ما بين مفاجآت بالجملة.. وخروج فريد من نوعه لحامل اللقب والبلد المضيف.. وسقوط المرشح الأول.. وعودة قوية للفراعنة.. وفشل المدربين الكبار.. جاءت أحداث منافسات الدور الأول لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في نسختها الحادية والثلاثين المقامة في الجابون حاليا والتي تمتد إلي5 فبراير المقبل. ومع إسدال الستار عن منافسات الدور الأول نجد أنفسنا أمام العديد من الظواهر المثيرة التي فرضت نفسها خلال بطولة صعبة جدا ومتقبلة الأحداث. أكبر مفاجآت الدور الأول, سقوط حامل اللقب والوصيف مبكرا وخروج كوت ديفوار وكذلك الجابون من المنافسات وبشكل درامي لتصبح أمم إفريقيا في نسختها الحادية والثلاثين تبحث عن بطل جديد, وجاء سقوط الأفيال منطقيا في ظل وجود مدرب فرنسي متواضع هو ميشيل دوسيه وكذلك غياب أهم نجوم الفريق أمثال يايا تورية الذي اعتزل اللعب دوليا وجيرفينهو المصاب في الرباط الصليبي, ولم تنجح كتيبة الأفيال في حصد سوي نقطتين فقط في الدور الأول. أما الجابون فهي أصبحت رابع بلد مضيف يفشل في تخطي الدور الأول وودعت المنافسات عقب احتلالها المركز الثالث في جدول الترتيب ولديها3 نقاط من3 تعادلات متتالية مع الكاميرون وبوركينا فاسو وغينيا بيساو. وثاني مفاجآت الدور الأول كانت خروج المرشح الأول لإحراز اللقب وهو المنتخب الجزائري الذي نال75% من ترشيحات الخبراء والمحللين, لما تضم من أسماء لامعة في تشكيلتها أمثال رياض محرز أفضل لاعبي إفريقيا وإسلام سليماني ونبيل بن طاليب وسفيان هنيء ورايس مبولحي وآخرين, ولم تحصد الجزائر سوي نقطتين فقط من تعادلين مع السنغال وزيمبابوي2/2 فيما خسرت الكلاسيكو العربي لها مع تونس2/1 وودعت البطولة مبكرا. ومن ظواهر الدور الأول في أمم إفريقيا سقوط أسماء كبيرة في عالم التدريب لم تحقق أي نجاحات وأصبح رحيلها عن مناصبها محتملا وواردا بقوة ومنهم من رحل فعلا عن العمل في القارة السمراء, فهناك البلجيكي جورج ليكنز المدير الفني للمنتخب الجزائري الذي استقال من منصبه, وكتب ثاني إخفاق له بعد الفشل مع تونس في النسخة الماضية, وهناك الإسباني أنطونيو كاماتشو المدير الفني لمنتخب الجابون الذي جاء قبل البطولة مباشرة بعقد أسطوري وهو من قاد ريال مدريد ومنتخب إسبانيا من قبل وفشل في مهمته وودع البطولة مبكرا, وهناك اسم ثالث كبير وهو ألن جيريس المدير الفني لمنتخب مالي الذي نال الميدالية البرونزية قبل5 سنوات والذي خرج من الدور الأول للمرة الثانية علي التوالي بعد إخفاقه مع المنتخب السنغالي وخروجه من نفس الدور البطولة الماضية وودع الاسم الكبير جدا في البطولات القارية كلود لوروا المدير الفني المنافسات هو الآخر برفقة منتخب توجو بعد أن حصد نقطة واحدة في المجموعة الثالثة. سقوط نجمي إفريقيا2015,..2016 ظاهرة أخري فرضت نفسها في الدور الأول لمنافسات الكان تمثلت في فشل الثنائي الكبير بيير أوباميانج هداف بروسيا دورتموند الألماني وقائد المنتخب الجابوني ورياض محرز نجم ليستر سيتي الإنجليزي والمنتخب الجزائري في تحقيق أي إنجازات سوي تسجيل هدفين لكل منهما علي حدة في الدور الأول مع الوداع المبكر للمنتخبين, وعاني أوباميانج من لعنة التعادلات لفريقه الذي أصبح رابع بلد مضيف يودع البطولة, والحسنة الوحيدة هي حصول النجمين محرز صاحب الكرة الذهبية2016 وأوباميانج صاحب الكرة الذهبية2015 علي لقب أفضل لاعبي الجزائر والجابون علي الترتيب في الدور الأول وتسجيل كل منهما لهدفين في المشوار. ومن الظواهر الكبيرة أيضا العودة القوية للمنتخب المصري بطل إفريقيا7 مرات حيث نجح في تصدر مجموعته برصيد7 نقاط متفوقا علي غاناوماليوأوغندا وهو المنتخب العربي الوحيد المتأهل لدور الثمانية متصدرا حيث نالت تونس والمغرب الوصافة في المجموعتين الثانية والثالثة