قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء الصرية، إن حالة التلاحم والتضامن الواسعة بين المسلمين والمسيحيين في أعقاب استهداف تنظيم "داعش" الإرهابي لعدد من الأسر المسيحية بسيناء، وانتفاض المسلمين، أفرادًا ومؤسسات ومنظمات وأهالي، لنجدة إخوانهم في الوطن، والوقوف صفًّا واحدًا ضد العنف والتطرف وتطويع النصوص الدينية لاستباحة دماء الأبرياء والمسالمين. وأوضح المرصد، أن الغاية الأساسية والهدف الرئيسي للجرائم الداعشية في سيناء في الآونة الأخيرة هو إثارة الفتنة بين مسيحيي مصر ومسلميها، وهو ما ظهر جليا في المقطع المصور الذي نشره التنظيم بعنوان "وقاتلوا المشركين كافة"، والذي شهد الدعوة إلى استهداف المسيحيين واستباحة دمائهم، وذلك بعد أن عرض الفيديو لعدد من المقاطع المجتزأة من سياقها، التي تهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن المسيحيين في مصر يكرهون المسلمين ويسيئون للإسلام ويهينون مقدساته، وهم شوكة في ظهر المسلمين وأداة في يد الغرب المسيحي لاستئصال شأفة المسلمين، لذا يجب على كل مسلم أن ينتفض للدفاع عن دينه ومقدساته وذلك عبر استهداف المسيحيين والقضاء عليهم، لتقع بذلك الفتنة ويتصادم المسلمون والمسيحيون ويجد التنظيم الإرهابي موضع قدم له في مصر. وتابع المرصد قائلا إن التضامن الرسمي والشعبي الواسع مع الأسر المسيحية الوافدة من سيناء قد ترجم إلى مبادرة الكثير من الأسر المسلمة لاستقبال الأسر المسيحية وتوفير المساكن البديلة لهم، إضافة إلى توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتوفير مساكن بديلة مجانية للأسر الناجية من الاستهداف، وتوجيهات الحكومة ورئيس الوزراء لكافة المؤسسات والأجهزة الحكومية بتذليل كل العقبات أمام تلك الأسر وإلحاق أبنائها بالمدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة، وتقديم كل أوجه الدعم اللازمة لتلك الأسر وتوفير الرعاية اللازمة لهم.