وبالتفصيل يوم 25 يناير (23) مصاباً ويوم 28 و29 يناير (126) مصاباً ويوم 2 و4 فبراير (48) مصاباً أي بإجمالي 197 مصاباً تم إسعاف معظمهم وخرجوا من المعهد.