كالمعتاد فى نهاية السنة، اختار «ريتشارد كورليس» ناقد مجلة «تايم» الأمريكية، واسعة الانتشار، أفضل عشرة أفلام شاهدها أثناء السنة التى ودعناها قبل بضعة أيام. وعلى غير المعتاد فى السنوات الأربع الماضيات لم يكن أول الأفلام العشرة التى وقع عليها الاختيار فيلم تحريك، بل كان فيلماً روائياً فرنسياً، صاحبه المخرج «ميشيل هازا نافيسيوس» ونجمه الرئيس «جان دى جاردان»، الفائز بجائزة أفضل ممثل فى مهرجان «كان» الأخير، هذا الفيلم اسمه «الفنان» ومن غرائبه أنه صامت وغير ملون أى أسود وأبيض فقط يعرض موضوعه لفترة فارقة فى تاريخ فن السينما، حين نطقت الأفلام يوم السادس من أكتوبر لعام 1927، ومن يومها لم تكف عن الكلام. والراجح أنه سيكون من بين الأفلام التى سيعلن عن ترشيحها لعديد من جوائز أوسكار، بعد بضعة أيام، والفيلم الثانى فى قائمة الأفلام العشرة، اسمه «هيجو»، وصاحبه مارتين سكورسيزى المخرج العاشق لفن السينما العارف بتاريخه، وفيلمه مأخوذ عن رواية «اختراع» هيجو كابريه لصاحبها «بريان سلزنيك». وأحداثه تقع فى محطة قطارات مونبارناس بباريس، حيث يختبئ الصبى «هيجو» لإصلاح ساعة المحطة فيلتقى «جورج ميليس» ساحر السينما الفرنسية فى بداية القرن العشرين، الذى انتهت به عاديات الزمان مفلساً صاحب كشك بالمحطة، لبيع لعب أطفال وحلويات. والفيلم الثالث اسمه «المخبر دى وسر الشعلة الشبح» لصاحبه المخرج الصينى «تزوهارك»، وهو من نوع الأفلام القتالية الذى ينسب إبداعه لسينما هونج كونج، وعادة ما تصل أفلام ذلك النوع إلى ذروة عالية من الخيال الجامح، ورابع أفلام القائمة «شجرة الحياة» خامس فيلم يخرجه «تيرينس ماليك» خلال حوالى أربعين عاماً. وبطولته انعقدت للنجم «برادبيت» الذى أدى دور أب لثلاثة أولاد بولاية تكساس قريباً من منتصف القرن العشرين. أداه على نحو كشف عن موهبة مخبوءة قد تؤهله للترشح لجائزة أوسكار أفضل تمثيل، هذا وقد سبق لشجرة الحياة، الفوز قبل بضعة شهور بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان». أما الفيلم الخامس واسمه «حصان الحرب» فصاحبه «ستيفن سبيلبرج» المخرج ذائع الصيت، تبقى الأفلام الخمسة الأخرى، وعلى رأسها «سوبر 8» ومخرجه «جى ابراهام» ومنتجه المنفذ «ستيفين سبيلبرج» والفيلم متأثر بأفلام «سبيلبرج الأولى» «الفك المفترس»، «لقاءات قريبة» وبخاصة «اى تى». وبعده فى المرتبة السابعة، فيلم «كهف الأحلام المنسية»، أول فيلم بالأبعاد الثلاثة، للمخرج الألمانى «ڤيريز هوتزوج»، وهو من نوع الأفلام التسجيلية صور فيه المخرج أقدم رسوم لبنى الإنسان بكهف «شوفيه» بجنوب فرنسا. أما الفيلم الثامن واسمه «ثورة كوكب القرود» فصاحبه المخرج «روبرت وات» وقد سبق عرضه عندنا، حيث حقق قدراً غير قليل من النجاح، فضلاً عن أنه أعاد بموضوعه الطريف الدهشة إلى عالم الأفلام و«رانجو» هو الفيلم الوحيد بين الأفلام العشرة، الذى يدخل فى عداد أفلام التحريك. والغريب أنه من إخراج «جورفيربنسكى» صاحب أفلام «قراصنة البحر الكاريبى» و«رانجو» بما انطوى عليه من ابتكارات مذهلة، يعد درة بين أفلام التحريك وآخر الأفلام العشرة، فيلم اسمه «السريع الخامس» لصاحبه المخرج «جستين لين». وهو خامس مجموعة أفلام «السريع والغاضب» وطابعه كارتونى، متأثر بفيلم «سرقة القطار الكبرى 1903 وأفلام ماك سينيت القائمة على مطاردة الشرطة للخارجين على القانون، فى البدايات، أيام السينما الصامتة إنه تحية لتلك السينما من منطلق الحنين، شأنه فى ذلك شأن كل من «هيجو» والفنان. بقلم - مصطفي درويش