ما بين ذكريات مؤلمة وأحاسيس مفزعة اختلطت فيها مشاعر الخوف من الموت والتمسك بالحياة وما بين الغضب وآلام الجراح واستنكار ما حدث, استرجع بعض المصابين في حادث كنيسة الإسكندرية شريط الذكريات في لقاء الأهرام المسائي بهم وسط حالة من عدم تصديق ما حدث من إرهاب استهدف أبناء الوطن الواحد. ذكري مؤسفة يرتعد لها الجسد وتنتفض لها المشاعر ويبكي مع ذكراها كل انسان دارت كلها ما بين أشلاء تتطاير وقلوب تشاهد ما يحدث وتتقطع حزنا وما بين ابن يبحث عن أمه أو أبيه دون أن يدر ماذا جني هؤلاء الضحايا من جرم كي تتحول الاحتفالات بالعام الجديد إلي عزاء كبير بدلا من أن تكون فرحا, جعلت الجميع يتساءل: ما الذي حدث للدنيا وما الذي جري للناس؟ هناك من تجرد من مشاعر الانسان وغلبته قسوة الوحوش وسيطرت عليه قوي الشر لكي يفتك بأجساد البشر. ضرب أمن واستقرار الوطن واكد المصابون لالأهرام المسائي أن الحب والألفة والمودة والترابط كلها صفات جمعت ومازالت بين أبناء مصر مهما اختلفت عقائدهم الدينية مستنكرين أن يكون الفاعل من ابناء المسلمين أو المسيحيين وإنما هي أياد خفية خارجية هدفها ضرب أمن مصر واستقرارها وهذا الحادث هو إرهابي. كلمات حزينة ووصف مرعب يروي به المصابون في احداث كنيسة القديسين ما حدث من اعمال إرهابية, فهذا يقول أري صاحبي مجرد بقايا انسان امام عيني دون أن افعل أي شيء وذاك يؤكد: ضاعت زوجتي دون ذنب ارتكبته, وهؤلاء الحزن ملأ قلوبهم والدمع يسيل من أعينهم ورغم ذلك يقولون من فعل ذلك لم يأكل من طعامنا.. انه غريب عنا. ومن داخل قسم الباطنة بمستشفي شرق يقول فيكتور إبراهيم فهمي المصاب بثلاثة أجسام غريبة أخترقت جسده: لقد كانت كل الأمور مستقرة بعد الفرحة بالعيد وتجمع الأهل والأصحاب والأقارب داخل الكنيسة وبعد أن انتهينا من الصلاة خرجت لانتظار أصدقائي أمام الكنيسة, وكان يوجد زحام كثير من الناس والجميع فوجئ بالانفجار الذي حول الكثير منا إلي أشلاء واصاب آخرين بحالات اغماء وجرحي ولم نشعر بأي شيء بعدها إلا في المستشفي. وتقول فيفيان غالي طبيبة ابنة خال إبراهيم فهمي إن به ثلاث أجسام غريبة إلا أن حالته مستقرة.. أما وهيب بهجت كردي أحد المصابين الذي أصيب بفقد السمع فيقول بحالة من الأسي ويتساءل لماذا يريد الإرهاب أن يخربوا البلد ولا يمكن أن يكون مسلما أو مسيحيا مصريا يفعل هذا الفعل الإجرامي قائلا: قبل ساعات من وقوع الحادث تلقيت تهاني بالعيد من المسلمين والمسيحيين أثناء وقوفي علي باب الكنيسة, حيث إنني أعمل بأمن الكنيسة إلا أنني أنهيت العمل وذهبت لمسكني وبعدها بدقائق وقع الحادث الأليم.. ويضيف كانت الكنيسة أمامها أعداد كبيرة من رجال الشرطة لحفظ الأمن أمامها وكنا واقفين في أمان أنا وزملائي تامر وجورج وأعمل في هذا المكان منذ12 سنة وعلاقاتي بالجميع سواء في المسجد أو الكنيسة علي أكمل وجه, مشيرا إلي أن إدارة مستشفي شرق المدينة تقوم بعمل إفطار جماعي كل عام يضم المسيحيين والمسلمين بأشراف الدكتور محمود الدماطي مدير المستشفي وتجمعنا المحبة والسلام. نجاة الجد والحفيد أما يونان غطاس صليب وكيل مدرسة56 سنة فيقول كنت أنا وزوجتي وابنتي وحفيدي جوزيف7 سنوات في طريقنا للخروج من الكنيسة وفي يدي حفيدي وفجأة سمعنا الانفجار وصرخت زوجتي وابنتي وأخذت أبحث عنهم في أشلاء الموتي وسلمت أمري إلي الله وحضنت جوزيف إلا أنني فوجئت بزوجتي تخرج من الكنيسة تبحث عنا وقلت لها