علي الترتيب برصيد6 نقاط. وحققت مصر رقما قياسيا كبيرا في الدور الأول تمثل في الحفاظ علي نظافة الشباك بدون أن تهتز شباك عصام الحضري ومعه أحمد الشناوي ولأول مرة ولكنها سجلت هدفين فقط في3 مباريات بمعدل أقل من هدف في المباراة الواحدة. ويعد المنتخب المصري مع نظيريه السنغالوالكونغو الديمقراطية وحدهم الذين حققوا أعلي عدد من النقاط7 نقاط ولم تظهر العلامة الكاملة مطلقا. ساديو ماني وجونيور في العلالي ساديو ماني.. جونيور كبنجانجا.. كلاهما يستحق لقب نجم الدور الأول بكل المقاييس بعد أن قدما مستوي مميزا وحسما الصدارة لمنتخبي السنغالوالكونغو الديمقراطية في المجموعتين الثانية والثالثة. وفرض ساديو ماني ملهم السنغال نفسه علي الحدث في أول مباراتين أمام تونس وزيمبابوي اللذين سجل فيهما هدفين وصنع هدفا ومنح فريقه6 نقاط كاملة تصدر بها المجموعة, فيما كانت بصمة جونيور كبنانجا واضحة برفقة الكونغو الديمقراطية من أول جولة عندما سجل هدف الفوز في المغرب ثم سجل هدفين في مرمي كوت ديفوار وتوجو وساهم في حصد7 نقاط تصدرت بها المجموعة وتصدر أيضا جونيور كبنانجا لائحة هدافي الدور الأول برصد3 أهداف. ويرتدي ساديو ماني وجونيور كبنانجا القميص رقم10 في الفريقين. أحمد المحمدي: جاهز في أي وقت.. وتصديت لأيو بكل قوة أعرب أحمد المحمدي ظهير أيمن المنتخب الوطني المحترف في صفوف هال سيتي الإنجليزي عن سعادته بالمساهمة في الحصول علي بطاقة التأهل إلي دور الثمانية بعد مشاركته في اللقاء الأول له منذ بدء منافسات كأس الأمم الإفريقية. وقال المحمدي: لحظة مهمة جدا لهذا الجيل في مشوارنا ببطولة أمم إفريقيا وهي العبور من الدور الأول بعد أن أوقعتنا القرعة في مواجهة فرق مرشحة مثل غاناومالي وكذلك أوغندا التي تطورت ونحن بالفعل نستحق الصعود لربع النهائي. ويكمل اللاعب: أشكر مستر كوبر علي ثقته بي في التواجد ضمن التشكيلة والحمد لله أديت بشكل جيد ونفذت التعليمات وكانت مباراة غانا التي لعبتها صعبة. وحول تألقه في أول مباراة يشارك فيها أساسيا وغيابه قبلها قال المحمدي: أنا لاعب ملتزم بتعليمات المدير الفني وجاهز للمشاركة في أي وقت يختاره وهذا هو دوري الوحيد هو التدريب والالتزام وتنفيذ تعليمات المدير الفني. وحول أصعب اللحظات التي مرت عليه في اللقاء قال: بدون شك فترة الشوط الثاني كانت صعبة لأن غانا ضغطت بقوة وأصبح اندري ايو نجمها الكبير جناح أيسر ويحاول المرور من جانبي وتصديت له بنجاح أكثر من مرة. ويضيف المحمدي: بالتأكيد خبراتي في أمم إفريقيا التي فزت بها مرتين من قبل ساهمت في تفاعلي السريع مع المباراة وطموحي هو الاستمرار قدر الإمكان في تقديم المستوي الأفضل من أجل التأهل إلي الأدوار النهائية. تريزيجيه: خطوة مهمة لطريق أهم أكد محمود حسن تريزيجيه لاعب وسط موسكيرون البلجيكي والمنتخب الوطني الأول لكرة القدم أن التأهل إلي دور الثمانية خطوة مهمة جدا في رحلة هذا الجيل الذي يشارك لأول مرة في بطولات كأس الأمم الإفريقية بعد غياب دام7 سنوات كاملة.. وقال: الوصول لربع النهائي خطوة لطموح أكبر وهو التأهل إلي المربع الذهبي وهو المكان الطبيعي للمنتخب المصري في أمم إفريقيا رغم الابتعاد والحمد لله إننا حققنا أول خطوة في إسعاد الشعب المصري وهو التأهل عن مجموعة صعبة ضمت غاناوأوغنداومالي, وتلك خطوة مهمة جدا لهذا الجيل. وأكد تريزيجيه أن تعليمات المدير الفني في مباراة غانا له كانت مواجهة كريستيان اتسو وغلق الجبهة اليسري مع أحمد فتحي مع منحه تعليمات بالتقدم المستمر في المساحات الخالية وأداء الدور الهجومي وهو ما نفذه بحرفية شديدة قدر الإمكان. أول فوز في رابع مباراة أول فوز في البطولة كان من نصيب المنتخب السنغالي رابع مباريات الدور الأول عندما تغلبت علي تونس بهدفين دون رد في إطار