تحتفل الأجهزة الأمنية اليوم 25 يناير بالذكرى ال65 لعيد الشرطة والتي يعود سببها ل25 يناير من عام 1952، حين شهدت مصر ملحمة تاريخية لجنودها البواسل بمحافظة الإسماعيلية، حيث وقفوا بكل عزيمة وقوة بوجه العدو الغادر من القوات البريطانية الذين كانت لا نية لهم سوى السيطرة الكاملة واحتلال مبنى محافظة الإسماعيلية فى ذلك الوقت، لكن جنود مصر رفضوا تسليم أسلحتهم أو إخلاء المبنى. ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الإحتلال والشرطة المصرية وراح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية علي يد الاحتلال الإنجليزي ومن هنا قامت القوات البريطانية بوضع مبنى محافظة الإسماعيلية تحت تصرفها الكامل. قام وقتها "البريجادير أكسهام" القائد البريطاني بمنطقة القناة باستدعاء ضابط الاتصال المصري وتسليمه إنذارًا لتسليم الشرطة المصرية "البوليس حينها" أسلحتها للقوات البريطانية وإخلاء دار المحافظة، والرحيل للقاهرة وترك منطقة القناة، باعتبارها مركزًا لاختفاء الفدائيين المعادين لقوات الانجليز. ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية "فؤاد سراج الدين باشا"، الذي طلب من رجاله الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، فأرسل القائد البريطاني نفس الإنذار لمأمور قسم الشرطة وطالبه بتسليم أسلحة جنوده وعساكره، والذى جاء رده بالرفض أيضا ما أثار غضب القائد وحاصر قسم البوليس. ووقعت بينهم اشتباكات غير متساوية بالقوة، فقوات الإحتلال مسلحة بدبابات السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان ويطلقون نيران القنابل دون توقف فيما يرد عليهم قوات الشرطة المصرية بالبنادق العادية فقط، واستمرت الاشتباكات حتى نفاد آخر طلقة من الشرطة المصرية. ورغم غضب القائد البريطاني"اكسهام" من المصريين ببداية الأمر إلا أنه لم يخف إعجابه الشديد بشجاعة المصريين وأمر جنوده بأداء تحية عسكرية لطابور رجال الشرطة المصرية اثناء خروجهم من المحافظة تكريمًا لهم واعترافًا منهم ببسالتهم الفائقة. وتخليداً لذكرى شهداء مصر فى هذا اليوم أصبح ال25 يناير، يوماً يشهد على فخر وعزة الجنود المصريين، وعيداً يحتفل به كل عام، وعيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية. وفي فبراير 2009، أقره الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام، كنوع من التقدير والعرفان لجهود رجال الشرطة وتضحياتهم، في سبيل حفظ الأمن والأمان والاستقرار للبلاد.