وصف اللواء محمد الغبارى، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا حالياً، ومدير كلية الدفاع الوطني سابقاً، ما بثته إحدى القنوات التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي من تسريبات، أمس، نسبتها للوزير سامح شكري أثناء حديثه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي هاتفياً بأنها «مفبركة وتعبر عن جهل الإخوان بعدم التقنية وعدم الدقة في افتعال المكالمات». وبغض النظر عن مضمون المكالمة ومشاورات الرئيس والوزير بشأن الوضع في سوريا والتنسيق الإيراني والتوتر بين مصر والسعودية، قال «الغباري» في تصريحاته ل«الوفد» إن التسريب الأول يزعم وجود سامح شكري في النمسا، متسائلاً: «هل رئيس الجمهورية يتحدث مع وزيره وهو خارج البلاد في أمور وسياسة مصر الخارجية بهذا الشكل، أم في مثل هذه الأمور الضرورية والملحة يتم الرجوع للسفارة المصرية للتواصل عبر الشفرات السرية»؟ وأضاف اللواء «الغباري» أن المكالمة الثانية تزعم وجود الوزير في مصر، مشيراً إلى أنه كان من الأولى أن يطلب الرئيس حضور وزير خارجيته للقصر للتشاور معه بدلاً من مكالمة تستغرق مدة طويلة. وأوضح «الغباري» أن السياسة والرؤية التي تم تداولها عبر التسريبات هي سياسة خارجية متفق عليها مسبقاً دون حاجة لمكالمات بين الرئيس والوزير فيها، متهماً جماعة الإخوان والفضائيات التابعة لها بإيهام المصريين باختراقهم لمؤسسات الدولة على غير الحقيقة. وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية سابقاً، إن التسريبات حال صدقها فهي لن تكون سوى نتيجة قيام أجهزة استخباراتية دولية بالتنصت على مكالمة وزير الخارجية أثناء وجوده في النمسا، قائلاً: «هل قنوات الإخوان تملك الإمكانيات لتحصل عليها»؟، مستكملاً: «أجهزة مخابرات دولية تتخذ موقفا عدائيا مع مصر وتدعم الإخوان بذلك، ومن الممكن التنصت على المكالمات بأكثر من طريقة عبر تقنيات حديثة تستخدمها أجهزة مخابرات». وذكر السفير في تصريحاته ل«الوفد» أن مضمون المكالمة لا يمثل أي جديد ومن الطبيعي الحديث بين رئيس ووزير في تلك الأمور- حال صدق المكالمات، إلا أن الهدف هو الإثارة والتشويش على مؤسسات الدولة وجذب مشاهدين جدد لفضائيات الإخوان للحفاظ على بقائها. واستبعد السفير إمكانية وجود عناصر داخلية في الوزارة تعمل لصالح الإخوان، قائلاً: «أعتقد من الصعب ترجيح الاختراق الداخلي للوزارة، والأمور لم تكن سوى بهدف الوقيعة بين مصر وأشقائها العرب من خلال سياق الحديث بشأن الوضع في سوريا وعلاقة مصر بالموقف الإيراني والسعودي في هذا الاتجاه. وقال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، إن كل الفرضيات قائمة في مثل هذه الأمور، رافضاً ترجيح فرضية على الأخري سواء بالاختراق الداخلي أو دور أجهزة مخابرات في ذلك . وأضاف «عكاشة» في تصريحاته ل«الوفد»، ننتظر ردا أو توضيحا رسميا بشأن ذلك من قِبل وزارة الخارجية حتى نتحدث في الأمور بشكل أفضل.