حطمت بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التى تقام حاليًا فى الجابون نظرية النجم الأوحد بعد وصولها إلى دور الأربعة عقب إسدال الستار مساء أمس الأحد على منافسات دور الثمانية. ورغم التوقعات بظهور وتتويج لأفضل نجوم القارة السمراء ولعل أبرزهم الثلاثى الذى تم ترشيحه للفوز بلقب أفضل لاعب فى قارة إفريقيا عام 2016 وهم الجزائرى رياض محرز الفائز باللقب والسنغالى ساديو مانى والجابونى بيير أوباميانج. إلا أن البطولة حطمت نظرية الاعتماد على نجومية هؤلاء اللاعبين. فى الجزائر، دفع محاربو الصحراء ثمن التركيز على رياض محرز وحده، وقدم المنتخب الجزائرى أسوأ مستوياته منذ سنوات فى الجابون، ليخرج من الدور الأول ويرحل مديره الفنى البلجيكى جورج ليكنز. ورغم الأداء الرائع الذى قدمه محرز فى لقاء زيمبابوى بافتتاح مشوار الجزائر بالبطولة وتسجيله هدفين إلا أنه سرعان ما اختفى فى لقاءى تونسوالسنغال وقدم أداءً مخيبًا للآمال. ولم يفلح ساديو مانى نجم السنغال وفريق ليفربول الإنجليزى فى قيادة أسود التيرانجا للتأهل لنصف النهائى بل وأهدر ضربة ترجيح أهدت بطاقة الصعود للكاميرون. وقدم مانى أداءً جيدًا بالبطولة، إلا أنه لم يستطع مساعدة منتخب بلاده بعد أن فرض أسود الكاميرون الرقابة الصارمة عليه فى لقاء المنتخبين بمجهود بدنى كبير من أبناء المدرب البلجيكى هوجو بروس. وفشل أيضًا أوباميانج نجم دورتموند الألمانى فى قيادة منتخب بلاده الجابون لتخطى الدور الأول وودع البطولة مبكرًا فى ظل تركيز الجميع على فرض الرقابة على اللاعب الموهوب. وتكرر نفس السيناريو مع عدة لاعبين فى البطولة على رأسهم وينفريد زاها مهاجم كوت ديفوار الذى توقع الكثيرون أن يكون أحد نجوم «كان 2017» بعدما فضل تمثيل الأفيال على منتخب إنجلترا. ولم يفلح وهبى الخزرى صانع ألعاب سندرلاند الإنجليزى فى قيادة أحلام منتخب تونس وودع البطولة على يد بوركينا فاسو، وقام بلقطة صادمة للجماهير التونسية بعدما رفض مصافحة مدربه كاسبرزاك. ولمع نجم المنتخبات التى تعتمد على الأداء الجماعى بشكل واضح، وعلى رأسها بوركينا فاسو الذى لم يتأثر منتخبها بغياب نجمه الأبرز بيتروبيا بجانب الكونغو الديمقراطية مفاجأة البطولة والكاميرون التى افتقدت نجوم الشباك، ولكنها كسبت الرهان على جيل جديد وأيضًا مصر والمغرب اللذان قدما دروسًا فى الأداء الجماعى خلال مشوار المنافسات. وظهرت خلال منافسات البطولة عدة أرقام خطفت الأضواء فى المرحلة الماضية على رأسها قلة المعدلات التهديفية، فأكبر مباراة شهدت أهدافا كانت تونس وزيمبابوى بنتيجة 4-2 وشهدت البطولة 54 هدفًا خلال 26 مباراة مما يعكس تفوق الجوانب التكتيكية خاصة أن مباريات المجموعة الثانية فقط كانت الاستثناء وشهدت 21 هدفًا لوحدها فى 6 لقاءات. الرقم الثانى يتمثل فى انتهاء 11 مباراة بالتعادل، وهى نسبة تصل لنصف عدد اللقاءات من بينها 4 مباريات بالتعادل السلبى دون أهداف وهو ما يعكس التكافؤ الشديد. ويبقى هداف البطولة كابينيجا الذى سجل 4 أهداف وهو معدل ضعيف بالمقارنة بهدافى البطولة فى النسخ الماضية الذين وصلوا لأرقام أكبر. أما الرقم الرابع فيتمثل فى إحراز 9 أهداف من 54 فى ربع الساعة الأخير بمعدل 16% وهو ما يعكس حفاظ المنتخبات على معدلات اللياقة البدنية وعدم التأثر بالتراجع فى الأوقات القاتلة. الرقم الخامس أن البطولة لم تشهد سوى حالة طرد واحدة فى 26 لقاء، وهو معدل يؤكد تطور الجوانب التكتيكية فى قارة إفريقيا، وعدم الاعتماد على الالتحامات والقوة البدنية كما كان فى الماضى.