الخيانة تجربة مؤلمة جدا للزوجة.. تحكيها القارئة (س.م) في رسالتها للبوابة قائلة: أنا أم لطفلين لم يتجاوز أكبرهما أربع سنوات.. علمت من أصدقاء زوجي أنه على علاقة بالسكيرتيرة, وأنه يخرج يوميا معها بعد ساعات العمل .. في البداية صدمني الخبر خاصة وقد تزوجنا بعد قصة حب لم تهدأ بعد سنوات الزواج الخمسة التي عشناها في سعادة غامرة، ولكني بعد فترة تأكدت كزوجة من علاقته الآثمة بها، لكني حتى الآن لم أواجهه بما علمت، وبدأت أوليه قدرا أكبر من الاهتمام وأشركه في مشكلات البيت والأولاد, وأهتم بنفسي ومظهرى لعلى أكون من دفعته إلى ذلك دون قصد ، وبدأت أحاصره باتصالاتي به في العمل. كنت أعتقد أنه سيشعر بجرمه ويتوقف عن خيانته لي لكنه للأسف لم يستجب، واستمر في علاقته بها ،في إصرار لم أكن أتوقعه، رغم نصح أصدقائه وتحذيرهم له بأن ذلك من الممكن أن يهدم بيته ، وحتي الآن هو لا يعلم معرفتي بما يدور، وأنا في حيرة لا أعرف ماذا أفعل.. هل أستمر في محاولات استعادته، أم أواجهه وأطلب الطلاق خاصة وأنني أشعر بإهانة شديدة أمام أصدقائنا الذين يعلمون بالقصة..؟ لا تتعجلي بالانفصال في ردها على السائلة توضح الدكتورة مني البصيلي ،أخصائي الطب النفسي، أن الخيانة أزمة تمر بها بعض الأسر، والمرأة عموما بعد إكتشافها الخيانة تصاب بصدمة, وتشعر بإلاهانة والإنتقاص من قدرها, وتشعر بالهزيمة والفشل في إحتواء الزوج, وتشعر بإلاهمال والوحدة والخجل, والخوف من إنتشار الخبر وإتهامها بالتقصير, وتشعر بعدم إحترام الزوج لإرتكابه معصية "الزني", وتسوء حالتها النفسية, مما يدفعها للإستعجال وإتخاذ قرار الإنفصال, وعليها في هذه الحالة أن تتمالك أعصابها خاصة وأنها في الحالتين سواء الإنفصال أو الإستمرار ستشعر بالألم.. فعليها إختيار ما سيكون في صالح أسرتها . وتتابع : وعلي الزوجة أن تميز بين الزوج المخادع الذي سيعود لعلاقاته الآثمة لأنه خائن بطبعه، والزوج الذي يصاب بنزوة وهو قد يكف عن الخيانة ولا يعود إليها بعد مرور الأزمة. فإذا كان الزوج من النوع الأول علي الزوجة قبل أن تتخذ قرار المواجهة أن تعلم أن زوجها من الممكن أن يستمر في الخيانة وعليها أن تهدأ وترتب أوضاعها , وتختار إما الطلاق وإما الإستمرار في الحياة الزوجية شريطة أن تقيم حياة خاصة لنفسها مثل البحث عن فرصة عمل لتوفير مصدر دخل بعيداً عنه، وتطور من مهاراتها فتحصل علي دورات كمبيوتر ولغات وحفظ قرآن لشغل وقت الفراغ. ناوري ولا تواجهي أما إذا كان الزوج من النوع الثاني وهو ما ينطبق على موضوع الرسالة فإنني أنصح الزوجة في هذه الحالة بما يلي : اولا: إلغي فكرة المواجهة.. فبعدها ستفقدين حرص زوجك علي الحفاظ علي مشاعرك, وقد يصمم علي موقفه لأن الرجل عنيد بطبعه ولا يحب أن تقوم زوجته بتوجيهه, واعلمي أنه فكر أكثر من مرة قبل الإقبال على هذه العلاقة.. والضغط قد يولد الإنفجار. ثانيا: احتفظي بسرك ولا تخبري أسرتك أو أسرته حتي لا يزداد تصميما, وتهتز صورته وسمعته أمامهم. ثالثا: أعيدي تقييم العلاقة ومدي إرتباطكما في الفترة الأخيرة، وهل أصاب العلاقة بينكما بكافة أشكالها نوع من أنواع الفتور؟ واستمري في محاولات تجديدها وترديد كلمات الغزل لزوجك لتجذبيه إليك من جديد. رابعا: إبحثي عن جميع عيوبك وحاولي إصلاحها, خاصة العيوب التي يكرهها الزوج مثل البرود, والرغي, والعناد, والإهمال... خامسا:اعترفي لزوجك بفضله عليك، وقدري خيره، وكوني دائمة الشكر له والثناء عليه. سادسا: إرفعي الطاقة الإيمانية الموجودة في المنزل, وحببي إليه الطاعات ونفريه من المعاصي ، واطرقي علي هذه النقطة بشدة ولكن بشكل غير مباشر. سابعا: صليا سويا وصوما سويا واذكرا الله وادعواه سويا، واقترحي عليه الذهاب في رحلة عمرة أو الحج إن كانت حالته المادية تسمح بذلك، ليعي أنك الزوجة الصالحة التي تقوده لخير دنياه وآخرته، وأن الأخرى تقوده لظلم نفسه بارتكاب المعصية. ثامنا: وجهي لزوجك رسائل خفية دون مواجهة, حتي يصبح في حيرة هل علمت بالخيانة أم مازلت لا تعلمين. تاسعا: أشركيه في تفاصيل حياتك أنت وأطفالكما, كاصطحابهم لعيادة الطبيب, أو شراء الملابس, أو العشاء عند الأقارب,................الخ. وأخيرا: ثقي بنفسك.. واعلمي أنك من غير غرور أجمل الجميلات وأرقى السيدات بإيمانك وعقلك وحبك وإخلاصك، واصبري حتى تمر الأزمة بسلام، ولا تخبريه ساعتها أنك كنت على علم بخياتنه حتى لا يعود إلى مثلها معتمدا على مسامحتك لزلاته. وفي نهاية حديثها تقد البيصيلي مجموعة نصائح للفتيات عند إختيار شريك الحياة وأهمها أن تبتعد عن الشاب الذي لديه علاقات نسائية متعددة والتي يقدم عليها قبل الزواج من أجل التسلية, أو الشاب الذي ينتمي لأسرة تاريخها مفكك وسمعتها ملوثة خاصة الوالد, أو الزواج من شخص أقل منها في المستوي المادي أو الإجتماعي لأن ذلك قد يصيبه بعقدة نقص، وسيبحث عن إشباع عقدته بالخيانة مع إمراة أقل في المستوي المادي والإجتماعي لتشبع رجولته.