ابنتي راحت إلا أن ربنا أراد بنا خيرا لأجد رشا ابنتي وهي مدرسة كمبيوتر29 سنة تخرج هي الأخري وأجد نفسي في المستشفي بعد ان فقدت السمع, مشيرا إلي أن هذا العمل إرهابي خارجي, وأن هؤلاء لم يكونوا أكلوا معانا وشربوا في إناء واحد عند أم محمد جارتنا.. فقد كنا نحرص بعض ولو بنت جاري المسلم اتأخرت أقوم بحراستها. ويقول إن العناصر الإرهابية الخارجية تريد هدم الوحدة الوطنية وتأخذها علي طبق من ذهب من خلال زعزعة الأمن الذي يبذل الكثير ويضحي رجاله من أجل هذا الوطن. من جانبها تقول ريهام رشدي ربة منزل مصابة بجروح في وجهها كنت خارجة من الكنيسة وزوجي أشرف منير الذي أصيب بإصابات بالغة وحدث الانفجار لحظة خروجنا مباشرة. وعلي الرغم من أن عمرها11 سنة وهي طالبة بمدرسة كلية البناء إلا أن شيري صموئيل تجد عطفا ورعاية كاملة من أقاربها وجميع العاملين بالمستشفي ليس لأن حالتها سيئة ولكن لأنها لا تعلم بفقد والدها الذي كان بصحبتها وأمها التي ترقد في قسم آخر بمستشفي شرق المدينة وفي حالة خطرة.. إلا أن شيري تتكلم ببراءة الأطفال وحولها عدد من زميلاتها من عدة مدارس جاءوا لشد أزرها وزيارتها بالمستشفي, حيث توجه نداء لوزير التعليم بأن يترك طلاب المدارس القومية في حالهم بعد حالة الهلع التي انتابتهم نتيجة الاتجاه في قرار تحويلها إلي مدرسة تجريبية بعد زمن بعيد من حالتها الحالية كمدرسة قومية خاصة في ظروف الامتحانات. أما أفرونيه جورج11 سنة تقول والدتها لقد كنا بداخل الكنيسة وسمعنا انفجارا قويا لم نسمع مثله من قبل وتم فتح الباب الجانبي للكنيسة لتسهيل خروجنا وتضيف بالنسبة لحالة شيرين صموئيل فوالدها توفي ووالدتها في العناية المركزة وأختها حالتها صعبة تم إجراء جراحة لها واسمها ناردين صموئيل استمرت9 ساعات. ملحمة وطنية خلال الحادث ولأن الحادث يهم كل المصريين من مسلمين وأقباط أغنياء وفقراء.. فقد سجل بعض أصحاب المستشفيات الخاصة صور مشرفة خلال الحادث, حيث قام المسئولين بالمستشفي الألماني بالدفع بسيارات الاسعاف لمكان الحادث لنقل المصابين لسرعة اسعافهم دون التقيد بالحالة المالية والاجتماعية لها, حيث تقول د. عزة رجائي نائب المدير الطبي إن هذا الاتجاه وطني في المقام الأول, بالإضافة إلي استقبال المستشفي لعدد كبير من الشباب من المسلمين والمسيحيين للتبرع بدمائهم لانقاذ المصابين وعددهم عشر حالات منهم: روزان ماهر9 سنوات تم انقاذ احدي قدميها بعمل ترقيع للأوعية المتهتكة وتثبيت الكسور إلي أن أصبحت الدورة الدموية تعمل بكفاءة عالية, ويقول د. عمرو الأشلم بجراحة العظام هناك حالات أصبحت مستقرة ولكنها في العناية المركزة منها ميرنا هاني17 سنة التي بها جروح وحروق. أما أميرة نبيه نسيم رومان26 سنة, فتم إجراء عملية للتهتك في الساق وترقيع الأوعية استمرت6 ساعات وهي من الحالات الحرجة بالعناية المركزة, أما ناردين صموئيل ميخائيل21 سنة يتم علاجها بكسر مضاعف بعظام الساقين وتهتك بالأوعية الدموية وتهتك بالجلد الخارجي, وتم إجراء عملية استمرت11 ساعة, أما بيتر عادل فيليب22 سنة فمصاب بكسور متعددة وتفتت وجروح عميقة بالوجه والكفين داخل العناية المركزة بالمستشفي.. أما سامي زكريا جنيدي فمازال يعالج من وجوه جسم غريب بالقدم, أما الدكتور ايهاب محرم أخصائي التخدير فيقول إن معظم الحالات حرجة, وفي حاجة إلي رعاية وعناية مركزة نظرا لحاجتها لجميع التخصصات بما فيها جراحة التجميل.