المجموعة الثانية. كان فيها رجل المباراة ساديو ماني, فيما سبقتها3 تعادلات متتالية من بينها تعادلان في المجموعة الأولي للكاميرون وبوركينا, والجابون مع غينيا بيساو. ليكنز أول استقالة في البطولة أول استقالة في عالم مدربي أمم إفريقيا كانت من نصيب البلجيكي جورج ليكنز المدير الفني للمنتخب الجزائري عقب خروجه من الدور الأول وجاءت بعد ضغوط كبيرة ومحاولات لإجبار محمد روراوة رئيس الجامعة الوطنية الجزائرية لكرة القدم هو الآخر علي تقديم استقالته ردا علي هذا الفشل الكبير. الكونغووالسنغالوتونس الأعلي تسجيلا يتصدر منتخب السنغال وبرفقته منتخب الكونغو الديمقراطية وتونس لائحة أقوي خط هجوم في البطولة بعدما سجل كل فريق من الثلاثة6 أهداف في الدور الأول بمعدل هدفين في المباراة الواحدة, فيما يعد المنتخب الوطني صاحب أقوي خط دفاع في الدور الأول; حيث لم تهتز شباكه بأي أهداف حتي الآن. جونيور في صدارة الهدافين مع نهاية الدور الأول تصدر جونيور كبنانجا صانع ألعاب منتخب الكونغو الديمقراطية والمحترف في أستانا الأوزبكستاني لائحة هدافي البطولة برصيد3 أهداف يليه رياض محرز مهاجم الجزائر وأوباميانج هداف الجابون وإسلام سليماني مهاجم الزمالك وساديو ماني نجم السنغال برصيد هدفين لكل لاعب. 52 هدفا في24 مباراة كتب الدور الأول لمنافسات كأس الأمم الإفريقية في الجابون عدة أرقام مثيرة, من حيث الأهداف وعدد الانتصارات والتعادلات والبطاقات الصفراء وركلات الجزاء. وعلي مستوي4 مجموعات أقيمت24 مباراة شهدت فوز فريق علي حساب الآخر14 مرة فيما ظهر التعادل في10 مباريات فقط, وسجلت في المجموعات الأربع والمباريات ال5224 هدفا وهو معدل جيد من الأهداف. وشهدت الجولة ظهور البطاقات الصفراء57 مرة فيما ظهر الكارت الأحمر وقرار الطرد مرة واحدة في24 مباراة وهو رقم سلوكي رائع. الحضري.. بطل الشباك العذراء لا خلاف علي أحقية عصام الحضري44 عاما حارس مرمي وقائد المنتخب الوطني علي لقب أفضل حراس مرمي الدور الأول في كأس الأمم الإفريقية. وجاء ظهور الحضري في منتصف الشوط الأول أمام مالي ثم شارك أساسيا أمام غاناوأوغندا, وفرض نفسه نجما فوق العادة بعدما نجح في الاحتفاظ بشباكه عذراء في3 مباريات متتالية ومساهمته في تأهل المنتخب متصدرا لمجموعته. وتألق الحضري في التصدي لفرص خطيرة من جيوفري ماسا قائد أوغندا وكذلك جيان أسامواه واندري ايو واتسو وجوردون أيو رباعي غانا الخطير ومن موسي ماريجا هداف مالي القوي, وضرب أرقاما قياسية بالجملة بعدما أصبح أكبر حارس مرمي يشارك في منافسات كأس الأمم الإفريقية عقب تخطيه ال44 عاما, وهو نجم شباك كبير هنا في الجابون تتابعه وتلاحقه كبري الوكالات الإخبارية والصحف الأوروبية لإعداد تقارير عما يفعله في الملاعب. عمرو وردة: فخور بالمشاركة الثانية أعرب عمرو وردة صانع ألعاب باوك سالونيك اليوناني الجديد والمنتخب الوطني عن فخره للمشاركة للمرة الثانية علي التوالي في مباراة غانا بعد أوغندا والمساهمة في حصول الفراعنة علي3 نقاط غالية يتقدم بها إلي صدارة المجموعة الرابعة والتأهل إلي دور الثمانية من عمر منافسات كأس الأمم الإفريقية.. وقال وردة: بدون شك أنا فخور جدا بما أحققه مع المنتخب وهو أمر يسجل في تاريخي, مباراتان متتاليتان في أمم إفريقيا شاركت فيهما وحققنا الفوز وتأهلنا إلي دور الثمانية وجددنا الفوز علي غانا مرة أخري. ويكمل: شكرا مستر كوبر علي ثقته الكبيرة في قدراتي وأؤكد له وللجميع أنني لن أترك الفرصة وسأحاول الاجتهاد يوما بعد يوم لتقديم نفسي. وحول دوره في لقاء غانا الأخير قال وردة: لعبت مكان عبدالله السعيد وكانت مهمتي التحضير في الوسط ومحاولة بناء الهجمات والمساهمة في الواجب الدفاعي وأشعر بأنني أديت كما يجب ونفذت تعليمات المدرب وسأحاول إصلاح أي عيوب.